إعادة اللاجئين السوريين من ألمانيا وأوروبا تبدأ في تموز 2018. ورطة جواز السفر السوري

إعادة اللاجئين السوريين من ألمانيا وأوروبا تبدأ في تموز 2018. ورطة جواز السفر السوري

مازال قرار إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم من ألمانيا بين أخذ ورد، لكنّ الثابت أنه سيبدأ تنفيذهُ خلال أشهر وبشكل كبير، وقد أكد ذلك لمركز فيريل موظف كبير في مركز الهجرة والجوازات الألمانية Ausländerbehörde، ويبدو أنّ تشكيل ميركل لحكومة إئتلاف يعتمدُ بشكل كبير على اتخاذ هكذا قرار.

خديعة الإعلام الألماني بتطمين اللاجئين السوريين!

ما يجري في الخفاء غير ما يتم التصريح به في وسائل الإعلام الألمانية، بينما تتبارى صفحاتٌ لمراهقين بتطمين اللاجئين السوريين بأنّه لن تتم إعادة أحد منهم… فينامون في العسل ويتبارون بإنجاب الأطفال…

مُطالبات حزب البديل الألماني AfD بإعادة اللاجئين السوريين ليست الوحيدة، حتى وإن رفضها البرلمان بصيغتها المشددة، وقبله مطالبة وزير التنمية الألماني غيرد مولر بإعادة 200 ألف منهم كما نشر مركز فيريل في تموز الماضي. الأمر على الإعلام الألماني فرض لبنان شروطا جديدة صارمة على السوريين القادمين جوا، منع بموجبها معظم السوريين من دخول أراضيه.

في بداية كانون الأول الحالي، احتدت المناقشات وبدأت كفة الترحيل تميل، وهذا Peter Altmaier وزير المستشارة ميركل، ورئيس الائتلاف  Volker Kauder وكلاهما من الحزب الحاكم CDU، يُصرحان بشكل مفاجئ: (هناك إعادة تقييم لوضع اللاجئين السوريين في ألمانيا، وإمكانية إعادتهم إلى بلادهم).

وزير داخلية بايرن Herrmann من حزبCSU ، قال: (هناك عدة مناطق باتت آمنة في سوريا مثل حلب، يمكن إعادة اللاجئين إليها، حيثُ يعودون تلقائياً من تركيا). يتابع الوزير: (لابد من الترحيل الصارم خاصة بحق اللاجئين السوريين الذين ارتكبوا جرائم هنا في ألمانيا).

في النهاية تأكد مركز فيريل للدراسات أن القرار اتخذ وهو: إعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا سيبدأ فعلياً في تموز 2018.

Die unionsgeführten Länder wollen ab Juli 2018 wieder nach Syrien abschieben.

 

(لا رواتب إنما كوبونات) قرار سيء بالنسبة للاجئين

هناك مطالبات وحسب مركز فيريل، تتم مناقشتها في عدة ولايات ألمانية، قد يتم اعتمادها قريباً، وهي: (استبدال رواتب اللاجئين المالية، بالكوبونات) وهذا أحد أوجه التضييق على اللاجئين “الكسالى” خاصة، مع إبقاء 20% فقط من راتب المساعدات الاجتماعية نقود. بحيث يشتري اللاجئ حاجياته من محلات معينة فقط. فعلياً، هذه الطريقة معتمدة ببعض المناطق الألمانية وبشكل محدود، سيتم تعميمها.

ورطة جواز السفر السوري

  • ما يعرفهُ اللاجئون السوريون حالياً أنّ تجديد الإقامة لا يتم إلا بعد أن يزوّدُ اللاجئ دائرة الهجرة والجوازات بحواز سفره السوري، هذا يحصل عليه من السفارة السورية في برلين. تابع مركز فيريل اجراءات الحصول على جواز السفر من داخل السفارة السورية، وشاهد التسهيلات المقدمة، وكمية الطلبات المقدمة والتي تصل يومياً إلى 200 طلب. رسم الحصول على جواز السفر السوري ارتفع كثيراً، صحيح، ولكن اللاجئ يدفعهُ من المساعدات الإجتماعية؟ رسم الجواز يُعتبرُ من أعلى الرسوم في العالم، وهو يًضرُّ بالسوريين المقيمين والعاملين في ألمانيا والذين يدفعون ذلك من جيبهم الخاصّ. لكن لماذا تشترط فجأة دائرة الهجرة والجوازات أن يتم تجديد الإقامة بعد حصول اللاجئ السوري على جواز سفره من السفارة السورية؟!!
  • السفارة السورية في برلين لم ترفض طلباً للاجئ سوري، حتى لو كان مُعارضاً، بالحصول على جواز السفر شرط تقديم الوثائق التي تثبتُ شخصيته، وهنا انتفت حجة اللاجئ أمام السلطات الألمانية.
  • بالمقابل؛ حصول اللاجئ على جواز السفر يلغي فكرة أنه مطلوب للسلطات السورية أو ممنوع من العودة إلى سوريا، وبالتالي تسقط عنه صفة لاجئ سياسي نهائياً، ويُصبحُ في أفضل الحالات لاجئاً إنسانياً.
  • حصول اللاجئ على جواز السفر يعني أنه مؤهل للعودة إلى سوريا قانونياً.

 

  • عدم تزويد اللاجئ السلطاتِ الألمانية بجواز السفر يوقف إقامته، ويتيحُ الفرصة للوصول إلى قرار ألغاء الإقامة والترحيل!! وإن زودها به، أصبح جاهزاً للترحيل… وهنا الورطة الكبيرة، فماذا يفعل؟

إعادة اللاجئين السوريين من مطارات لبنان والأردن

هي ليست إشاعة أو خبر تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي كما ادعت بعض المواقع، هي حقيقة شاهدها مركز فيريل في مطار بيروت الدولي ومطار عمّان، ففي تاريخ 16 كانون الأول أعادت السلطات اللبنانية ثلاثة لاجئين سوريين إلى ألمانيا على متن رحلة الخطوط الألمانية Germania، كما أعادت قبلها أربعة عائلات كانت تقصد سوريا، والحجة أنّ لبنان ليس دولة ترانزيت! كما ادعى موظفو الهجرة والجوازات أن أسماءهم موجودة ضمن قائمة الممنوعين من دخول لبنان لأنهم تجاوزوا مدة إقامتهم قبل سنتين بـ 24 ساعة! وقد تمّ ترحيل بعضهم إلى مطار إيران… علماً أنّ هؤلاء قد راجعوا السفارة اللبنانية في برلين، وبرفقة مركز فيريل، وقال الموظف في السفارة اللبنانية أنه لا مانع من دخولهم لبنان كمحطة “ترانزيت” نحو سوريا. الإجراء اللبناني غير قانوني ويبعث على الشك بأنّ السلطات اللبنانية تتلقى الأوامر من جهة ما لمنع دخول السوريين علماً أنهم يحملون إقامة نظامية من ألمانيا، ولا يمكن للاجئ أن يترك ألمانيا كي يعيش في لبنان، إلا إذا كانت الحياة “المُرفهة” في مخيمات اللجوء في لبنان، أفضل منها في ألمانيا!! مركز فيريل للدراسات. 23.12.2017