إدلب بعد التصريح الروسي، المعركة الحتمية

إدلب بعد التصريح الروسي، المعركة الحتمية. زيد م. هاشم. إدارة التحرير في مركز فيريل للدراسات. 27.12.2017. بدأ الجيش السوري عملية عسكرية كبرى مضادة لتحرير المدن والمناطق التي استولى عليها الإرهابيون في سوريا، بعد أن توفرت الظروف المناسبة وتكشفت حقيقة ما سُمّيَ مجازاً “الثورة”، والتي كانت تجمعات لتنظيمات تكفيرية عالمية، وبعد أن تمّ استيعاب الهجمات الكبرى والحفاظ على المكامن الحيوية للقوة العسكرية في المدن الرئيسية، وهذه كانت أصعب المراحل وأعقدها. هنا، ظهرت استراتيجية الدولة السورية  بجمع الإرهابيين في إدلب، والتي تحدثنا عنها في مركز فيريل قبل سنة من الآن. إدلب كانت واستمرت كقاعدة إمداد لوجستي وغرفة عمليات كبرى لقيادة المؤامرة على سوريا، بمشاركة أكبر الدول الغربية والعربية.

خطة إنشاء داعش كانت خطيرة جداً

تأخر العمل العسكري في إدلب بسبب ظهور داعش وتمددها السريع، نتيجة الدعم غير المسبوق الذي تلقاه هذا التنظيم الإجرامي، وكان بمثابة الخطة البديلة لوضع سوريا بين فكي كماشة أنياب الإرهاب، وكان الهدف الرئيسي من تأسيس داعش أخطر، حيث كان يتعلق بقطع طريق محور المقاومة واستبداله بربيع عبري ليكون حجة التدخل الأجنبي لغزو سوريا، بعد فشل فبركات الكيماوي وتمثيليات المجازر، فكان لابد من إعداد سيناريو بديل وهو مخطط داعش حصان طروادة، والتدخل العسكري الغربي والأعرابي… وفشلت الخطة…

تم التوجه للبادية من شرق حلب إلى تدمر وريف الرقة، ثم عمق البادية وصولا للحدود العراقية وريف السويداء ثم دير الزور، حيث تم إجهاض هذا المشروع الصهيوأمريكي بشكل كبير، ليتم الآن استبداله من خلال عصابات قسد، لكنه فشل في تحقيق أهدافه الرئيسية الكبرى، التي تشكلت داعش من أجله بل قلبت الطاولة على المخططين وتحقق وضع معاكس.

بعد إنهاء الخطر الداعشي المحدق، يتم الإعداد مباشرة لفتح جبهة إدلب والتي أصبحت عاصمة إمارة لتنظيم القاعدة الارهابي في سوريا، والذي تمثله جبهة النصرة تحت مسمى هيئة تحرير الشام (هتش).

إدلب هي أذكى خطّة للمخابرات السورية. د. جميل م. شاهين

معركة إدلب ضرورة عسكرية وسياسية

 

  • عسكريا:

تحرير أريف حلب الجنوبية الغربية وفك حصار كفريا الفوعة.

تحرير ريف حماة الشمالي واستعادة مطار أبو الظهور وفتح طريق حلب حماة حمص دمشق الاستراتيجي.

عزل ريف حمص الشمالي ومنع وصول دعم للإرهابيين، وحصارهم كآخر بؤرة للتكفير في الرستن وتلبيسة وريفها

تأمين محافظات اللاذقية وحماة وحلب بشكل نهائي.

دفع تنظيم القاعدة في عمق محافظة إدلب كمرحلة أساسية ورئيسية أولى

  • سياسيا

  1. سحب البساط من تحت تركيا للتمدد عسكريا في إدلب بحجة محاربة “ابنتها” النصرة
  2. قطع الطريق على واشنطن التي أرادت التدخل في إدلب من خلال قسد، حيث كثر الكلام في مرحلة سابقة عن تجهيز المليشيات الكردية من بوابة عفرين لدخول إدلب، ولكن تم احباط المخطط باتفاق الأستانا ومناطق خفض التوتر
  3. سحب تركيا من المؤامرة على سوريا مقابل الملف الكردي، والذي سيكون آخر موضوع يتم التفاهم عليه.
  4. انهاء أساس الوجود التكفيري في سوريا ودفع الإرهاب لخارج الحدود، والذي سيؤدي لانتكاسة إقليمية وعالمية تخص الدول المشاركة بالمؤامرة على سوريا.
  5. كشف الفصائل المتحالفة مع النصرة وتعريتها واخراجها من التسوية السياسية
  6. قطع يد التدخلات العسكرية في سوريا، من خلال أنهاء أقوى التنظيمات الإرهابية بعد داعش، تنظيم النصرة فرع القاعدة.
  7. عدم السماح للأذرع العسكرية لتنظيم الأخوان المسلمين التركي القطري، بملء فراغ إدلب عسكريا وسياسيا وتعويمهم كقوة محاربة للإرهاب.

التصريح الروسي، دعم إضافي

هل نجحت خطة المخابرات العسكرية السورية؟

يمتلك الجيش السوري أفضلية ميدانية، حيث تحيط القوات السورية إدلب من ثلاث محافظات، إضافة للأفضلية العسكرية، وفي حال التفرغ للمعركة دون وجود معراك ثانوية، ستحاول القوى الخارجية افتعالها، سيكون النصر أسرع من المتوقع.  

كما تحدثنا سابقاً، راجعوا مقالة (إدلب هي أذكى خطة للمخابرات السورية)، فإنّ الاقتتال بين الفصائل الإرهابية في إدلب قد حصد وحسب إحصائيات مركز فيريل، أرواح بين 17 إلى 19 ألف إرهابي، وهذه ميزة أخرى للجيش السوري، وإثبات على نجاح خطة الاستخبارات العسكرية السورية. 

الظروف الدولية مواتية لقتال تنظيم مصنف عالمياً أنه إرهابي، ليأتي التصريح الروسي بأن جهود موسكو العسكرية ستتركز في سنة 2018 على إنهاء جبهة النصرة، أي سيستمر الروس بتقديم الدعم الجوي والعسكري كقوات حليفة للجيش العربي السوري، وبصورة كبيرة.

معركة إدلب وريفها، معركة فاصلة لبدء العملية السياسية وإعادة الإعمار… وستبدأ حال الانتهاء من نقل بقايا الإرهابيين في أرياف دمشق ودرعا والقنيطرة، ليتم الإجهاز عليهم… زيد م. هاشم. إدارة التحرير في مركز فيريل للدراسات. 27.12.2017