إلى أيّ مدىً يمكن أن تمضي روسيا عسكرياً في سوريا؟ تحليل من واشنطن وبرلين، مركز فيريل للدراسات

اتخذت الأحداث في سوريا مؤخرا منعطفاً هو الأخطر، خاصّة مع تزايد الدلائل على أنّ استهداف القوات  الروسية لم يأتِ فقط من قِبَل الإرهابيين، بل هناك دلائل أنّ عواصم عالمية كبرى تقف وراءهُ، فإلى أي مدىً يمكن أن تمضي روسيا في تصدّيها للناتو في سوريا؟ تحليلٌ من Firil Center For Studies FCFS في برلين بالتعاون مع The Saker في واشنطن.

أشعلت الحوادث الأخيرة ضد الجيش الروسي، النار التي قد لا تنطفئ… بدءاً من هجوم الطائرات بدون طيار وقذائف الهاون على قاعدة حميميم، إلى اسقاط الطائرة الروسية من طراز  SU-25، ثم الهجوم الأميركي على مقاتلين روس وحلفاء للجيش السوري في دير الزور. الدلائل تشيرُ إلى وقوف واشنطن وراء هذه الاعتداءات، بقصد معاقبة الروس، من هذه الدلائل:

 

  • أولاً، لا تزال الولايات المتحدة وإسرائيل تعاني من الإذلال والغضب الشديد بسبب هزيمتهما في سوريا: الرئيس الأسد لا يزال على رأس الدولة السورية. تمت هزيمة داعش تقريباً وعلى يد الجيش السوري والضربات الجوية الروسية. تمكنت موسكو من جلب زعماء الكثير من التنظيمات المسلحة إلى طاولة المفاوضات. النجاح في مؤتمر سوتشي الأخير، والاتفاق العام من جميع الأطراف للبدء في العمل على وضع دستور جديد، أي:

هناك خطر حقيقي من أن يعمَّ السلام سوريا، وهو ما تقف ضدهُ الولايات المتحدة وإسرائيل…


  • ثانياً، وعدَ كلٌّ من ترامب ونتنياهو مناصريه، بالكثير من “الانتصارات” لإثبات مدى هيمنتهما وقوتهما. باعتقادهما أن البدء في حرب علنية ضد روسيا سيكون “دليلاً على الرجولة”، ولكنه خطير جداً، فهما يعتقدان أنّ قتل الروس “على الهامش”، إذا جاز التعبير، أمرٌ سيمرُ هكذا ببساطة، وهنا الخطأ الكبير…
  • ثالثاً، الانتخابات الرئاسية في روسيا على الأبواب، الأمريكيون يعتقدون، بغباء، أنّ خلق مشكلة لبوتين في سوريا، سيؤثر سلباً على شعبيته في روسيا…
  • أخيراً، فقدت الولايات المتحدة وإسرائيل فعلياً القدرة على القيام بعمل عسكري كبير ضد سوريا، لهذا فإنّ الغرض الرئيسي من نشر الولايات المتحدة قواتِها شمال سوريا هو: خلق المتاعب لتركيا وإيران وسوريا، وبطبيعة الحال، لروسيا.

 

خلاصة القول هنا

بما أن الأمريكيين أعلنوا أنهم سيبقون (بشكل غير قانوني) في سوريا حتى يستقر الوضع، فهم سيفعلون كل شيء لزعزعة الاستقرار في سوريا.

التوقعات القادمة في سوريا

الخطوة الأولى: تشجيع تركيا

 

من البديهي أن تقف واشنطن بجانب ثاني أكبر جيش تعداداً في الناتو، أقصد تركيا، في قتالها ضد الأكراد، أو على الأقل، سكوتها على اجتياح منطقة عفرين. لكن لذلك  نواح كثيرة جيدة لروسيا لمواجهة الغزو الأمريكي لسوريا، وهذا ما قلنا عنهُ سابقاً في مركز فيريل للدراسات الفخ الأميركي التركي. لقد غرقت تركيا في المستنقع، وباتت حليفتها واشنطن تهاجمها بشكل غير مباشر من خلال الميليشيات الكردية، صراعٌ ضمن الناتو، أليس هذا فخ؟ الأميركيون يدعمون ويختبئون وراء الميليشيات الكردية التي تهاجم الجيش التركي بسلاح أميركي.

 

من المستبعد أن يقوم الجيش الأميركي حالياً بضرب الجيش التركي، خاصة بعد افتضاح أمر محاولة الانقلاب التي دعمتها الولايات المتحدة ضد أردوغان في تموز 2016، لهذا سترد الولايات المتحدة بدعم إنشاء “ميني كردستان” في العراق وفي سوريا على حد سواء، فالعلاقات الأمريكية التركية في أدنى مستوياتها على الإطلاق، ولن يستغرق الأمر الكثير لدفع الأتراك نحو الحافة مع عواقب كارثية محتملة على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، US EU, NATO, CENTCOM، وحتى إسرائيل.

تتمتّعُ تركيا بأهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لأوروبا ودول البحر الأبيض المتوسط ​​والشرق الأوسط، الأمريكيون يعرفون ذلك، من هنا تمتّع الجيش التركي في غزوه لسوريا بنوعٍ من “الحصانة السياسية والعسكرية” من أية هجمات من الولايات المتحدة، مع غضّ النظر عما يرتكبهُ الأتراك “إعلامياً” أيضاً، من مجازر بحق المدنيين في عفرين، وكما نوهنا مراتٍ إلى أنّ زعماء الأكراد، بسبب تأرجحهم بين عاصمة وأخرى، يُقدمون أتباعهم كبش فداء في الشمال السوري.  




احتمال تصادم الجيشين التركي والأميركي

احتمال تصادم الجيشين التركي والأميركي ضعيف، وإن حصل فسيكون البادئ هو الجيش التركي، عن طريق مهاجمة موقع عسكري للميليشيات الكردية فيه جنود أمريكيين. إن حصل ذلك، سيكون أمراً لا يمكنُ تصوّرهُ؛ دولة في الناتو تُهاجمُ أخرى!. سيعقبها انسحابٌ أميركي من الأراضي التركية، وقد لا تردّ واشنطن بل تترك لإسرائيل القيام بعمل “قذر” ضد أنقرة، بينما تنصرفُ الولايات المتحدة لوضع ثقلها في إقامة “كردستان الصغرى”…

 

لنفرض أنّ الأتراك قتلوا جنوداً أمريكيين، المتوقع حدوث احتجاج أميركي شديد وطلب اعتذار  ومشاورات رمزية، والمرجح ألا تفعل الولايات المتحدة أكثر من هذا عسكرياً، سوى ما ذكرناه في الفقرة السابقة. أما أردوغان، فإن شعبيته سترتفع بشكل كبير داخلياً وخارجياً، وسوف يستغلّ هذا الأمر ويُضخمهُ على أنّ تركيا هي الدولة الوحيدة التي يمكنها حتى أن تُجبرَ الولايات المتحدة على الانسحاب من سوريا، هذه البروباغندا تمنحُ أنقرة قوة تفاوضية أكبر مع روسيا. سبقَ وهدد أردوغان بـ “صفعة عثمانية” إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وسافر وزير الخارجية تيلرسون إلى أنقرة في محاولة لتجنب وقوع كارثة، ولكن الأتراك يرون أنّ الولايات المتحدة اختارت الوقوف إلى جانب مشروع الأكراد الانفصالي. لكن هل ما وردَ هو كل شيء؟ وهل الولايات المتحدة باتت ضعيفة؟

 

بالتأكيد؛ الولايات المتحدة مازالت قوية في الشرق الأوسط، بما في ذلك داخل تركيا، وستكون خطوة أردوغان بالوقوف في وجه العم سام، خطوة غبية وخطيرة، صحيح أنه  يتصرف بجرأة وتحدٍّ علني للولايات المتحدة، لكنه يدرك بداخلهِ  مخاطر الذهاب بعيداً، وما يفعلهُ ليس سوى “تهريج شعبي”.

طبعاً يمكن أن يزيدَ الروس والسوريون تحريضَ أردوغان أكثر، وتركه يغرق في عدائه لواشنطن، لكنهم يُدركون أنّ للأمر جانب خطر، هو أن توسّعَ العملية العسكرية التركية ضد الأكراد، سيوجد الأرض الخصبة لحمايتهم دولياً في الشمال السوري، وبالتالي تقسيم سوريا.  هذا ما أدركته تركيا أيضاً، والجيش التركي يعلمُ تمام اليقين أنه لن يستطيعَ البقاء فترة طويلة في سوريا، السبب؛ سوريا وروسيا وإيران ترفضن ذلك، كما أنّ القانون الدولي الذي قد تكتشفهُ الولايات المتحدة فجأة، ستستخدمهُ ضد الأتراك.

ما نراه في مركز فيريل للدراسات أنّ الوضعَ حتى اللحظة جيد، بدون مفاجآتٍ طبعاً، والتدخل التركي بدأ يُقلّصُ من أحلام “ميني كردستان”، بقي أن تتوقف الولايات المتحدة عن دعم الميليشيات الكردية، كي ينهار هذا الحلم. 

الغدر التركي

تعاملُ العراقيين السريع مع “ميني كردستان” التي ترعاها الولايات المتحدة في شمال العراق، كان ناجحاً، واتخذه الأتراك مثالاً لما يجب فعلهُ في سوريا. تركيا شربتْ المقلب مؤقتاً، فتراجعت مُكرهة عن دعم المسلحين في باقي المناطق، وبات همها الوحيد في سوريا (مشكلة الدولة الكردية) وهو المطلوب. لكن الغدر التركي المعروف تاريخياً، يعني أن السوريين والروس والإيرانيين لا ينبغي أن يضعوا أملاً كبيراً على تحول الأتراك ضد الولايات المتحدة ما لم يتم الطلاق وبالثلاثة، وعليهم خلق الظروف المناسبة للطلاق.

الخطوة الثانية: تزويد سوريا بكافة الأسلحة الدفاعية الروسية الحديثة

لا أحد يعرف أيّ نوع من أنظمة الدفاع الجوي سلّمها الروس للسوريين على مدى العامين الماضيين، ولكن المؤكد لمركز فيريل أنّ موسكو قد زوّدت دمشق بأنظمة الدفاع الجوي الحديثة والمتنقلة باهظة الثمن. هذه الأسلحة باتت بيد السوريين:

Pantsir-S1 mobile Gun/SAM systems

 9K333 Verba MANPADs

وهما نظامان دفاعيان متحركان، عقّدا العمليات الجوية للولايات المتحدة الأمريكية ولإسرائيل، ولا يُمكنُ تحديد موقعهما بدقة.

الولايات المتحدة وإسرائيل تخترقان السماء السورية في انتهاك كامل للقانون الدولي، لهذا فإن تسليم روسيا لنظم الدفاع الجوي الحديثة للجيش السوري هو أمر قانوني تماماً، عدا عن أنه سيكون من المستحيل أن تعرف واشنطن وتل أبيب من أطلق النار على طائراتها، لأنها أسلحة متحركة وسهلة الإخفاء. يمكن إرسال الطواقم الروسية لتشغيل أنظمة الدفاع الجوي السورية الحديثة، ولن يكون بإمكان الولايات المتحدة أن تُثبتَ أنّ “الروس فعلوها”، فتتساقطُ الطائرات الأمريكية والإسرائيلية من السماء، بينما هم جالسون يستمتعون بمقولة وكالة الاستخبارات المركزية “الروس ينكرون المؤكد”.

سلاح روسي دفاعي ضد الأهداف الجوية، يصل مداه التدميري لـ 35 كلم، متنقل لا يمكن رصدهُ. فيريل

الأسلحة الأخرى “المتحركة” التي ينبغي على الروس تقديمها إلى أنظمة الدفاع الجوي السورية، هي Buk-M1 Kub-M4 والتي يصل مداها التدميري إلى 14 كلم، والسلاح الأهم هو:   9K317M „Buk-M3“ ومداه التدميري 35 كلم، وقد… تكون باتت بيد السوريين…

هذه الأسلحة الدفاعية إذا ما تم دمجها مع Pantsir-S1 وما ذكرناه سابقاً، ستشكل كابوساً للأمريكيين والإسرائيليين، أما بالنسبة لتركيا، فهي تُحلّق فقط بعد موافقة السوريين والروس معاً.

طبعاً سترد الولايات المتحدة بإرسال نظم الدفاع الجوي المحمولة الأكثر تقدماً إلى حلفائها الإرهابيين، لكن ستبقى واشنطن الأكثر تضرراً لأنها تعتمدُ على سلاح الجو وليس لها وجود بري يستحق القلق، فعند تحييد الطيران الأميركي ستصبحُ السيادة على الأرض للسوريين وطبعاً الروس.  كما أنّ وصول نظم الدفاع الجوي الأميركية  المحمولة ليد الميليشيات المعادية لتركيا، سيزيد من خلاف واشنطن وأنقرة. الطرف الأكثر تضرراً سيكون إسرائيل التي ستشكو الروس فيكون ردهم: (نحن لم نبدأ هذه اللعبة بل حلفاؤكم الأمريكان، يمكنكم الذهاب إليهم وشكرهم على هذه الفوضى…).

إن استمرت موسكو بتزويد سوريا بأسلحة الدفاع الجوي بـ “القطارة”، ستستمر العربدة الأميركية الإسرائيلية في سمائها، دون عقاب كبير، سوى إسقاط  F-16 وحيدة، بينما تنشغلُ مختبرات الجيش السوري في هذه الفترة الحرجة، بتطوير صواريخها بخبرات سورية، وهو يحتاج للوقت…  

عندما يتم تزويد الجيش السوري بشكل مناسب، ستصبحُ سماء سوريا آمنة، وسيلجأ الأمريكيون والإسرائيليون للقصف بصواريخ كروز، وهذا يُعطي السوريين والإيرانيين وحزب الله بيئة أسهل بكثير للعمل، وهم الخبراء في الصواريخ…

عمل حزب الله على مدى عقود، وبنجاح كبير في تطوير الصواريخ، في ظل تفوق إسرائيلي كامل في السماء،  لهذا فإنّ خبرته في هذا النوع من العمليات ستكون ذات قيمة لا تقدر بثمن بالنسبة للسوريين أيضاً.

 

هل التصعيد المضاد هو الخيار الوحيد حقاً؟

يبدو أنّ التصعيد المعاكس هو الحلّ الوحيد، فالولايات المتحدة جاءت إلى سوريا بمخططات كبيرة، وهي دخلت ليس لتخرج بل لتبقى، وهذا سنناقشهُ في بحث آخر من مركز فيريل للدراسات قريباً، حالياً تنشغلُ الولايات المتحدة بجعلِ الروس يدفعون ثمناً باهظاً لدورهم في سوريا وبأية وسيلة، لهذا تبدو المواجهة العسكرية أمراً لا مفر منه…

الأهداف الأمريكية في سوريا 

  • تقسيم لسوريا إلى منطقتين: شرقي وغربي نهر الفرات، وإنشاء كيان استيطاني إرهابي كردي مجاور لكيان إرهابي إسلامي جنوب شرق الخابور

  • سرقة حقول الغاز والبترول الواقعة في شمال وشرق سوريا

  • إنشاء منطقة انطلاق تسيطر عليها الولايات المتحدة، يمكن من خلالها تخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية من قبل الأكراد والتنظيمات الإسلامية المتطرفة

  • تخريب أية مفاوضات سلام في سوريا تدعمها روسيا

  • دعم العمليات الإسرائيلية ضد القوات الإيرانية وحزب الله في لبنان وسوريا

  • الانخراط في هجمات منتظمة ودورية ضد الجيش السوري وحلفائه

  • عرض غزو واحتلال سوريا على الشعب الأميركي، على أنه واحدة من “الانتصارات الباهرة” التي وعد بها ترامب ناخبيه والأهم من ناخبيه؛ اللوبي الصهيوني وما وراءَ اللوبي الصهيوني…




ختاماً

  • قامت روسيا بدور هام جداً في سوريا، ونرى في مركز فيريل للدراسات و The Saker، أنّ الاستجابة الروسية للاستراتيجية الأميركية العدوانية، كانت عقلانية بشكل كبير إلى درجة المبالغة.

  • حسب ما أوردناهُ في مركز فيريل للدراسات قبل يومين، فقد أخذ البنتاغون تهديداتِ المندوب السوري الدكتور بشار الجعفري على محمل الجد، فهي المرةُ الأولى التي يُقابلُ فيها مندوبٌ لدولة في مجلس الأمن، تهديدات أميركية بمثلها، ويردُّ الصاع صاعين وبالقانون، مستنداً للمادة 51 من ميثاق مجلس الأمن، الفصل السابع.

  • ثم جاء خطاب الرئيس الروسي بوتين والذي كان بمثابة تهديد هو الأقوى للناتو وللولايات المتحدة، ليصل التصعيد الحالي إلى أنّ نهجاً جديداً أكثر حزماً هو القادم. وتطلعُ علينا وسائل الإعلام الغربية قائلةً: (ما قالهُ بوتين ليس خدعة، وعلينا أن نرتجفَ من تهديداته)…

  • ما سمعناه البارحة في أخطر وأقوى خطاب للرئيس فلاديمير بوتين، ضمن رسالته إلى الجمعية الاتحادية الروسية، يُعبّرُ عن الأصوات الكثيرة التي بدأت تعلو بين القادة العسكريين والمحللين الاستراتيجيين، بضرورة الرد. كلام السيد بوتين هو الردع بعين ذاته، خاصة عندما قال: (من واجبي أن أؤكد أن أيّ استخدام للسلاح النووي ضد روسيا أو حلفائها، سواء أكان بقوة صغيرة أو متوسطة أو أخرى، سنعتبره هجوماً نووياً على بلادنا. والرد سيكون فورياً مع كل ما يترتب على ذلك من عواقب)… هذه هي الطريقة الوحيدة التي تفهمها واشنطن…

  • روسيا ماضيةٌ إلى أبعد الحدود في دفاعها عن موسكو من بوابة دمشق، واستخدامٌ للسلاح النووي بقوة صغيرة وضد دولة حليفة، هو اعتداءٌ على روسيا… يا تُرى مَن هي هذه الدولة وما هو هذا المخطط؟ القيصر لا يتحدثُ افتراضياً… وقد نكشفُ ما يصلنا يوماً. الأمور مفتوحة على كافة الاحتمالات بما في ذلك مواجهة عسكرية بين روسيا والولايات المتحدة، والروس يُدركون تماماً أن مواجهة الجيش الأميركي في الشمال السوري، هي خطوة استباقية لمنع مواجهته فوق الأراضي الروسية… مع تحيات مركز فيريل للدراسات من برلين و The Saker من واشنطن، نلقاكم في تحليل آخر. بإشراف الدكتور جميل م. شاهين. 02.03.2018