الشمال السوري في زمن الكورونا. زيد م. هاشم.

الشمال السوري في زمن الكورونا. إدارة التحرير في مركز فيريل للدراسات. زيد م. هاشم. Firil Center For Studies FCFS

مع إنتشار الوباء في تركيا والمنطقة، وجدت أنقرة ذريعة للماطلة في الاستمرار بتطبيق باقي الإتفاقيات، بعد أن طُبّقَ جزء كبير من إتفاقية سوتشي بفضل عمليات الجيش السوري وبالقوة؛ فَتح طريق حلب دمشق وحرّرَ شرق الطريق وغربها وصولاً إلى سراقب وطريق حلب اللاذقية، حيث دخلت سوريا بحرب مباشرة مع الإحتلال التركي. روسيا قامت بتغطية جوية مقبولة ولا نقول جيدة لتحركات الجيش السوري. Firil Center For Studies FCFS

توقف القتال وحصل اتفاق على طريق اللاذقية حلب، ينوب الروس مرحلياً عن الجيش السوري بتسير دوريات عليه. الدوريات أُلغيت بسبب رفض جبهة النصرة الإرهابية، فأجبر الأتراك على إقصائها على الأقل سياسياً مع مناوشات بين فترة وأخرى بين الجيش التركي وإرهابيي النصرة لا تُقدّم ولا تؤخّر.

هل هناك تحرّك عربي؟!

مع تباطؤ الحلّ في محافظة إدلب واتضاح عملية التتريك بتجهيز ما أطلقنا عليه في مركز فيريل للدراسات (جيش الإخوان المسلمين)، أصبحَ التحرّك السوري باتجاه الدول العربية أمراً لا بديل عنه.  المحور السعودي الذي يضمّ مصر والإمارات وليبيا والسودان، عدوه اللدود هو المحور الذي يضم تركيا وقطر وإيران وأذرعه الحالية في ليبيا.

أعادت الإمارات فتحَ سفارتها بدمشق في كانون الأول 2018، تمهيداً لعودة العلاقات السعودية السورية. لكنّ التحركات اللاحقة لم تحدث بالسرعة المطلوبة، ومازالت الرياض مترددة ومعها مصر. يُشكل المشروع التركي خطراً كبيراً على تلك الدول العربية، وسقوط سوريا أو على الأقل دخول تنظيم الإخوان المسلمين في الحياة السياسية بأي لبوس أو تحت أيّ مسمىً حزبي، ستكون عواقبهُ سيئة ليس على دمشق فقط بل على الرياض والقاهرة أيضاً. لهذا يمكن لتلك الدول، إن تحرّكت بشكل جدي وليس كالسلحفاة، أن تُؤسس جبهة قوية تتصدى لمشروع الإخوان المسلمين في سوريا.

تباطؤ روسي إيراني لتركيا

بسبب التباطؤ الروسي الإيراني، والذي وصل أحياناً إلى حدّ “الدلال” لتركيا، أصبحت أنقرة تملكُ جيشاً من الإرهابيين بعشرات الآلاف. طهران وموسكو تتعاملان مع دمشق من مبدأ المصالح فقط، والحديث عن الأصدقاء والحلفاء هو للاستهلاك الشعبي فقط، ومَن لا يعجبهُ كلامنا فليتوقف هنا ولا يتابع وليبقَ عند أحلام تحرير الأراضي السورية المُحتلة بالشعارات البرّاقة والوعود المستقبلية. لا يمكنُ تحرير التراب السوري المُحتل إلا بالقوة، روسيا وإيران لن تستخدما القوة ضدّ تركيا.

على دمشق أن تدعم المعارضة التركية للاحتلال التركي لشمال سوريا، وأيضاً إختراق المجموعات المسلحة هناك، خاصّة وأنّ ولاءهم يتبعُ لمَن يدفع أكثر. يبدو الأمر صعباً؟ الرياض وأبو ظبي دعمتا الإرهابيين والإنفصاليين مادياً دون شك، ولديهما خبرة وسلطة على بعض زعمائهم، وكل الذمم تُشترى بالمال. حتى مصر لديها القدرة على الإختراق بمساعدة السعودية والرياض أو على الأقل بنقل صورة ما يجري هناك. لهذا كانت زيارة اللواء علي مملوك للقاهرة لتنسيق المواقف تجاه العدو التركي المُشترك، وتشكيل تحالف مصري سوري سعودي إماراتي، غير مُعلَن، هو الحلّ الوحيد المطروح حالياً أمام التراخي مع لتركيا.

بوضوح؛ كل دولة موجودة بطريقة شرعية أو محتلة تريد أن تكون المسيطرة في سوريا، بما في ذلك إيران وتركيا وروسيا، وتسعى لإقصاء الأخرى.

هل يمكن للحلف العربي التصدي لحلف الإخوان المسلمين؟


مُكرهٌ آخاك لا بطل… هذه هي الحقيقة. لم تقف الدول العربية متفرجة على سوريا فقط، بل قام بعضها بدعم الإرهابيين بالمليارات لقلب نظام الحكم، وفشلت. السياسة فنّ الممكن، والممكن حالياً هو التوجّهُ جنوباً بعد أن عجز الشرق والشمال عن مساعدة دمشق للتخلّص من الإحتلال التركي. تجاربُ التحالف العربي في مواجهة مخططات إخوان أردوغان كانت ناجحة في عدة محطات، منها: دعم إنقلاب السيسي ضد محمد مرسي زعيم الإخوان المسلمين في مصر وتابع أردوغان، مُحاصرة نظام قطر “نظامُ الحَمدين” بيت مال الإخوان، دعمُ المجلس العسكري السوداني في إنقلابه ضد عمر البشير صبي أردوغان، دعم خليفة حفتر في ليبيا…

العلاقة مع إيران

هناك مشكلة ستواجه سوريا وهي علاقة إيران الجيدة بنظامي أردوغان وتميم. طهران تعتبر تقارب حلف الرياض من دمشق خطر على نفوذها في سوريا، هنا ستعمل القيادة السورية على تنظيم توازن ما في العلاقة مع الطرفين. أي على دمشق أن تتعامل بدقة وبمصلحتها أولاً ثم أولاً، تماماً كما تفعل روسيا وإيران، وهل هذا حلال لهما وحرام على سوريا!!؟…

علاقة سوريا بإيران هامة، لكن الأهم هو خروج الدولة السورية من دوامة الحرب وتحرير كامل أراضيها، ومواجهة مشروع الإخوان المسلمين، وكسر الحصار الإقتصادي والسياسي مع الدول العربية كمقدمة لكسره مع باقي الدول. إلى متى سيدفعُ الشعب السوري ثمنَاً لصراع الدول على أرضهِ؟

أين يكمنُ الخلاف الروسي الإيراني؟

الخلاف الروسي الإيراني يتمحور حول أمرين، حصة كل دولة من الكعكة السورية، والثاني موقف إيران وتدخلها في سوريا مما يخلق فرصة لمواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل وعدائها لحلف السعودية، يؤدي ذلك لعدم استقرار الوضع وحجةً لتل أبيب لمواصلة قصف قواعد الجيش السوري وأماكن تمركز قوات حليفة لإيران، كما يؤدي لتأخر مشاريع إعادة الإعمار والمشاريع الإقتصادية الكبيرة للشركات الروسية، وهذا ما ترفضهُ موسكو.

تتوافقُ معظمُ الأنظمة العربية مع موسكو حول قضية رفض التواجد الإيراني في سوريا. اللقاء الأخير بين بوتين وأردوغان في أوائل آذار الماضي تمّ دون روحاني، في حين رفضت روسيا دعوة طهران لعقد قمة ثلاثية في إيران لحل مشكلة المواجهة العسكرية الأخيرة بين دمشق وأنقرة في إدلب.

القوات التابعة لإيران بات وجودها يتركز في ريف دير الزور الشرقي وأرياف حلب وبعض جبهات إدلب، أي في مناطق المواجهة، والعلاقة الإيرانية السورية كما قلنا استراتيجية. بالمقابل؛ تعملُ تركيا على إعادة تشكيل الجماعات الإرهابية بما في ذلك جبهة النصرة بما يناسبُ مخططات بقائها طويل الأمد في الشمال، وتدّعي بين فترة وأخرى بحصول اشتباكات مع رافضي الإنسحاب من طريق حلب اللاذقية، لسحب الذرائع من موسكو ودمشق بسبب النصرة وحلفها المصنفين دولياً كتنظيمات إرهابية.

تتريك الشمال السوري يتسارع والحلفاء مشغولون

هل سمعتم أيّ إنتقاد روسي أو إيراني صريح لعملية تتريك الشمال السوري، أو ضد تشكيل جيش الإخوان المسلمين؟ وكأن الأمر يجري في قارة أخرى. حتى الإعلام السوري الرسمي “المسكين” يطرحُ الموضوع بحياء…! هل يمكن أن يقوم مسؤول من هذه الدول بزيارة جرابلس أو عفرين أو الباب أو إعزاز دون مُترجم تركي؟

عندما اقترب الجيش السوري من تحرير طريق حلب اللاذقية، سارعَ الروس لفرض وقف إطلاق النار. رحبت طهران بذلك. الآن، وحسب معلومات مركز فيريل للدراسات، بدأت عملية تتريك مدينة إدلب نفسها، والمخابرات التركية تنتشر في أطرافها، كما زاد الجيش التركي من عديد جنوده وسلاحه. بينما بقيت النقاط التركية المحاصرة كورقة ضغط تهدد بها دمشق لمنع تقدمها ميدانياً، في حين يمكن أن يكون جنودها رهائن بيد الجيش السوري.

تساندُ الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا تركيا في تفسير حدود سوتشي، بأنها تصل إلى نقاط المراقبة المحاصرة، وأردوغان يعتزم إبقاءها حتى يكتمل مشروعه على ما بقي من محافظة إدلب وريف حلب.

الخطوات القادمة بعد ذريعة كورونا

الوباء انتشر في إيران وروسيا وطبعاً تركيا، وهو كغيرها من الدول، ذريعة لعدم التحرك سياسياً أو عسكرياً. لهذا سنلقي نظرةً عما نتوقع في مركز فيريل للدراسات حدوثه بعد التخلّص من ذريعة كورونا وبدء التعايش مع الوباء لأنه أصبحَ من أهل الدار…

تعملُ تركيا على حلّ معضلة جبهة النصرة بدمج عناصرها ضمن صفوف جيش الإخوان المسلمين، لتنتقلَ إلى الحلّ السياسي. بنفس الوقت، ستعيد اللاجئين السوريين بعد أن جرى “تتريكهم” إلى مناطق سيطرتها بالشمال فتُثبتُ نفوذها على تلك المناطق بدعم مالي وسياسي من الإتحاد الأوربي والولايات المتحدة. في هذا الوقت، يتمّ تشكيل جماعاتٍ سياسية تابعة لها لزجهم بالعملية السياسية القادمة. كما ستتجنّبُ أنقرة الدخول في أية مواجهة عسكرية مع الجيش السوري. تسعى تركيا لتنفيذ نموذج قطاع غزة في إدلب وريف حلب؛ يُسيطر الأخوان المسلمون على الهيئات الرسمية والسياسية والعسكرية والإقتصادية، ويتبعون مباشرة لأنقرة. كل هذا بإنتظار دستور جديد وإنتخابات 2021، حيثُ تسيطرُ تركيا على ثلاثة ملايين صوت إنتخابي على الأقل

موسكو ستدعو للتوافق بما يُرضي الطرفين، وإلى مفاوضات الحل النهائي التي تتضمن سلاح الفصائل المسلحة وعلاقتها بالجيش السوري، وكذلك كيفية حضور مؤسسات الدولة السورية في مناطق النفوذ التركي، والأهم لدى روسيا الهدوء وإنهاء الحرب بأي شكل للتفرّغ لمرحلة إعادة الإعمار واستخراج الثروات الباطنية، وتوسيع نفوذها في الجزيرة السورية وهو موضوع آخر سيجري بحثهُ. روسيا مهتمة بحسم ملف النصرة حيث تم عقد اجتماع إفتراضي بين أطراف أستانا. ‏بيان الخارجية الروسية قال:  (بحث وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران خلال المشاورات أهمية بذل المزيد من الجهود لفصل “المعارضة المعتدلة” عن الإرهابيين في إدلب). روسيا لا تأمنُ جانبَ تركيا وبنفس الوقت لا تريدُ أن تخسرها ولو على حساب بعض التنازلات…

اتفاق جنيف جديد متوقع بمشاركة الولايات المتحدة، يتم فيه دعم معظم قرارات سوتشي، بما يُناسبُ مصالح واشنطن في الجزيرة السورية وشمال إدلب، دون تجاوز استحقاقات التحرير الذي حققه الجيش السوري، وبطبيعة الحال ستكون مصالح روسيا حاضرة بقوة، أي مؤتمر جنيف لتقاسم الكعكة بين موسكو وواشنطن.

ماذا ستفعلُ دمشق؟

كي لا يغرق القارئُ بالسوداوية، كان المخطط التركي: (احتلال مدينة حلب وكامل المحافظة. احتلال شرقي وشمال محافظة اللاذقية والوصول إلى رأس البسيط. احتلال كامل محافظة إدلب وشمال ريف حماة. احتلال محافظة الرقة. شمال الجزيرة السورية) بالإضافة لقلب نظام الحكم ووضع حكومة من الإخوان المسلمين تتبعُ مباشرة لأنقرة، أي تحقيق حلم الخلافة العثمانية. الآن تقلّص المخطط إلى أقل 30% من حجمه الحقيقي، لكنه مازال قائماً… المطلوب تحرير هذه الـ30%…

على دمشق تعزيز موقفها الإقليمي والعربي لمواجهة مخطط تركيا من خلال التقارب مع محور السعودية مصر الإمارات. التقارب هذا سيشكل واقعاً جديداً يفرض نفسه على الأوروبيين والأمريكيين. على دمشق أيضاً إظهار المخاوف من تنظيم الإخوان المسلمين الذي يتغلغلُ في الدولة السورية بحلّةٍ جديدة. للسعودية والإمارات نفوذ كبير في صفوف  جيش الإسلام وعدة تنظيمات مسلحة أخرى كانت منضوية تحت لواء الجيش الحرّ، هذه التنظيمات ترفض سيطرة تركيا، وكما قلنا (يُمكن شراء الولاء بالمال) يمكن لدول الخليج إعادتهم إلى حضنها وجعلهم شوكة في خاصرة تركيا.

كنّا ذكرنا تقريراً ألمانياً هاماً، لم يُستغل بأيّ شكل في سوريا… يقول التقرير بتاريخ 12.12.2018: (تعتبرُ المخابرات الألمانية حركة الإخوان المسلمين على المدى المتوسط أخطر من تنظيم “داعش” الإرهابي والقاعدة، وهي تسعى لإقامة دولة الخلافة على أساس الشريعة). أكد التقرير Burkhard Freier، رئيس جهاز المخابرات في ولاية Nordrhein-Westfalen).

يُحاربُ الغرب أيّ تقارب بين موسكو وحلف السعودية، لكن عندما يتعرّض هذا الحلف للخطر، ماذا سيكون موقف روسيا والغرب؟ لهذا لابد من ضرب مشروع الإخوان المسلمين في سوريا بقوة، والظرف سانحٌ، وليس مجرّد مهادنة (مشروع التديّن) الذي يُعتبرُ الغطاء الشرعي لهُ… والقصدُ واضحٌ. راجعوا البحث الواسع…

الولايات المتحدة فقدت أغلب مقومات نفوذها في سوريا بعد إنهيار داعش والنصرة، بقي لديها مشروع العملاء في قسد الضعيفة والتي لا يُعوّلُ عليها إلا ضمن منطقة محدودة مُشرذمة، لهذا فالوجود الأميركي بدأ يدخل مرحلة المساومة، خاصة مع بدء النفوذ الروسي في القامشلي وريفها. ماذا ستجني واشنطن وعملاء قسد من سرقة البترول السوري بعد أن أصبح ثمنهُ تحت الصفر؟

على دمشق دعم التوجّهِ العلماني داخلياً وضمن صفوف المعارضة سواء في منصّة موسكو أو الرياض أو القاهرة، وتقوية علاقاتها بهم بما في ذلك المعارضين العلمانيين في باقي الدول، والسعي لتشكيل جسم سياسي معارض علماني، يواجهُ المعارضة الدينية التي تُحابي أو تنخرط ضمن تنظيم الإخوان المسلمين، بهذا تسحب ورقة نفوذ تركي قوية تفرضها على المعارضة السورية تحت هيمنة الجناح الديني الإخواني.

لن تُعارض روسيا تشكيل قوة تواجه النفوذ التركي والإيراني في سوريا، لأنه في ذلك مصلحتها، كما أنّ حلف السعودية يُفضّلونَ دوراً روسياً مطلقاً في سوريا، طالما أنه سيُبعدُ إيران وتركيا من الساحة. خبير المجلس الروسي للشؤون الخارجية مارداسوف قال: (دمشق مهتمة بجذب خصوم تركيا المؤثرين في المنطقة إلى جانبها مثل الإمارات، مما يعقد الوضع، رغم ذلك لروسيا مصلحة في تحقيق التوازن بين تركيا ودول الخليج، فموسكو ليست مستعدة على الإطلاق لرفع الرهان مع أنقرة).

الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي بشكل عام لا يعنيهم مَن يحكم في سوريا، المهم أن يكونَ بعيداً عن إيران وتبقى إسرائيل آمنة. حكم الإخوان المسلمين يُناسبهم، فهل هناك دولة أكثر إخلاصاً لإسرائيل من تركيا الإخوانية؟ ولكن إيران يمكنها التدخل في سوريا إن وصل الإخوان لحكمها، لهذا نراهم مترددين ويُفضلون عدم المغامرة. الإستثناء هو بريطانيا وإلى حدّ ما ألمانيا، أما البيت الأبيض بإدارته الحالية فليس على توافق مع الإخوان وقد تدعم نفوذاً عربياً ضد تركيا وإيران في سوريا.

إيران بتحالفها مع الإخوان المسلمين وضعت نفسها في مأزق، وحظوظ بقائها في سوريا تتراجع، فالجميع بات متفقاً على تقليص دورها بما في ذلك روسيا. سبقَ ونشرنا مقالة بعنوان (الإخوان؛ بين تركيا وإيران، فمَنْ سيحترق أولاً؟). راجعوها… هنا ستكون إيران في المرحلة القادمة بحاجة أكبر لسوريا…

خلاصة الكلام

التعايش مع كورونا لا مناصَ منه، والخروج من السجن يجب أن يبدأ دون تردد ودون إنتظار تحرّك الحلفاء والأصدقاء. هي أرضٌ سورية وأصحاب الأرض هم الذين يختارون ويُقرّرون إلى أين المسير. المراهنة على دعم التيار الديني خطيرة ومُجربة… فلا تُجربوا المُجرّب إن كنتم تعقلون… يجب أن تضمّ سوريا الجديدة حضوراً للمعارضة ضمن حجمها الحقيقي ودورها الصحيح البعيد عن التنظيمات الدينية والتكفيرية، معارضة صبغتها الرئيسية العلمانية وليس العكس… بهذا لا تمتلكُ أية دولة غربية عذراً ضد أية حكومة قادمة… الإنتخابات على الأبواب والوقت يضيق فأفيقوا إن كنتم غافلين… إدارة التحرير في مركز فيريل للدراسات. 29 نيسان 2020. الدكتور جميل م. شاهين. الأستاذ زيد م. هاشم.