المقاومة تدفع 165 دولاراً ، وتدفع إسرائيل 3,4 مليون دولاراً.

شكّل تصريح الجنرال الأميركي David Perkins في ندوة عسكرية للجيش الأميركي، حول استخدام الباتريوت ضد طائرات بدون طيار، شكّل فضيحة عسكرية لعدة دول أولها السعودية وإسرائيل. فقد قال الجنرال:

“إنّ إحدى الدول الحليفة والمقربة للغاية، أطلقت صواريخ باتريوت من نوع أرض ـ جو، والتي يبلغ ثمن الصاروخ الواحد منها 3,4 مليون دولار، ضد طائرات بدون طيار من نوع Quadcopter يبلغ ثمن الواحدة 200 دولار”. تابع الجنرال: “نحن نحب صواريخ الباتريوت لفعاليتها، ولكن إسقاط مثل هذه الطائرة ليس جيداً من الناحية الاقتصادية بسبب ارتفاع التكلفة”.

ثم قام الجنرال بحملة دعائية لهذه الطائرة: “يمكنك شراء الطائرة عبر موقع الأمازون بـ 200 دولار فقط، وبالتالي لا يمكن مقارنتها كتكلفة، بسعر الباتريوت.”.

في النهاية أعطى وبكل خبث اقتصادي وعسكري الجنرال بيركينز نصيحة “قديمة” لأعداء الباتريوت:

“لو كنتُ عدواً، لاشتريت أكبر عدد من طائرات  Quadcopter الصغيرة بـ 200 دولار، لاستنزاف صواريخ الباتريوت لدى الدولة الأخرى”.

الجيش السعودي يرتجفُ من عصفور

لم يُسمِّ الجنرال الدولة تلك، ودارت شكوك حولها، تحقق مركز فيريل للدراسات ببرلين من قصد الجنرال، فتبيّن لنا أنها “السعودية”.  ففي بداية حملة عدوانها على اليمن، وقّعت الرياض في نهاية 2015  عقداً مع واشنطن لشراء 320 صاروخاً من طراز “باتريوت باك 3″، الشركة الصانعة هي شركة لوكهيد مارتن. العقد هذا جزء من اتفاقية كبيرة بقيمة 5,4 مليار دولار، تشتري بها السعودية 600 صاروخ من نفس النوع!  استملت الرياض 50 صاروخاً كدفعة أولى، قبل أسبوعين طلبتْ الإسراع بتسليم شحنة جديدة من الباتريوت بسبب نفاذ مخازنها منه!!.

هي فضيحة عسكرية سعودية بمعنى الكلمة، وخديعة أميركية بنفس الوقت… فالمعروف عن نظام عمل الباتريوت أنه يمتلك راداراً يعمل بطريقة المسح الإلكتروني السلبي، أي يكشف الصواريخ التي يصل مداها إلى 100 كلم، بتحديد سرعة الصاروخ ومساره، وفيما إذا كان صديقاً أو معادياً، من خلال شيفرة خاصة بالأسلحة الصديقة.  السعوديون وبسبب الرعب القاتل من اليمنيين، أطلقوا الباتريوت على كل جسم طائر يظهر على شاشات الرادار حتى لو كان لوح توتياء تتقاذفه الرياح. اليمنيون يعرفون “جُبن” الجيش السعودي، فكانوا يطلقون طائرات Quadcopter التي يمكن أن يصل ارتفاعها إلى 200 متر، لكنها في أسرع الأحوال لا تبلغ سرعتها 30 كلم/سا للطائرات الرخيصة. رغم ذلك، كان السعوديون يطلقون عليها الباتريوت! لتخرج وسائل إعلام آل سعود بالتطبيل والتزمير: “الباتريوت يُسقط صاروخاً باليستياً يمنياً كان متوجهاً إلى مكة…”. 

باعتراف الجيش السعودي أنه أسقط خلال 20 شهراً، 13 صاروخاً باليستياً يمنياً، منذ آذار 2015، باستخدام صواريخ الباتريوت الأميركية القديمة والحديثة التي استلمتها السعودية. إذاً تم إطلاق عشرات الصواريخ على أجسام طائرة. بحساب بسيط نرى أن ما تكبدته الرياض في مجال صواريخ الباتريوت فقط، هو 200 مليون دولار، مقابل أقل من 10 ملايين دولار أنفقها اليمن على طائراته وصواريخه قاهر وزلزال!! فمن هو الخاسر على الأقل مادياً؟

الجيش الإسرائيلي ليس أكثر شجاعة من الجيش السعودي

لا نكشفُ سراً إن قلنا أنّ الجنرال الأميركي أصاب بكلامه دون أن يدري الجيش الإسرائيلي، فمعاناة هذا الجيش كانت ومازالت كبيرة مع حزب الله، الذي كان يستنفر  وسائط دفاع تل أبيب من أجل ذلك، بينما مقاتلوه يجلسون ضاحكين هازئين من الرعب الإسرائيلي. أما الجولان… فله قصص أخرى…

ولمن يسأل عن تكلفة صاروخ آرو الذي أطلقت منه إسرائيل فجر البارحة ثلاثة صواريخ اعتراضية، ضد الصواريخ السورية، فهو أعلى من تكلفة صاروخ باتريوت، رغم أن وزارة الدفاع الإسرائيلية لم تُعطِ أية معلومات عن ذلك، فقد تراجعت الهند عن صفقة مع تل أبيب عام 2007، بسبب ارتفاع سعره مقارنة بالباتريوت، ويقدرها مركز فيريل بنحو 3,6 مليون دولار، أي أنّ إسرائيل خسرت 11 مليون دولار فقط على صواريخها الثلاثة، بالإضافة لثمن الطائرة التي تمّ اسقاطها، وحتى الآن؛ المجال الجوي شمال فلسطين… مغلق. 

وللجنرال الأميركي نقول: هناك تخفيضات على أسعار Quadrocopter على نفس الموقع الذي ذكرته، فيمكنك شراء الواحدة بمبلغ 165 دولاراً، تكفي لخسارة السعودية وتركيا وإسرائيل 3.4 مليون دولار لكل مرة. أما مع استخدام Lithium-Polymer-Akkus ولطائرات السرعة العالية، فيمكن أن تستنفر لطائرة واحدة منها القبة “التنكية” كلها. مركز فيريل للدراسات ـ برلين. 18.03.2017