الطائرات الإسرائيلية تقصف، والجيش السوري يرد بقصف إسرائيل وإسقاط طائرة إسرائيلية. د. جميل م. شاهين

في حادثة هي الأولى من نوعها إعلامياً، ونقول إعلامياً لأنها المرة الأولى التي تعترف فيها إسرائيل بردّ سوري، رغم أننا أكدنا حدوث ردّ سوري في المرات السابقة، وإسقاط أكثر من طائرة إسرائيلية، لكن يبدو أنها المرة الأولى التي يقوم الجيش السوري يقصف مواقع صهيونية داخل الأراضي التي تحتلها إسرائيل.

  • رعبٌ إسرائيلي مع تخبط في التصريحات ومفاجأة كبرى، دعونا نقرأ البيان الإسرائيلي: “أغارت طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي ليلة الخميس على أهداف في سوريا، هي عبارة عن شحنة أسلحة كانت متوجهة إلى حزب الله في لبنان، وقد أطلقت المضادات الأرضية السورية عدة صواريخ باتجاه المقاتلات الإسرائيلية من دون إصابتها، وقد قام نظام “أرو” للدفاع الجوي الإسرائيلي باعتراض أحد هذه الصواريخ التي كانت من نوع إس أي 5 الروسية، وأسقطه في غور الأردن، بينما عادت الطائرات الإسرائيلية سالمة”… صحيفة هآريتس وصفت الحادث: “أخطر مواجهة بين إسرائيل وسوريا منذ ست سنوات”! بينما قالت القناة الثانية: “الحادث ليس عادياً وهو خطير جداً”.
  • رويترز قالت: “دوّت صفارات الإنذار في المستوطنات الإسرائيلية في غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة، ثم سمع مراسل رويترز صوت انفجار كبير بعد دقائق.”.
  • الغارة الإسرائيلية حدثت عند الساعة 2:40 فجر اليوم، بدخول 4 طائرات حربية إسرائيلية الأجواء السورية عبر اللبنانية، من الشمال باتجاه منطقة البريج التابعة لمحافظة حمص، وقصفت ما زعمت إسرائيل أنه “شحنة صواريخ متطورة في طريقها لحزب الله”. الدفاعات الجوية السورية تصدت لها من موقع دفاع جوي، وأجبرتها على الانسحاب نحو الأراضي اللبنانية. أكد بيان الجيش السوري إسقاط طائرة داخل الأراضي المحتلة وإصابة أخرى.
  • الصاروخ الذي تصدى للطائرات وحسب الإعلام الإسرائيلي: “A.5 من نوع S-200 والذي يصل مداه الأقصى إلى 150 كلم، وأطلق من شمال دمشق.”. حسناً… الطائرات كانت شمال دمشق بـ 120 كلم، فلماذا دوّت صافرات الإنذار في وسط فلسطين المحتلة؟!!

هل أسقطت الدفاعات الجوية السورية طائرتين إسرائيليتين؟ Firil Center For Studies, Berlin, Germany

حقيقة ما جرى فجر اليوم الجمعة 17.03.2017

 حصل مركز فيريل للدراسات في برلين على معلومات خاصّة ننشر بعضها هنا، وعلى مسؤوليتنا:

  • تمّ إسقاط طائرة إسرائيلية من F-15I “Ra’am” وإصابة أخرى، الطائرة سقطت شمالي فلسطين. وهي مقاتلة ضاربة متعددة المهام تعمل في جميع الأحوال الجوية، وتعتبر من أفضل الطائرات الهجومية، واسقاطها بصاروخ S200 هو أول مكامن الخطورة فيما جرى.
  • عندما تقول القناة الثانية ومعها كافة وسائل الإعلام الإسرائيلية: “الحادث ليس عادياً وهو خطير جداً”. بالعودة لتاريخ 13.09.2016؛ وحسب ما نشره مركز فيريل للدراسات /شاهد الرابط/، فجر الثلاثاء الساعة 2 والربع، القناة الأولى الإسرائيلية: “صاروخان أطلقا باتجاه طائرتين إسرائيليتين قامتا بمهمة ضد الجيش السوري…”. أيضاً في تقرير صادر عن עיתונות יהודית، أفاد بالتالي: “عند الواحدة ليلاً من فجر الثلاثاء 13 أيلول 2016، انطلق صاروخان أرض جو من نوع S-200 بعيدا المدى من قاعدة عسكرية في جبل قاسيون، باتجاه طائرات إسرائيلية أغارت على أهداف عسكرية سورية”إذاً هي ليست المرة الأولى التي تتصدى الدفاعات السورية للطيران الإسرائيلي وباعتراف الإسرائيليين، فأين هي الخطورة إذاً؟
  • عندما يعلنُ الجيش الإسرائيلي رسمياً وفور انتهاء الغارة، للمرة الأولى عما حصل، فهذا معناه “عملية تحضير” للإسرائيليين عن الخبر الذي سيأتي بعده.
  • الدفاعات السورية أطلقت صواريخ لإسقاط الطائرات المعتدية، لكنه وحسب مصادرنا أطلقت 5 صواريخ من نوع ما… حسب الجيش الإسرائيلي اعترضها نظام .Arrow بالعبرية “טיל חץ” حيتس، وهو نظام دفاعي مخصص لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية عند طبقة الستراتوسفير من الغلاف الجوي، أي أعلى من صواريخ باتريوت، فهل كانت الصواريخ التي اعترضها من نوع S-200؟!! والحديث عن نجاح هذا النظام الجديد هو قمة الفشل، اعترض صاروخاً من أصل خمسة صواريخ!! ويقولون نجاحاً. الاعتراض وحسب الجيش الإسرائيلي تم في غور الأردن، بينما الهجوم كان على طريق تدمر، هل تلتفُ صواريخ S-200 بزاوية 180 درجة، وتقطع مسافة 480 كيلومتراً وهي التي قالوا عن مداها 150 كلم!
  • الصاروخ الذي أسقط الطائرة الإسرائيلية هو من نوع S-200 المُحدّث “بأيدٍ ســورية” ومداه 300 كلم وليس 150 كلم، وأصاب الطائرة الإسرائيلية من مسافة 90 كلم.
  • كنا تحدثنا في مركز فيريل عن توقعاتنا لعام 2017 وقلنا: “الردّ السوري على غارات إسرائيل سيكون قاسياً عام 2017”. وهذا هو بداية الرد القاسي والخطير وغير المتوقع، فصافرات الإنذار عندما تنطلقُ الساعة 3 صباحاً في القدس والأهم مستوطنة Modi’in-Maccabim-Re’ut وبالعبرية מודיעין-מכבים-רעות فاعلم أنها لم تكن من أجل المستوطنة، وعلينا أن نفتش عن قاعدة “تل نوف” وقاعدة “سيدوت ميخا” وكم تبعدان عنها!!
  • طالما أنّ الصواريخ السورية كانت تقصد الطائرات الإسرائيلية فقط، لماذا أكمل سكان مستوطنات وسط وغرب إسرائيل ليلتهم في الملاجئ!!؟
  • لا نملك في مركز فيريل للدراسات معلومات مؤكدة عن أماكن إصابة الصواريخ السورية، سوى شهادات من داخل القدس تؤكد حصول ثلاثة انفجارات كبيرة، قريبة من المدينة وباتجاه الغرب، وهي بالتأكيد ليست أصوات الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية.
  • يُعقد الآن في مقر وزارة الحرب الإسرائيلية، اجتماع عاجل لأعلى قيادات الجيش الإسرائيلي، لدراسة الرد السوري ونتائجه المفاجئة.
  • إسرائيل تعترف وعلى صحيفة “يديعوت أحرنوت”: “تم قصف طائراتنا فوق الأراضي الإسرائيلية. إنّ إطلاق هذه الصواريخ، عندما كانت الطائرات الإسرائيلية ما زالت بعيدة عن الأراضي السورية، نذير شؤم ويشير إلى ارتفاع في التوتر وقابلية الانفجار.”. 

نعم وصلت الصواريخ السورية ومعها أخطر وأقوى رسالة إلى عمق الكيان الإسرائيلي، ونسبة نجاح القبة الدفاعية الإسرائيلية هي 20%، وهذا هو بداية الردع.

الدكتور جميل م. شاهين 17.03.2017 مركز فيريل للدراسات ـ برلين

Firil Center For Studies, FCFS Berlin, Germany