الهجوم على دمشق مركز فيريل للدراسات

شنّ مسلحون أعنف هجوم على مدينة دمشق بتاريخ 19 آذار 2017، في المنطقة الشرقية، على محور جوبر ـ القابون. وقد شاركت فيه ثلاثة فصائل مسلحة، تعود في ارتباطها وعقيدتها إلى تنظيم القاعدة الإرهابي والإخوان المسلمين، والعقيدة الوهابية السعودية. 

الفصائل المشاركة بالهجوم

  1. فيلق الرحمن: تنظيم إسلامي متطرف وهو تحالف لعدة مجموعات راديكالية، ينشط في ضواحي دمشق والقلمون الشرقي، ويشكل الجماعات المسلحة الرئيسية في حي جوبر. قائدها “عبد الناصر شمير” نقيب منشق منذ عام 2012. يتلقى الدعم من السعودية ويمتلك أسلحة متوسطة وثقيلة بالإضافة لصواريخ تاو الأميركية، نتيجة انضمام اللواء الأول من الجيش الحر له في نيسان 2016، تمويله وإمداده سعودي/إسرائيلي عن طريق الأردن، أو مباشر من إسرائيل. علاقته بجيش الإسلام /دوما/ مضطربة بسبب التنافس والتناحر حول الزعامات، وليس بسبب أي اختلاف عقائدي. 
  2. هيئة تحرير الشام /جبهة النصرة/: هي اتحاد عسكري يضم جبهة النصرة وحركة نور الدين الزنكي، لواء الحق، جيش السنة، وجبهة أنصار الدين، تأسس في بداية 2017 من الفصائل الرافضة لمؤتمر أستانا، يترأسهُ هاشم الشيخ الملقب أبو جابر. الفكر إسلامي متطرف، التبعية العقائدية لتنظيم القاعدة، التمويل والدعم سعودي ـ قطري ـ تركي.
  3. أحرار الشام: تأسست عام 2011، تتكون من اتحاد أربع فصائل إسلامية متطرفة هي: كتائب أحرار الشام، حركة الفجر الإسلامية، جماعة الطليعة الإسلامية، وكتائب الإيمان المقاتلة. أسسها حسان عبود، الملقب بأبي عبد الله الحموي. ومعظم قادتها من خريجي كلية الشريعة، جامعة دمشق… وكانوا في سجن صيدنايا قبل الإفراج عنهم، مثل حسان عبود وعيسى الشيخ/صقور الشام/، وهاشم الشيخ، مهند المصري، أبو يحيى الحموي. وتضم مسلحين قاتلوا في أفغانستان والعراق، أحرار الشام ذات خبرة واسعة بالعمليات الانتحارية والسيارات المفخخة، وكانت عملية الباب الصغير الانتحارية الإرهابية بدمشق، آخر أعمال أحرار الشام. علاقتها العسكرية وطيدة بجبهة النصرة. الفكر إسلامي متطرف، والتبعية العقائدية لتنظيم القاعدة. تنتشر الحركة في كافة المحافظات السورية. التمويل الأساسي قطر والسعودية والدعم تركي.




يبيّن مركز فيريل للدراسات النقاط الرئيسية التالية

  • بتاريخ 7 آذار 2017، نشر مركز فيريل للدراسات تحذيراً من تصعيد قادم، خاصة في دمشق وحلب، بناء على معلومات خاصة بوصول الأوامر من السعودية، مع شحنات أسلحة وتمويل عبر الأردن.
  • الهجوم لم يأتِ نتيجة تصدي الدفاعات الجوية السورية للغارة الإسرائيلية، بل كان مخطط له منذ شهر تقريباً. وأحد أهم أسبابه: فك الحصار عن مسلحي برزة والقابون المحاصرين، بالإضافة لإحداث اختراق ولو كان عشرات الأمتار، يرفع من معنويات المسلحين في باقي المناطق، وأخيراً لضرب محادثات أستانا.
  • رافق الهجوم تغطية إعلامية واسعة من قنوات الدول الداعمة للمسلحين، في السعودية وقطر وتركيا، ترافقت بتقارير مكررة مراتٍ ومرات عن انتصارات باهرة، وصل الأمر في بعض التقارير إلى أنّ المسلحين وصلوا إلى حي المالكي بدمشق!! وكأننا في العام 2011. وحتى المسلحين أنفسهم تفاجؤوا بهذه التقارير. 

  • لم يحدث أي اختراق عسكري هام خلال الهجوم، وأكبر مسافة وصلها المسلحون لا تتجاوز 500 متر، ومعظمها ضمن مناطق صناعية شبه مدمرة: معامل النسيج، معمل كراش، مؤسسة الكهرباء، معمل سادكوب، ورحبة المرسيدس.
  •  لم يطأ مسلح أرض ساحة العباسيين نهائياً، أو يدخل حيّاً سكنياً جديداً في المنطقة أو في شارع فارس الخوري، وهذه المحاولة الفاشلة رقم 18 للوصول إلى ساحة العباسيين.

  • وكمثال؛ فالحديث عن كراجات العباسيين والسيطرة على مساحات شاسعة منه، يؤكد أنّ القنوات الخليجية والغربية، لا تعرف شيئاً عن جغرافية المنطقة، وأنّ كافة تقاريرها لا تساوي شيئاً، والهدف منها فقط احباط معنويات الشعب السوري، خاصة سكان دمشق. فمساحة كراجات العباسيين تعادل مساحة حديقة منزل ريفي، وللتوضيح فإنّ مساحة مبنى ستاد كرة القدم لوحده، تعادل ثلاثة أضعاف مساحة الكراجات، فهل يمكن القول:

    “سيطر المسلحون على مساحات شاسعة من ملعب لكرة القدم؟!!”.

  • انتهى الهجوم الأول للمسلحين، وابتدأ الهجوم الثاني فجر اليوم. وقد وصلت مركز فيريل معلومات تفيد باستعدادات كبيرة للمسلحين، لجعل الهجوم الثاني ناجحاً، بعد فشل الأول. سوف نورد بعض هذه المعلومات لاحقاً ضمن هذا التقرير. لكن حتى اللحظة؛ الهجوم أشد فشلاً من الأول، وابتدأ عند الساعة 5:07 فجراً، بتفجير عربة مفخخة.

الهجوم على دمشق بالأرقام

  • شارك في الهجوم الأول كما أوردنا ثلاثة فصائل يعود انتماؤها لتنظيم القاعدة الإرهابي، ويقدر مركز فيريل للدراسات اشتراك 3000 مسلح في الهجوم الأول، بينما شارك 3700 مسلح في الهجوم الثاني، توزعوا بين اشتباك مباشر، انتحاريين، كتائب مساندة، كتائب تموين عسكري، مجموعات اتصال.

    الجيش السوري هو الوحيد الذي صدّ الهجوم، بما في ذلك الغارات الجوية، ولم يرصد مركز فيريل وجود أيّ جندي غير سوري.

  • عدد الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم حتى ساعة إعداد هذا التقرير هو 17 انتحارياً بينهم 3 نساء، الانتحاريون جاؤوا من السعودية 4 بينهم امرأة سعودية، الشيشان 5 بينهم امرأة، الأردن 2، سوريا 6 انتحاريين. نلفتُ الانتباه إلى أنّ نسبة الانتحاريين من غير السوريين هي الأعلى، وأغلبيتهم مراهقين، لسهولة خداعهم وغسل أدمغتهم، أما الانتحاريين السوريين، فحسب دراسات سابقة لمركز فيريل ينحدرون من عائلات فقيرة، أو يكونون أفراداً لا أهل لهم.
  • بين القتلى عدد من المسلحين المفخخين، وقد تم تفجيرهم بإطلاق الرصاص عليهم من قبل الجيش السوري.
  • حركة أحرار الشام هي المسؤول الأول عن العمليات الانتحارية والمفخخات بسبب خبرتها الطويلة في أفغانستان والعراق.
  • هناك معلومات عن مشاركة عدد من المقاتلين من “جيش الإسلام” بهذه العمليات، وهي مشاركة رمزية لتأمين مكان لهم، في حال تحقيق أيّ نصر، ولرفع اللوم عنهم من بعض الجهات المعارضة. وقد سجل مركز فيريل مقتل عدد من مسلحي جيش الإسلام، كما قام جيش الإسلام في مدينة دوما بتأمين الذخيرة والطعام للمسلحين. 
  • كافة الفصائل التي هاجمت دمشق هي ذات عقيدة وهابية، تعود إلى السعودي محمد عبد الوهاب.

  • لقي وأيضاً حتى ساعة إعداد هذا التقرير في مركز فيريل للدراسات، 894 مسلحاً مصرعهم، وجرح 1318 آخرين، وهناك لا يقل عن 120 مفقوداً. وتوزعت أعداد القتلى على الفصائل حسب الجدول. شنّ الطيران السوري أكثر من 245 غارة على المسلحين في مناطق مختلفة. وكفكرة بسيطة عن عدد القتلى؛ فقد أدت إحدى الغارات الجوية على تجمع للمسلحين عند شعبة تجنيد جوبر إلى مصرع 63 منهم يوم الإثنين 20 آذار 2017. كما قتل الجيش السوري بكمين عند معمل الغزل في جوبر 23 مسلحاً. وقد تم قتل معظم القادة الميدانيين للمجموعات. 
  • ما قام به المسلحون في منطقة جوبر والقابون من هجوم على نقاط تمركز الجيش السوري، وفشلوا في المرة الأولى، ثم عادوا لتكراره خلال 24 ساعة وبنفس الطريقة، هو بالعرف العسكري “انتحار جماعي” و “غباء عسكري”، وكأنّ قادة هذه الفصائل يريدون التخلص من مسلحيهم!
  • أخيراً: تحليلات مركز فيريل للدراسات تتوقع أن يكون هذا آخر هجوم يشنه مسلحو فيلق الرحمن وأحرار الشام والنصرة، قبل إنهاء وجودهم في تلك المنطقة، سواء بالقضاء عليهم، أو على مبدأ الباصات الخضراء.
  • تحذير 1: من اشتراك أكثر من فصيل مسلح في هجومهم على محور جوبر ـ القابون، وبوساطة سعودية وأوامر من واشنطن… حتى من الفصائل التي تشارك في أستانا… أو فتح محاور جديدة…

  • تحذير2: يُحذّر مركز فيريل للدراسات من التالي لهذا الهجوم، كما في الصورة. وننوّهُ إلى تصعيد قادم على كافة المحاور في الجبهات، فوق الأراضي السورية.

  • نشكر فريق مركز فيريل للدراسات بدمشق، وكل مَن زودنا بالمعلومات ونشكر أيضاً مصادرنا في ساحة المعركة.

كافة المعلومات الواردة خاصة بمركز فيريل للدراسات

مركز فيريل للدراسات ـ برلين 21.03.2017

جرى تعديل التقرير مع ارتفاع عدد قتلى المسلحين بتاريخ 24 آذار 2017. 

Firil Center For Studies FCFS, Berlin, Germany