الولايات المتحدة تعترفُ بالجولان أرضاً إسرائيلية. الدكتور جميل م. شاهين

عندما يكون كلام الشعوب أكثر من أفعالها، يرميها التاريخ في زاوية النسيان.

هذا حال الدول العربية ومن خلفها الدول الإسلامية؛ استهانوا بإسرائيل ووعدوا أنهم سيرموها في البحر… وما أكثر ما وعدوا.

رفضوا الاعتراف بحدود 1948، بعدها رفضوا حدود 1967، وأقسموا على تحرير كامل فلسطين من البحر إلى النهر. خنعوا واعترفوا بحدود 1948 ثم بحدود 1967، فرفضت إسرائيل وهاهم يخسرون أكثر من 30% من أراضي 1967 وإسرائيل مازالت تحتلها…

لكن الطبولَ ما عادت مصرّة أن ترمي اليهود في البحر بل الفرس!!

فجأة… اكتشفوا أنّ إيران عدوتهم وإسرائيل ابنة العم!!

عندما كشفنا في مركز فيريل بنود صفقة القرن، ثارت طبولٌ صائحة: “لن تتم إلا على أجسادنا… هذا خيال… مستحيل…”… وبدأ تنفيذ البنود واحداً تلوَ الآخر والأجساد تصيح كفقاعات الصابون… وكما صاح أجدادها وآباؤها، ستبقى تصيح.

جزيرتا تيران وصنافير باتتا تحت السيادة السعودية والأجساد تصيح

القدس عاصمة إسرائيل اليهودية والأجساد تصيح

الولايات المتحدة نقلت سفارتها إلى القدس والأجساد تصيح

هم يعتمدون ليس على ذكائهم العادي، ونكرر؛ الغرب ذكاؤه عادي، لكنهم يعتمدون على غباء الشعوب التي ذاكرتها كالذباب…

صفقة القرن لن تتم بين ليلة وأخرى، ونعود لنؤكد أنّ مدة تنفيذها هو 30 عاماً، أي لن تتم عملية صعق المتحمسين الصائحين دفعة واحدة… صعقات بالتدريج والأمة نائمة…

الجولان السوري المحتل

الاعتراف الأميركي بالجولان قادم

السفير الأميركي لدى إسرائيل David Melech Friedman، اليهودي الأرثوذكسي المتعصب، صديق ومستشار دونالد ترامب، لا يتحدثُ من فراغ، ماذا قال اليوم الخميس 06 أيلول 2018 لصحيفة إسرائيل هيوم ישראל היום الإسرائيلية؟

(الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لن يتغيّر بقدوم إدارات أميركية جديدة).

(لا يمكنني تخيّل وضع تعاد فيه هضبة الجولان إلى سوريا. لا يمكنني أن أتخيل، وبصدق، وضعاً لا تكون فيه هضبة الجولان جزءاً من إسرائيل إلى الأبد، وحتى أنه لا يوجد في هضبة الجولان سكان أصلاً يتطلعون إلى حكم ذاتي)!!

ليس هناك وقتٌ أنسب لهذا الاعتراف، الاعتراف بالقدس مرّ بسلاسة مع شجب واستنكار و… دعوات للجهاد في… سوريا!! والجيش السوري مشغول بتحرير أرضه من الإرهابيين، وسوريا بوضع عسكري لا يمكنها من فتح أية جبهة مع إسرائيل… إذاً فلتعترف واشنطن وتمر القضية كسابقاتها.

وكما تحدثنا في مركز فيريل، العواصم العالمية عارضت خطوة القدس ثم صمتت، واعترف بعضها والباقي سيعترفون لاحقاً بما في ذلك الأوروبيون “الشرفاء”، وهو ما سيحدث بالنسبة للجولان دولياً، معارضة ثم تمرير الصفقة. إن مرت سوريّاً، ولن تمر، قد تقبل إسرائيل الانسحاب بضعة أمتار…

سبق ونوهنا إلى “كنوز الجولان”، الاعتراف سيؤمن للشركات العالمية التنقيب واستخراج هذه الكنوز وبحماية أميركية… راجعوا بحث كنوز الجولان.

احتياطي الجولان من البترول يعادل احتياطي آبار في السعودية. الدكتور جميل م. شاهين. بحث من مركز فيريل للدراسات

العرب ما عادوا يرقصون على الأنغام الفلسطينية




نجحت إسرائيل ومعها الولايات المتحدة في حرف الأهداف التي كانت حناجر عشرات بل مئات الملايين ترددها… فلسطين… فلسطين. وأصبحت تل أبيب على الأقل؛ عدواً ثانوياً، والعدو الحقيقي هو إيران!!

العملية بسيطة، توظيف الدّين والطائفية لسوق القطعان… وانساقت القطعان.

السفير الإسرائيلي في واشنطن Ron Dermer وهو مستشار نتنياهو قالها صراحة:

(فقد الفلسطينيّون تأثيرهم في العالم العربي بسبب سياسة ترامب).

غوالدامائير قالت بتاريخ21 آب 1969 بعد أن قام الأسترالي مايكل دينس روهان ومعه مستوطنون بحرق المسجد الأقصى:

(لم أنم ليلتها وأنا أتخيّلُ العربَ سيدخلون إسرائيل أفواجاً من كلّ صوب. لكنني عندما طلعَ الصباح ولم يحدث شيء، أدركتُ أنّ باستطاعتنا فعلَ ما نشاء فهذه أمة نائمة…). هل ما قالتهُ غوالدامائير كاذب؟.

دريمير هذا كرر ما قالته غوالدامائير بعد 49 عاماً بطريقة أخرى:

(رد فعل العالم العربي لقرار ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، أثبتَ أن الدول العربية لم تعد ترقص من خلال رد فعل لأنغام الموسيقى الفلسطينية.).

كثيرون حذّروا رؤوساء الولايات المتحدة من نقل سفارتهم إلى القدس لأنّ ذلك سيخلق مزيداً من الكراهية لواشنطن، وسيؤدي لتدهور علاقاتها مع الدول العربية… اطمئنوا هذه تحذيرات خاطئة، افعلوا ما شئتم… الأمة نائمة.

السفير الإسرائيلي قالها:

(علاقات الولايات المتحدة مع الدول العربية لم تتضرر، والشرق الأوسط لم يشهد عنفاً. وما حدث فعليا، هو أن رد الفعل في العالم العربي أثبت حدوث تغيير في تعامل الدول العربية مع إسرائيل. ورغم كل جهود القيادة الفلسطينية لإحداث معارضة لقرار ترامب، رد الفعل في العالم العربي كان هادئاً)

القادم من صفقة القرن

الخطوات التالية ستتم خلال شهور

• إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وسيبدأ بسحب الاعتراف بمفوضية شؤون اللاجئين الفلسطينيين الأونروا. الخطوة هذه بدأت بعدم تحويل مساعدات أميركية بقيمة 200 مليون دولار.

• تغيير القيادة الفلسطينية بأخرى إن لم تقبل التوقيع العلني.

• طرح مشروع الفيدرالية مع الأردن وجسّ النبض وقد يتم إلغاؤه لكنّ الفكرة… ترسخت.

• الاعتراف بالجولان السوري المحتل كأرض إسرائيلية.

منذ فاز ترامب بكرسي زعيم البيت الأبيض، ونحنُ نُحذّرُ من أنّ مناقشة اعتراف الولايات المتحدة بالجولان كأرض إسرائيلية يتم الإعداد له. فهل حانت الساعة؟ ترامب بوضع حرج بعد أن خانه أقرب مساعديه في حملته الانتخابية، ومشروع عزله سيتم البت به في الخريف القادم، للهروب من هذا العزل عليه انجاز خطوات هامة داخلياً وخارجياً، وإرضاء اللوبي الصهيوني هو أقصر الطرق. هذا الإرضاء يتم بضرب أعداء إسرائيل في المنطقة وتنفيذ مخططات تل أبيب. مركز فيريل للدراسات 06.09.2018 بعد قراءة ما ورد يمكن للأجساد الصائحة ترديد: لن تتم إلا على أجسادنا. ثم تعود للنوم.

خدعة صفقة القرن… القرون تنمو في رؤوس العرب. الدكتور أسامة اسماعيل. الولايات المتحدة الأميركية.