انهيار تاريخي لسعر الدولار Dollar Collapse د. جميل م. شاهين

كافة الأسباب التي تؤدي لهبوط صاعق لسعر صرف الدولار اجتمعت مرة واحدة، ويؤكد مركز فيريل للدراسات أنّ سعر الدولار سيشهد أكبر هبوط له منذ سنوات طويلة، بينما سيقفز سعر الذهب لأرقام قياسية. استخدمنا هنا في مركز فيريل كلمة انهيار عن قصد، والأخصائيون يعرفون معناها الحقيقي، الانهيار بدأ مع العقارات الأميركية، حيثُ بات المالكون يبيعون عقاراتهم بأي ثمن، ولا أحد يشتري!! ومدينة ديترويت خير شاهد. لحدوث الانهيار يجب أن تجتمع ثلاثة عوامل:

أولاً: ضعف العملة الأمريكية، وهذا حاصل فقد تراجع الدولار بنسبة 54.7% مقابل اليورو بين عامي 2002 و 2012، وتضاعف الدين الأمريكي ثلاثة أضعاف تقريباً خلال تلك الفترة، من 6 تريليون دولار إلى 15 تريليون دولار. الديون أسوأ من ذلك الآن، حيث ضربت سقف 20 تريليون دولار. وبلغت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي الآن أكثر من 100%. هنا قد تسمح الولايات المتحدة بانخفاض قيمة الدولار عن عمد، وسيكون من الأسهل سداد ديونها بأموال أرخص.!!!

ثانياً: يجب أن يكون هناك بديل قوي للدولار لكي يشتريه الجميع، وتستند قوة الدولار على استخدامه كعملة احتياطية في العالم منذ 1973 (نيكسون). البديل الحالي هو اليورو، لهذا حاولت واشنطن إضعافه وتفكيك الاتحاد الأوروبي، فنجحت جزئياً.

ثالثاً: حدث اقتصادي كبير يضعف الثقة بالدولار ويسبب التخلي عنه، وهذا بدأ يحدث لكنه لم يصل بعد لمرحلة الخطورة.

انهيار الدولار ليس بمصلحة الصين واليابان تحديداً، لأنهما تمتلكان أكبر احتياطي عالمي منه، فصادرات الصين للولايات المتحدة تربط اليوان بالدولار. وهذا يبقي أسعار بضائعها رخيصة نسبيا. كما تمتلك اليابان أيضا أكثر من تريليون دولار في خزائنها، وتريد أن تبقي سعر الين منخفضاً لتحفيز الصادرات إلى الولايات المتحدة.

إذا بدأت الصين أو اليابان أو غيرهم من أصحاب الأسهم الرئيسية، في إلقاء ما تملكه من سندات الخزينة في السوق الثانوية، فإن ذلك سيسبب الذعر الذي يؤدي إلى الانهيار الصاعق للدولار.




الأسباب الآنية التي تسبب سقوط الدولار التاريخي

  1. التوتر العسكري في منطقة الشرق الأدنى في كوريا الشمالية وبحر الصين وبورما، أي كما ذكرنا قبل قليل؛ قرب اليابان والصين!!! علماً أنّ وجود أية بؤرة توتر عسكري جديدة سيزيد من متاعب الدولار، وكمثال بسيط؛ أي تحرك عسكري في الشرق الأوسط.
  2. هبوط عوائد سندات الخزانة الأميركية الطويلة الأجل، القروض. مع تفاقم أزمة سوق العقارات في الولايات المتحدة، ووصول عدة بنوك عقارية لمرحلة الإفلاس، كل هذا يضعف من ثقة المتعاملين بقوة الدولار، بالإضافة لبيانات الوظائف الأميركية الضعيفة.
  3. مخاوف كبيرة من الدمار الذي حدث ويحدثُ نتيجة الأعاصير المتتالية التي تضربُ الولايات المتحدة، وقد ذكرنا في مركز فيريل أنّ إعصار هارفي لوحده تسبب بأضرار تصل إلى 180 مليار دولار، يمكنكم معرفة المزيد في الخبر الذي سننشره لاحقاً.
  4. نتائج اجتماع مجموعة البريكس والشروع بفكّ ارتباط دولها بالاقتصاد الغربي والأميركي تحديداً، ورفع سقف الاستثمارات وصندوق الطوارئ، وبدء الاستغناء عن الدولار في التعاملات الاقتصادية فيما بين الدول. وهذا واحد من أهم أسباب انهيار الدولار، حيث وصل النمو الاقتصادي لدول البريكس إلى 50% من إجمالي النمو الاقتصادي العالمي…

 بالمقابل، سيهرب المستثمرون لطلب الأصول الآمنة وهي المعادن الثمينة، لهذا ستقفز أسعارها سريعاً، بما في ذلك الذهب والفضة والبلاديوم والبلاتين… أما البترول فنحو الصعود بسبب ازدياد الطلب عليه. 

سعر الدولار في سوريا سيهبط بالتأكيد، مع التذكير بأنّ سعره مقابل الليرة السورية “وهمي” أي غير حقيقي، ولا يُعبّر عن قيمته الفعلية، فالتعاملات المالية تخضع لأهواء واحتكارات تجار العملة الصعبة، ولقضية العرض والطلب، ومعظمها تجري في السوق السوداء أي بصورة غير قانونية، وهذا أمر لا يخضع بصورة مباشرة لتقلبات سوق المال العالمية المالية، أي أنّ الذي يشتري الدولار في سوريا يدفع ثمناً أعلى بكثير من قيمته الحقيقية… مركز فيريل للدراسات. 10.09.2017 توقعات مركز فيريل أنّ (توضيحات أخرى ترونها مساءً هنا):

 واشنطن قد تلعبُ لعبة خبيثة على مبدأ (عليي وعلى أعدائي)، فتخفّضُ سعر الدولار للتخلص من جزء كبير من ديونها بدولار رخيص، فتضرب باقي الدول في الصميم، بما في ذلك أصدقاءها في أوروبا واليابان، لكنها ستطعن الصين أولاً… مركز فيريل للدراسات.