تحرير تدمر يلوح في الأفق، لكن… ماذا عن دير الزور والرقة؟! خاصّ بمركز فيريل للدراسات. د. جميل م. شاهين

تحرير تدمر يلوح في الأفق، لكن… ماذا عن دير الزور والرقة؟!

تحرّك عسكري واثق يقوم به الجيش السوري باتجاه تدمر، لتحريرها من إرهابيي داعش، معلوماتنا تقول: “التحرير قادم قريباً” وانهيارات في صفوف الإرهابيين مع انسحابات بدأت منذ أيام باتجاه الشرق… الشرق؛ وهنا الخطة المريبة… عودناكم على كشف الخطط وفضحها لإفشالها، وكما ترد المركز من مصادره، نكشف اليوم لكم ماذا ناقش أردوغان السعوديين في زيارته الأخيرة للرياض، ولم ينسَ المؤمن أردوغان أن يتوجه للكعبة كي يدعو أن تنجح خطته هذه المرة… 




الصراع على الرقة، حتى بين أعداء سوريا

سبقَ وتحدثنا في مركز فيريل للدراسات عن صراع سيجري حول الرقة، وقد بدأ. صراعٌ تقودهُ تركيا ومن خلفها السعودية والناتو، مقابل الجيش السوري وحلفائه. لكن ضمن حلف أعداء سوريا هناك صراعات أخرى؛ بين أنقرة التي تريد إعطاء جيش المرتزقة الذي شكلته من سوريين وأتراك وشيشان باسم درع الفرات، الدور الحاسم في معركة الرقة، وبين الأكراد “قوات سوريا الديموقراطية /قسد/” المدعومة أميركياً و… إماراتياً! الخلافات السعودية الإماراتية حول اليمن، والتي تطورت إلى صراع دموي هناك، حيث يسعى السعوديون لمنع وجود أيّ نفوذ إماراتي، هذا الصراع الخفي انتقل إلى سوريا، فمعلومات مركز فيريل تقول: “وصول مئات من الجنود والضباط والمستشارين العسكريين الإماراتيين إلى شمال سوريا لمناطق نفوذ أميركية كردية”، ودعم غير مسبوق لقوات قسد!

السباق نحو الرقة أم حلب؟ د. جميل م. شاهين

دير الـــزور هي المحطة الأكبر و… الأخطــر 

دير الزور أكبر المدن الشرقية في سوريا وأعرقها، ومحافظتها من أغنى المحافظات بالمياه والزراعة والثروات الباطنية، بينما مطارها الدولي ثالث أكبر مطار في سوريا، وهو مطار مدني عسكري بآن واحد، يتواجد فيه الجيش السوري الآن بكتيبة صواريخ ومدفعية ومشاة، ويُطل على المدينة. المطار مُحصّنٌ بشكل كبير ويُدافعُ عنه أشرس رجال الجيش منذ سنوات، الذين أفشلوا 7 محاولات لاحتلاله من قبل المسلحين على اختلاف فصائلهم، وبمساعدة أميركية أطلسية كما حدث عندما قصف طيران الناتو الجيش السوري في جبل الثردة، لمساعدة داعش على احتلاله.

تُدرك داعش أنّ احتلال المطار يعني احتلال المدينة بشكل كامل، وهذا سيكون آخر عمل عسكري لها في سوريا. معلومات مركز فيريل للدراسات تقول: “احتلال دير الزور والهجوم على الرقة سيكونان متزامنين مع فارق لا يتجاوز أسابيع قليلة، وهو ما يُخطط له في العواصم الكبرى، وسيبدأ هذا الحدث قريباً.”. ومن معلوماتنا أيضاً: “تحدثُ انسحابات كبيرة لقوات داعش من عدة مناطق في محافظة الحسكة والرقة والبادية السورية وشرقي السويداء ودرعا، بالإضافة إلى الفارين من الموصل كلهم يدخلون محافظة دير الزور، أي التجمع الكبير والأخير لداعش سيكون… دير الزور.”. المطلوب حالياً من هؤلاء الإرهابيين: “احتلال مدينة دير الزور والمطار”. ونؤكد هنا وصول عتاد عسكري أميركي عن طريق العراق لإرهابيي داعش، يتضمن صواريخ ستينغر ووسائل اتصالات، ووصول مقاتلين من الأردن أيضاً.

الخطة الأميركية لشمال وشرق سوريا

عندما قال الرئيس الأميركي ترامب قبل يومين مخاطباً أتباعهُ: “لا تقلقوا، المناطق الآمنة ستقوم دول الخليج بتمويلها”. لم يكن يقصد فقط شريطاً حدودياً ضيّقاً بعمق 5 كلم مع تركيا، بل يقصد: “دول الخليج ستمول خطة جديدة لتقسيم سوريا”.

لهذا نكشف لكم الخطوات المتتابعة للخطة الأميركية من مركز فيريل للدراسات:

  1. إبعاد داعش من كافة قرى ومدن محافظة حلب، ودفعها جنوباً وشرقاً، وتقوم بذلك مرتزقة درع الفرات.
  2. هجوم داعش على مطار دير الزور ومحاولة احتلاله، ثم احتلال المدينة، وجعلها مقر داعش الرئيسي، تمهيداً للانسحاب من الرقة وتدمر.
  3. الهجوم على الرقة، وسيتم من قبل قسد ودرع الفرات. هنا سيفر كافة مقاتلي داعش نحو الجنوب. ومعلوماتنا تقول: “هناك اتصالات وتحضيرات لخلايا نائمة مسلحة من سكان الرقة، مع الجانب التركي ومع درع الفرات، ستكون رديفاً لهم عند دخول المدينة ضد داعش وأيضاً ضد قسد.”.
  4. بالتزامن مع هذا، ستهاجم من شمال دير الزور ميلشيات قسد والمدعومة من البيشمركا، كي تحجز لها موقعاً في المنطقة، بانتظار تقاسمها بين الأكراد والعرب “السنّة”.
  5. الهجوم من الجنوب عن طريق العراق على مدينة البوكمال ثم الميادين من قبل الصحوات وما يُسمى جيش سوريا الجديد.
  6. بعد الانتهاء من تشكيل “الصحوات القبلية السورية”، التي تقوم عليها السعودية وقطر ووسطاء من الكويت، والتي تواجه صعوبات كما حصل عندما عاد الشيخ “نواف البشير” إلى سوريا، فتبرأت منه قبيلة “البقارة بإيعاز من الرياض، لأنه وحسب تعبيرها “خائن”، لكنه ببساطة عرف متأخراً بحقيقة ما يُخطط له. هناك أيضاً ما يُسمى جيش سوريا الجديد الذي سيتم ضمه إلى “جيش أسود الشرقية” و”جيش العشائر العراقية”… وكلها عبارة عن ميلشيات من المرتزقة “الطائفيين”، تتغيّر أسماؤها وانتماءاتها حسب المطلوب دولياً، لكن الهدف واحد: “كانتونات ضمن كانتونات”. في هذه الفترة سيهاجم دير الزور من الشمال درع الفرات ومن المناطق الأخرى الصحوات، بالإضافة لميليشيا قسد والبيشمركا.
  7. بعد الانتهاء من مسرحية “القضاء على داعش”، حيث سيعلنُ الآلاف من مقاتلي داعش توبتهم وانضمامهم إلى الصحوات، سيُقام من شرقي حلب حتى الأنبار العراقية كانتون سني، تحت رعاية أميركية، وتقاسم نفوذ بين تركيا والسعودية وقطر، والتمويل سعودي قطري.
  8. شمالاً، كانتون كردي انفصالي، تحت رعاية أميركية ونفوذ وتمويل إماراتي.
  9. في الجنوب السوري، سوف يتدخل الجيش الأردني بشكل محدود وبدعم إسرائيلي، بحجة القضاء على الإرهاب، والهدف تثبيت جيش لحد على الحدود مع الأردن والجولان المحتل، وأيضاً إقامة كانتون شبه أردني هناك.
  10. تحذير: نطلق هذا التحذير من مركز فيريل للدراسات: “هناك مخطط لتدمير سد الفرات وإغراق المدن التي تأتي بعده، وسوف يتم اتهام داعش بذلك، والفاعل هو الولايات المتحدة وتركيا”. فاحذروا…

الأهداف البعيدة لكانتون الشمال والشرق السوري


  • تقاسم الولايات المتحدة للنفوذ على سوريا مع روسيا، وإقامة قواعد عسكرية لها في سوريا. وهذا أمر مؤكد لنا، فهناك للولايات المتحدة حالياً 7 مراكز قيادة عسكرية فوق الأراضي السورية. وهي تحاكي حالياً قواعد الأسد والحبانية وسبايكر في العراق وقاعدة الفلوجة قيد الإنشاء، وقاعدة حقل عكاشات للغاز قرب الحدود السورية. القواعد العسكرية في سوريا هي بمناطق يسيطر عليها قسد والميلشيات الانفصالية الأخرى: قاعدة رميلان الجوية وهي معروفة منذ أواخر عام 2015، تل بيدر وفيها مهبط للمروحيات، السدّ، قاعدة عين عرب وفيها قاعدة فرنسية وألمانية أيضاً، قاعدة المبروكة غربي القامشلي، قاعدة “عين عيسى” وفيها مهبط للمروحيات، وأخيراً قاعدة تل أبيض. ومن مركز فيريل للدراسات نؤكد وجود أكثر من 2200 جندي وضابط ومستشار عسكري أميركي في مناطق الجزيرة السورية وشمالي محافظة الرقة، كما أنّ العلم الأميركي يرتفع فوق أكثر من قاعدة بمناطق سيطرة ميلشيا قسد.
  • قطع الاتصال بين بغداد ودمشق، وطهران ودمشق. ومنع مرور أنابيب البترول والغاز من إيران باتجاه الساحل السوري.
  • بعد فشل مشروع تمديد خط الغاز القطري عبر محافظة درعا باتجاه الشمال وصولاً إلى تركيا، عُدّل خط سير هذا الأنبوب، وهو ما كان أحد أهم أسباب ما جرى في سوريا منذ ست سنوات، ليمر الآن عبر العراق ثم دير الزور، الرقة، شمالي حلب إلى تركيا. أي ما عجزت عنه قطر منذ ست سنوات، ستعود لمحاولة تحقيقهِ ثانية.
  • إطالة أمد الحرب، واستنزاف الجيش السوري وإيران وروسيا عسكريا واقتصادياً. فالخطة هذه تحتاج لفترة طويلة، والولايات المتحدة ليست في عجلة من أمرها، فالمسلمون يقتلون بعضهم بكل غباء، ليس ذلك فقط، بل يدفع المسلمون المليارات لواشنطن كي يقتلوا بعضهم!!

لا شك أنّ القيادة السورية تدرك ما ورد، كذلك إيران وروسيا، وقد بدأت عملياً الخطة المضادة، ولذلك فالمرحلة القادمة حساسة جداً، وقد تشهد تطورات فجائية. إذاً؛ إدلب مؤجلة الآن، دع الإرهابيين يقتلون بعضهم، ولنتجه شرقاً… 

الكاتب الدكتور جميل م. شاهين.

خاصّ بمركز فيريل للدراسات ـ برلين. 21.02.2017

إعداد: زيد م. هاشم.