ترامب: بوتين قاتل ولكن… د. جميل م. شاهين

 

وكأنّ رئيس الولايات المتحدة ليس لديه ما يفعلهُ سوى التغريد، فكل يوم يطلع علينا ترامب بتغريدة مثيرة للجدل. هذه المرة لم تكن تغريدة بل حديث أدلى به لشبكة فوكس نيوز قبل يومين، أكد احترامه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ثم قال: : “بوتين قاتل، لكن لدينا في الولايات المتحدة الكثير مثلهُ. صحيح أنه مسؤول بطريقة ما عن قتل الصحفيين والمعارضين له، لكن هل نحن في الولايات المتحدة بريئين أيضاً؟!”. وتابع ترامب: “أنا أحترم بوتين كما أحترم الكثير من الناس، لكن هذا لا يعني أنني أوافق على سلوكه. وسوف أكرّسُ هذا الاحترام لتحسين العلاقات مع روسيا”. حول إيران قال ترامب في سؤال عن الاتفاق النووي: “من العار أن يتم إبرام هكذا اتفاق سيئ.” . وعندما سئل عما إذا كانت الولايات المتحدة تنوي نقض الاتفاق، أجاب ترامب بكلمة واحدة: “سنرى”.  




كان الرئيس الامريكي دونالد ترامب قد غبّر عن تعاطفه مع فلاديمير بوتين، خلال حملته الانتخابية، ورأى كثيرون في ذلك منحىً إيجابياً لما ستؤول إليه العلاقات بين الجبارين. الآن، بدأ ترامب يتراجع قليلاً عما قاله سابقاً بحق بوتين.

يبدو أن أيام العسل قد شارفت على الانتهاء بين موسكو وواشنطن، وبوادر التوافق حول سوريا تحديداً بدأت تتلاشى، وربما ستظهر في الفترة القادمة نقاط خلاف كبيرة، إن لم يتم اقتسام… النفوذ.

إقرأ أيضاً:

حرب أهلية أم اغتيال الرئيس؟ د. جميل م. شاهين Ein Bürgerkrieg oder die Ermordung des Präsident?

عندما تُحاضرُ العاهرة في الأخلاق!

حتى تراجع ترامب عن إعجابه ببوتين، لم يُعجب الجمهوريين من حزبه، فقد انتقد أعضاء مجلس الشيوخ ما قاله ترامب، فعضو مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل قال: “لا يمكن المقارنة بين سلوك القيادة الروسية بسلوك القيادة الأميركية، فبوتين ضابط مخابرات سابق وزعيم عصابات، ولم يأتِ من خلال انتخابات نزيهة.”!!. انتخاباتٌ نزيهة؛ يتحدث زعماء الولايات المتحدة عن انتخابات نزيهة، بينما أكدت لجنة إعادة فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة وجود تزوير بمليون صوت، فقط؛ مليون صوت. سفير الولايات المتحدة السابق لدى روسيا ومستشار الرئيس السابق باراك أوباما، مايكل ماكفول، انتقد ترامب بحدة: “لا يوجد أيّ تكافؤ أخلاقي بين الولايات المتحدة وروسيا، وكلام ترامب مثير للاشمئزاز.”!!  

أوباما نفسهُ انتقد سلوك روسيا في سوريا، واتهمها بقتل المعارضة السورية المسلحة “المعتدلة”، وتجنب قتل إرهابيي داعش! وبأنّ هدفها الرئيسي الحفاظ على القيادة السورية، بينما كانت الولايات المتحدة تقوم بمهمتها بالدفاع عن المدنيين بكل صدق!!. يتحدثون عن أخلاق دولة ارتكبت أكبر عملية إبادة في التاريخ، عن دولة شنت أكبر عدد من الحروب بتاريخ البشرية، هذه هي العاهرة عندما تُحاضِر في الأخلاق.

د. جميل م. شاهين 07.02.2017

مواضيع ذات صلة:

وخسر المتنورون وأذنابهم؛ الوهابيون والإخوان المسلمون. د. جميل م. شاهين