
لماذا ركعَ الإرهابيّونَ لموسكو؟ 11.09.2025. مركز فيريل للدراسات. روسيا لم تخرج من سوريا كي تعود، كما يحلو للبعض وصفَ اللقاءات بين الروس والسلطات المؤقتة في دمشق، بأنها عودة روسيا إلى سوريا وتحديداً الساحل السوري. روسيا لم تخرج كي تعود أصلاً، وما يجري يُثبِتُ أننا أمام لعبة كبيرة جرت على الأرض السورية، وعلى حساب الشعب السوري.
وفد روسي في دمشق
نبقى على وعدنا بتسمية الشخوص والهياكل بمسمياتها، فالإرهابي أسعد الشيباني، في الصورة لاحظوا نظرة لافروف، استقبلَ الشيباني هذا نائبَ رئيس مجلس وزراء روسيا، Alexander Walentinowitsch Nowak، مع اجتماعِ “سرّي” مغلق والبحث كان: تأمين حماية الوجود الروسي بكافة أشكاله؛ الاقتصادية الاستثمارية، العسكرية والسياسية.
مُنسقُ الاتصالات هو “ماهر الحسين” هل تعرفونه؟ الذي يتحدثُ الروسية بشكل جيد، ماهر الحسين؛ اسمهُ الحقيقي يا متابعي مركز فيريل الكرام.
الإرهابي أبو محمد الجولاني، التقى أيضاً الوفد الروسي، تمهيداً لتأمين رحلته إلى موسكو قريباً.
إعادة صياغة الوجود الروسي في سوريا
ما يحدث الآن هو إعادة تمركز وانتشار روسيا في سوريا وفقاً للخرائط الجديدة، السلطات المؤقتة، ونتحدثُ هنا ظاهرياً، أدركتْ أنّه لا يوجد أيّ دعم عربي أو غربي، بدون كرت أخضر روسي. فكافة الوعود والتطبيل برفع العقوبات وتحسن الحالة الاقتصادية، والاستثمارات السعودية والخليجية والأميركية، وخطوط المترو التركية والمليارات الأوروبية، والأبراج وغاز أذربيجان إلخ… كلها أكاذيب لم يُصدقها سوى البلهاء، ولم يصل منها ما يكفي للسرقة والنقل إلى إدلب، وليس لتحسين الاقتصاد السوري المنهار.
لم تدخل روسيا سوريا كي تنسحب، وتسمح بمرور خط غاز “مشيخة” قطر. لم ولن تسمح موسكو باستثمار غاز المتوسط، وهذا الموضوع بحثناه عدة مرات في مركز فيريل وسألنا أين اختفى الغاز السوري عام 2018 ثم 2020 و2021؟
لم ولن تُغامر دولةٌ أو مؤسسة اقتصادية باستثمارٍ في سوق يرتعش على وقع الضربات الإسرائيلية اليومية، وسلطاتٍ مؤقتة غير مستقرة وحالة أمنية سيئة. لهذا كانت مشاريعُ دول الخليج مؤرّخة لما بعد حزيران 2026! هذا لم يُلاحظهُ كثيرون. الروس أيضاً لن يُغامروا في هكذا وضع، واستثمار مليار مثلاً، في إعادة الإعمار سيكون لهذف “البروباغندا الإعلامية”، لهذا لن يعود بالنفع على المواطن السوري.
لماذا ركعَ الإرهابيون لروسيا؟
روسيا تقصف وتقتلُ الأطفال! روسيا تصعّد في إدلب وتقتل المدنيين وأنقرة تراقب! روسيا تُجرّبُ 200 نوع جديد من الأسلحة فوق رؤوس الأطفال في حلب وإدلب ودرعا!
ألم تكن هذه عناوين نشرات جبهة النصرة الإرهابية في إدلب؟ وآخر نشرة كانت 04 كانون الأول 2024، قبلَ أن يتم الاتفاقُ النهائي على التسليم والاستلام!
بشار الأسد ومئات من الضباط والمسؤولين السوريين يتواجدون في روسيا، أليس هؤلاء الذين صدّعتم رؤوسنا بأنهم مجرمو حرب؟ أليست روسيا مَنْ دعمَ نظام الأسد للوقوف على قدميه سنواتٍ؟ وقدّمت له العتاد والسلاح والفيتو؟
إذاً؛ كيفَ تحجّونَ إلى موسكو طالبين العفو والغفران، راكعين تدفعون الجزية والأتاوة عن يد وأنتم صاغرون! المنطق والتحليل العلمي لا يقول أنّ ما حصل ويحصلُ تلقائي أو نتيجة جهودكم “الخرندعية” في خدمة سوريا. بجملة واحدة سمعتموها نؤكدها في مركز فيريل:
نظام بشار الأسد مازال قائماً، لكن بحلّة إرهابية
العلاقات الروسية السورية إلى أين؟
لاشك أنّ التقهقر الأميركي عالمياً، فتح الأبواب لموسكو كي تقول كلماتها في عدة مناطق، ومنها سوريا، ولقاء بوتين ترامب في آلاسكا، بدأت نتائجهُ تظهر، عِلماً أنّ “قمة آلاسكا2” قادمة ولابد منها. سوريا قُسّمت منذ 2011 واليوم هو تقاسم الحصص والذي سيكون على شكل تقاسم النفوذ. تركيا تُحاول أن تُجاري الكبار، لكنها أصغر من أن تنجح، لهذا تقوم بألعاب مراهقين؛ تفجير هنا وقذائف هناك وتحريك ملفات قسد تارة، ثم الإيغور ومجازر الساحل، لكنها في مرحلة انكفاء واضمحلال. الباقي على ما يبدو حتى الآن فريقان؛ الروس والكيان. الروس خلّصتهم تل أبيب من سلاح الجيش السوري بمساعدة حكومة المتخلفين. والمتخلّفون أنفسهم عاجزون عن إدارة قرية صغيرة، فكيف بدولة كاملة، لهذا لابد من وصاية “كبير”، الكبير هنا هو روسيا بعد أن تخلّى عن المتخلّفين العرب والعجم. تل أبيب تُسيطرُ على الجنوب السوري كاملاً حتى شرقي الفرات، وروسيا لها الساحل والوسط وحتى أبواب دمشق. لتركيا بقايا ريفي إدلب وحلب، ولواشنطن الحسكة وأجزاء من أرياف الرقة والدير، وهنا لابد من أن يخرجَ علينا إرهابيّ من السلطات المؤقتة، يتغنّى بالتحرير والسيادة!! وما قلناهُ عن سوريا مازال قائماً: سوريا أُخرجت من “الفريزا” أسابيع ثم أعادوها إليها. استبدال وجوه فاسدة بأخرى أكثرُ فساداً وجهلاً ودموية
كلّ هذا بانتظار اصفرار ورقة أبي محمد الجولاني وسقوطها، تمهيداً لاستلام ماهر الكرسي. ماهر الحسين وليس ماهر الأسد. لم يتمّ اتفاقُ الكبار على اسم “الخلَف” بعد، وعندما يتمُّ ذلكَ، لن يبقى الجولاني وعصابته، وحتى خريجة “الجامعات” ساعاتٍ في دمشق. 11.09.2025. مركز فيريل للدراسات.