ماذا يعني ظهور أحدث طائرة روسية في سوريا؟ مركز فيريل للدراسات

تحدثنا البارحة على صفحتنا على الفيس بوك عن ظهور سوخوي Su-34 في سماء دمشق، لتطلع علينا الصحافة الأميركية اليوم بتحليلات مخيفة حول ظهور أحدث الطائرات الروسية في سماء سوريا، كيف وأين ولماذا؟

لا نفشي سراً إن قلنا أنّ روسيا قد استخدمت 215 سلاحاً جديداً ضد الإرهابيين في سوريا، وهو ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كانون الثاني الماضي، لكن ما سرُّ ظهور أحدث مقاتلةٍ في الترسانة الروسية ولأول مرةٍ في مهمة خارج روسيا؟

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو قصير لظهور طائرات 4 , Su-354 , Su-251 A-50U ومعها طائرتان قيل أنهما SU 57. بالتدقيق بالفيديو والصور المتوفرة نؤكد في مركز فيريل صحة الخبر، كما ظهرت طائراتٌ أخرى في قاعدة حميميم الجوية حسب تقارير أميركية، لكننا سنتحدثُ فقط عن أحدث وأخطر طائرتين:


  • المقاتلة متعددة المهام وذات قدرة فائقة على المناورة Su-35 Flanker-E fighter jet كما يسميها الناتو، وهي من الجيل الخامس، واحدة من أفضل الطائرات في العالم في المناورات الجوية ودقة الإصابات الأرضية، والتي يعتقد الناتو أنها قادرة على مواجهة F-35 Stealth Fighter الأميركية.

 

  • الطائرة Su-57s، ويرمز لها أيضا بـ  PAK FA و T-50 ، وهي أحدثُ طائرة روسية دخلت الخدمة في آب عام 2017، وهي من النوع المعروف عميلاً بنموذج سوخوي T-50، طائرة حربية متعددة المهام، تُدعى (الشبح المقاتلة) لصعوبة التقاطها بالرادارات. كفكرة بسيطة عنها؛ تمتلكُ رادراً يكتشفُ الأهداف من مسافة 400 كيلومتر، ويستطيعُ تتبع 60 هدفا في آن واحد!! وتقصفُ 16 هدفا دفعةً واحدة وفي وقت واحد. تقنية القصف ليزرية. تحملُ مدفعاً رشاشاً 30 ملم يُثبتُ على الجانب الأيمن، وزنه 50 كلغ فقط، ويستطيع إطلاق 30 طلقة في الثانية أي 1800 طلقة في الدقيقة!!. الطائرة الروسية هي العدو الحقيقي والأخطر للطائرة الأميركية الأحدث F-22 Raptor stealth fighter، وطائرة F-35 Stealth Fighter الأميركية أيضاً، لهذا بدأ الانزعاج الأميركي الذي سنتحدثُ عنهُ لاحقاً.

سو 35

لماذا أرسلت روسيا أحدثَ أسلحتها وخاصة طائراتها؟

بعد زيارة الرئيس الروسي بوتين لقاعدة حميميم في كانون الأول 2017، وما رافقها من إعلان سحب قسم كبيرٍ من القوات الروسية من سوريا، يبدو أنه يحدثُ الآن العكس، فلماذا؟

صرح محلل روسي أنّ الهدف هو مشاركة هذه الطائرات في عملية تحرير الغوطة الشرقية في دمشق. صحيح لكن هذا ليس كل ما في الأمر.

بتحليل بسيط من مركز فيريل نرى أنّه بالإضافة لعملية تحرير الغوطة الشرقية، يأتي وصول الأسلحة والطائرات الحديثة، والذي لم يكن البارحة طبعاً، بعد الحوادث التالية:

  1. هجوم من إرهابيي إدلب على قاعدة حميميم وطرطوس بالطائرات المُسيّرة.

  2. إسقاط الطائرة الروسية سو 25 في ريف إدلب بصاروخ أميركي في 03 شباط الحالي.

  3. الأهم؛ ظهور الطائرة الأميركية، حسب مركز فيريل، F-22 Raptor stealth fighter في سماء الجزيرة السورية وشرقي دير الزور، وهي من أحدث الطائرات الشبح…

بعودتنا إلى آراء محللين عسكريين أمريكيين، رأوا أنّ تصرّفَ موسكو يزيدُ من تعقيد المسألة، ويُصعّبُ الأمور على الطيارين من حلف الناتو الذين يصولون ويجولون في شمال وشرق سوريا، السبب: انعدام الخبرة بهذه الطائرة الروسية، حتى المخابرات العسكرية الأميركية لا تملكُ الكثير عنها.  وقد رأوا في ذلك تحدٍّ عسكري صريح للولايات المتحدة، ووصفوه حرفياً بعملية “المحاكاة” لقدرة واشنطن. وهنا ننقلُ لكم من مركز فيريل ما وردنا من واشنطن:

(لم تظهر الطائرة  Su-57s  على شاشات رادارات الناتو في كافة قواعده في المنطقة وفي البحر، لهذا لديهم جهل تام بقدراتها القتالية، ونوع التهديد الذي قد تشكله…).

يُخففُ المحللون العسكريون من وطأة ذلك بالقول: (ظهور هذه الطائرات لأول مرة خارج روسيا، سيسمحُ للجيش الأميركي جمع معلومات عنها…) ثم يستدركون لتخفيف الأمر: (أنها مجردُ طائرتين لن تستطيعا أن تشكلا خطراً على الناتو في سوريا!!).

 

روسيا دخلت الحرب لتربح فقط

تذكرون كم من مرةٍ سرت أخبار من كبريات وسائل الإعلام حول انسحاب روسيا وتخليها عن القيادة السورية، وكل يوم يمر يؤكد قصر نظر أو كذب مَن تحدث بذلك.

روسيا تدخلت في سوريا بعد دراسة وافية، وقرارها لا رجعة فيه، لأنها تُدافعُ عن موسكو من بوابة دمشق. القوات الروسية استخدمت القوة التدميرية المتوسطة لديها، كصواريخ كروز بعيدة المدى من الجو والبحر، ونشرت أحدث طائراتها المقاتلة، وأرسلت توبوليف 95MS والقاذفات الاستراتيجية توبوليف 160M، وطائرة الإنذار المبكر المحمولة جوا A-50U وطائرات التجسس تو-214R الجديدة. على الأرض هناك S-400 الدفاعية، وصواريخ كروز الأرضية، وأنظمة الحرب الإلكترونية المختلفة، بالإضافة لأسطول كامل في البحر وطرطوس وعلى رأسه حاملة الطائرات الأدميرال كوزنيتسوف، وهناك تحت المياه الكثير الكثير… كل هذا كي تنسحب؟!!

إرسال موسكو لطائرات سو-57 إلى سوريا يعني أن الكرملين يقول للبيت الأبيض: (نحنُ سواسية في الجو أيضاً). ومن يدري؛ فقد يصبحُ وجود هذه الطائرات دائماً، والأخطر ما ورد من تعليق: (ماذا لو امتلك السوريون هذه الطائرة؟). الدكتور جميل م. شاهين. مركز فيريل للدراسات. يتابع أحدهم: (من يدري ربما يتدربون عليها الآن، والمسألة ليست سوى… مسألة وقت…). 22.02.2018