ما هو السر في كشف ترامب لملفات قضية جون كيندي؟ الدكتور جميل م. شاهين

لسبب ما وعدَ دونالد ترامب بكشف الملفات السرية لقضية اغتيال الرئيس الأميركي جون كيندي، لم يكشفها رئيسٌ قبلهُ. صحيح أنه لم يكشف إلا بعضها. بعضها هذا انصبّ على تلميحات لدور الاتحاد السوفيتي وإسرائيل، بشكل منفصل، بعملية الاغتيال. فهل امتنعَ عن كشف الباقي لهذا السبب؟ والسؤال الصعب: لماذا كشفها أصلاً؟

من الصعوبة بمكان أن يدحضَ معارضو نظرية المؤامرة الأحداث التي جرت لعائلة كيندي منذ بداياتها، ولا يمكن أن نضع هذه الأحداث في سياق الصدفة، ويأتي اليوم كشف وجود خيط يؤدي إلى تل أبيب ليُعزّز نظرية أنّ هذه العائلة مُستهدفة.

تاريخ الموت في عائلة كيندي

لم تتعرض عائلة شهيرة في العالم لما تعرضت له عائلة كيندي من حوادث مأساوية أودت بحياة عدد من أعضائها، نستعرض لكم من مركز فيريل أهمها. بالإضافة لحوادث أخرى كالاتهام بالاغتصاب أو المخدرات أو إصابات مفاجئة بالسرطانات… بالتأكيد بعض هذه الحوادث طبيعية، لكن حوادث القتل، لا يمكن أن تكون طبيعية!! إليكم الجدول بعشر حالات موت أو قتل غامضة أصابت العائلة، منها مقتل ثلاثة أفراد بسقوط الطائرات، ومقتل ثلاثة من أبناء روبرت كيندي شقيق جون.

لماذا كشف ترامب ملفات كيندي؟




نعتقد في مركز فيريل أنّ عدة أسباب كانت وراء كشف هذه القضية الأصعب في تاريخ الولايات المتحدة، وحسب رأينا:

  1. لدى ترامب إحساس مبنيّ على معلومات بأنّ مصيرهُ سيكون مماثلاً لمصير جون كيندي، وربما تعرّض لتهديدات معينة، أي استباقٌ لما يُحضّرُ ضده، خاصة وأنّ مناقشات بعدم أهليته للرئاسة عاد النقاش حولها، كما أنّ نائبه شديد الشبه بنائب كيندي… راجعوا ما نشرهُ مركز فيريل عن ترامب.
  2. هي محاولة من ترامب لتحويل الرأي العام الأميركي عن قضايا داخلية وخارجية تقضّ مضجع إدارته.
  3. إنّ ورود اسم المخابرات السوفيتية قد يساعدهُ قليلاً على غسل آثار الاتهامات الموجهة لحملته الانتخابية، ودعمها من قبل المخابرات الروسية، وها هو يكشفُ سراً عن مسؤولين سوفييت أسلاف أصدقائه الروس.

ماذا في ملف اغتيال جون كيندي؟

لم يُنشر أي ملف سري عن اغتيال جون كيندي في دالاس بتاريخ 22 تشرين الثاني 1963، وكل ما تناقلتهُ وسائل الإعلام هو نتائج التحقيق المسموح بها، لتأتي بعدها التكهنات والتحليلات حول الجهة المسؤولة.

ما كشفهُ ترامب هو نظرياً كبير جداً وهو 2891 وثيقة سرية، لكن الملفات الخطيرة؛ منعت المخابرات الأميركية دونالد ترامب من كشفها، وبقيت سرية، من هذه المعلومات ما يتعلق بهوية ودور المُخبرين الذين مازالوا على قيد الحياة. بعد ستة أشهر، سيكشفها ترامب، إن بقي على الكرسي!! رغمَ ذلك فإنّ ما كُشِف يزيدُ في نظرية المؤامرة، التي فنّدها كثر حول مقتل كيندي، غموضاً فوق غموض!!.

مما كُشفَ وبعضهُ معروف:

  • القاتل Lee Harvey Oswald، قُتِل بعد يومين من قبل Jack Ruby وهو صاحب ملهى ليلي.
  • المخابرات الأميركية راقبت القاتل Lee قبل إطلاقه النار، ثم عمدت لتغطية تقصيرها، هذا إذا كان ذلك تقصيراً غير متعمّد.
  • الشخص الذي قتل قاتل كيندي، وهو Jack Ruby، زار إسرائيل بتاريخ 17 حزيران 1962 ولمدة ثلاثة أسابيع.
  • خلال فترة حكم جون كيندي، جرى تبادل الرسائل مع الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، واتفاق على حلّ القضية الفلسطينية.
  • اجتمع القاتل في المكسيك مع Valeriy Vladimirovich Kostikov وهو عميل جهاز KGB الاستخبارات السوفيتية، قبل 5 أسابيع من الجريمة. المخابرات الأميركية كانت تراقبهُ وعلمت باجتماعه بالعميل السوفيتي.
  • قبل يوم من اغتيال كيندي، تقول وثيقة موقعة باسم Edgar Hoover وهو رئيس مكتب FBI: “تلقينا مكالمة هاتفية من مكتبنا في دالاس، من رجل قال بهدوء أنه عضو في لجنة تخطط لقتل أوزوالد (قاتل كيندي). فقمنا بتأمين حماية كاملة لأوزوالد”!
  • طالبَ جون كيندي بإرسال فرق تفتيش لإسرائيل للتأكد من سلمية برنامجها النووي، الذي أشرفت على إنشائه فرنسا. هذا الموضوع لاقى معارضة شديدة من اللوبي اليهودي ومن تل أبيب ومن الكثير من المسؤولين الأميركيين بما في ذلك المخابرات المركزية.

بعد اغتيال جون كيندي واستلام نائبه جونسون، قام بدعم كبير لإسرائيل في حرب 1967 واحتلالها للأراضي العربية.  كما توترت علاقات الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفيتي السابق، وقد انقلب تاريخ الولايات المتحدة بشكل كبير. الرئيس جون كيندي من المذهب الكاثوليكي وقد يكون آخر رئيس كاثوليكي للولايات المتحدة. الدكتور جميل م. شاهين. مركز فيريل للدراسات. 27.10.2017

هل لدى ترامب إحساس مبني على معلومات بأن مصيره سيكون كمصير جون كيندي؟