أكثر من 26 مرة هددت بقصف إيران؛ فهل تفعلها تل أبيب هذه المرة؟ الدكتور جميل م. شاهين

Firil Center For Studies. More than 26 times it threatened to bomb Iran; Will Tel Aviv do it this time? Dr. Jameel M. Shaheen 21.05.2022

نفى وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك اليوم الخميس 9 آب 2012 ما تناقلتهُ الصحافة الإسرائيلية عن أنّ السعودية هددت بإسقاط الطائرات الحربية الإسرائيلية التي قد تعبر مجالها الجوي في طريقها لضرب ايران. هل قرأتم التاريخ؟ هذا الكلام عمرهُ 10 سنوات، ولم تتجرأ تل أبيب على قصف طهران.

فلتقترب قليلاً؛ في العاشر من أيار 2018، وبعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، قصفت إسرائيل أهدافاً في سوريا قالت أنها تابعة لفيلق القدس، فردت إيران بقصف مواقع إسرائيلية في الجولان المحتل. يومها اشتعلت وسائل الإعلام بعنوان وحيد “بدأت الحرب بين طهران وتل أبيب”، ولم يحدث شيء.

عشرات الحوادث والتوترات والخطابات النارية المتبادلة، وأيضاً لم يحدث شيء. وقد أحصينا 26 مرة خلال السنوات الماضية، هددت فيها تل أبيب بقصف طهران ولم تفعلها، فهل تغيّرت الظروف اليوم كي تصدق وسائل الإعلام ومعها محللون وخبراء وسياسيّون في الشحن العاطفي؟ أم هي تهديدات وحرب نفسية لا أكثر؟ نستعرض معكم من مركز فيريل للدراسات أبرز المستجدات على الساحة مع السيناريوهات المتوقعة.

أطول مناوراتٍ عسكرية في تاريخ إسرائيل

المناورات تُحاكي اجتياح لبنان وقصف العمق الإيراني

بدأ جيش الحرب الإسرائيلي في أيار 2022 أطول مناورات في تاريخه تستمر شهراً كاملاً، أسماها عربات النار. الولايات المتحدة تشارك في هذه المناورات رغم نفي البنتاغون والذي قال أنّ مشاركتها لا تتعدى مستشارين عسكريين يراقبون. بينما أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية مشاركة أميركية جوية، بما في ذلك طائرات تزويد الوقود في الجو. عِلماً أنّ بعض المصادر تحدثت عن مشاركة طائرات حربية أميركية من نوع Lockheed Martin F-22 Raptor متعددة المهام، خاصّة بقصف الأهداف الأرضية بشكل دقيق، ومداها يصل إلى 3000 كم بالإضافة لخزان وقود احتياطي، وطائرة Lockheed Martin F-35  أيضاً متعددة المهام ويصل مداها إلى 2800 كم دون التزود بالوقود. مع وصول حشودات عسكرية أميركية أخرى سنتحدث عنها بعد قليل.

تُجري تل أبيب مناورات عسكرية دائماً وهذا ليس بجديد، الجديد هو الفترة الطويلة ومشاركة واشنطن بأنواع معينة من الطائرات، والتدريب على التعامل مع عدة جبهات بآن واحد. أمّا الملفتُ للانتباه فهو استدعاء الاحتياط بحجة المشاركة في هذه المناورات، وحسب معلومات مركز فيريل فإنّ بين 60 و70 ألف جندي إسرائيلي تم استدعاؤهم من الاحتياط.

ماذا فعلَ وزير حرب إسرائيل في واشنطن؟

الثلاثاء الماضي؛ وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، وفي كلمة له بجامعة ريخمان في ضواحي من تل أبيب: (إيران على مسافة أسابيع قليلة من تكديس مواد انشطارية تكفي لصنع أول قنبلة نووية. تقوم طهران بتركيب 1000 جهاز طرد مركزي متطور من نوع IR6 بالقرب من نطنز… كمية الأسلحة الاستراتيجية التي تمتلكها إيران أو حلفاؤها في المنطقة، زادت بشكل كبير في العام الماضي… كل هذا سأناقشه مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن).

تحدث أيضاً عن المسيرات الإيرانية التي صارت بحوزة الحوثيين وحزب الله وحماس. لكن كلّ ما ورد تصريحات عادية، الملفت هو آخر جملة قالها غانتس:

(ثمن إيقاف إيران حالياً سيكون أقل من ثمن إيقافها بعد عام).

هذا الحديث كان قبل اللقاء في واشنطن، فبماذا عاد وزير الحرب الإسرائيلي؟ سنرى في نهاية هذا البحث.

تل أبيب: لا تُريد واشنطن شن هجوم ضد إيران فلتساعدنا على الأقل

مصاعب مشتركة تواجه حكومتي واشنطن وتل أبيب

 في نشرة خاصة ذكرنا المصاعب الكبيرة التي تواجه الرئيس الأميركي جو بايدن وحكومته؛ من إنخفاض شعبيته إلى 37% ونسبة تضخم هي الأعلى منذ أكثر من 40 عاماً، إلى ارتفاع معدل الجريمة وارتفاع جنوني للأسعار وفقدان مواد غذائية إلخ… حكومة تل أبيب في نفس الوادي؛ فانسحاب عيديت سيلمان النائب في الكنيست من حزب “يمينا، ثم انسحاب النائب من حزب “ميرتس”، غيداء ريناوي زعبي، من “الائتلاف الحكومي” برئاسة نفتالي بينت ، يعني أنّ الأخير فقد الأغلبية وحكومته قاب قوسين أو أدنى من السقوط. وكذلك سيطرة الديموقراطيين على الكونغرس رهنُ انتخابات تشرين الثاني القادمة، وإن جرت اليوم سيسقطون دون شك.

حشودات عسكرية أميركية إضافية

عشرات القواعد العسكرية الأميركية مع ترسانة أسلحة وآلاف من الجنود، موجودون أصلاً في الشرق الأوسط ويُحيطون بإيران من معظم الجهات. هذه الحشودات كافية لشن حرب كبرى، فلماذا تأتي واشنطن بالمزيد؟ 

المزيد هو صواريخ دفاع جوي من نوع باتريوت وحاملة طائرات وقاذفات بي 52 الاستراتيجية التي شوهدت في قاعدة العديد جنوب الدوحة،  حتى هذا ليس بجديد فقد سبقَ لدونالد ترامب أن توعّدَ بإرسال 120 ألف جندي لغزو إيران وكأنهم في نزهة، ولم يفعلها.

في العراق

على مدى الأسابيع الماضية ورغم سوء الأحوال الجوية والعواصف الغبارية، حطت عدة طائرات نقل عسكرية أمريكية محملة بمعدات حربية في قاعدة عين الأسد الجوية، غربي الأنبار في العراق، حيثُ رافقت طائرات حربية أميركية الطائرتين منذ دخولهما الأجواء العراقية.

في اليمن

إلى اليمن؛ حطت في مطار  ميناء الغيضة جنوب شرقي اليمن، عدة طائرات عسكرية بريطانية وأميركية، في قاعدة بحرية مشتركة بريطانية أميركية إسرائيلية، ووجود قوات إسرائيلية هناك ليس مستغرباً، فمنذ كانون الثاني 2017 يتواجد فيه العشرات من جنود وضباط البحرية الإسرائيلية، وكانت بريطانيا قد  أنشأت قاعدة تحت أرضية في المطار منذ تموز 2021. سبق ودخلت الميناء بارجة حربية أميركية بتاريخ 22 كانون الأول 2021 وأنزلت معدات وأسلحة حربية.  

حسب وكالة “رويترز” نقلاً عن نائب قائد الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية المتمركز في الخليج: (خططت البحرية الأمريكية لإنشاء قوة جديدة متعددة الجنسيات في المنطقة بهدف مكافحة تهريب الأسلحة في مياه البحر الأحمر. وستتم مراقبة منطقة مضيق المندب وخليج عدن حول اليمن، كان هذا في نهاية نيسان 2022.

في الإمارات

سبقَ ونشرت واشنطن في شباط الماضي مقاتلات أمريكية من طراز F-22 في قاعدة الظفرة الجوية في “أبو ظبي”، بحجة الرد على الهجمات الصاروخية للحوثيين، بالإضافة لنشر منظومة باتريوت الاعتراضية بشكل أوسع في قواعدها في الخليج.

حشودات عسكرية في اليونان!

فجأة تحوّلت قاعدة خليج سودا في جزيرة كريت، إلى واحدة من أنشط القواعد الأميركية حول العالم، وبعد إنشاء القاعدة البحرية الأميركية هناك في 20 أيلول 2021، حيث نشر البنتاغون وبعد موافقة اليونان على تمديد الاتفاقية الأمنية بين البلدين، أسراباً من طائرات F-35 وF-15  في القاعدة هذا الشهر. كما عززت فرنسا من تواجدها ودعمها كعضو في الناتو بزيادة طلعات طائرة Breguet Br.1150 Atlantic، وهي طائرة استطلاع طويلة المدى ومختصة بالحرب الالكترونية وحرب الغواصات. ويمكنها رصد كافة السفن في منطقة بحرية واسعة. هذا بالإضافة لتواجد حاملات طائرات وغواصات نووية أميركية بشكل دوري في القاعدة اليونانية، ومنها الغواصة النووية USS Florida (SSBN-/SSGN-728) التي تحملُ 154 صاروخ توماهوك، وسبق وشاركت بغزو ليبيا 2011، وهذه تقوم بدوريات قبالة السواحل السورية منذ سنتين.

مراقبون يرون أنّ الخطوة الأميركية جاءت ليس ضد إيران فقط، بل ضد روسيا والصين مع تحذير واضح لتركيا. ولاثبات أنّ المتوسط بحيرة للناتو ولن يكون لغيره.

وضع وموقف إيران

سبق وانتقدت طهران مراتٍ الحشود الأميركية واصفة إياها بالأخبار القديمة التي لا تتجاوز كونها “حرباً نفسية” لا أكثر. وبما أنّ الاتفاق النووي موضوع في الثلاجة حالياً، مع العقوبات الغربية وإلغاء الاعفاءات التي تسمح لبعض الدول بشراء البترول الإيراني، فالعمل في المفاعلات النووية الإيرانية يجري بصورة طبيعية، ويكسر كافة القيود السابقة.

في 28 نيسان 2022،  رئيس دائرة البحوث في المخابرات العسكرية الإسرائيلية العميد عميت ساعر: (إيران على مسافة أسابيع قليلة من جمع كمية كافية من اليورانيوم لقنبلة نووية. إنهم يقتربون من وضع هو الأكثر تقدماً وهذا مقلق للغاية).  صحيفة إسرائيل اليوم.

المظاهرات في إيران لن تُسقط دولة

الوضع الاقتصادي في إيران سيء دون شك. هبوط العملة وموجة غلاء كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية حيث رفعت الحكومة  الأسعار 300%، لمواد استهلاكية أساسية كالزيت والدجاج والبيض والحليب. بينما شهدت بعض المواد الأخرى تضاعف الأسعار خلال شهور قليلة حتى 10 أضعاف. صحيح أنّ الأمر ينسحبُ على كافة دول العالم حالياً، لكنه في إيران أسوأ.

كان الوضع المعيشي أهم أسباب تحرّك الشارع الإيراني، مع تغذية إعلامية خارجية. فخرجت مظاهرات في عدة مدن مدن كان أحد المطالب استقالة الرئيس “إبراهيم رئيسي”، بينما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والقوة لتفريق بعض المظاهرات العنيفة.

هكذا مظاهرات، إن كانت واشنطن أو تل أبيب أو دول الخليج، تعقدُ عليها الآمال لإسقاط النظام في إيران، فهم واهمون. مظاهرات 15 تشرين الثاني 2019، الأعنف منذ قيام الجمهورية الإسلامية 1979، والتي تلت رفع أسعار البنزين 300%، وشملت معظم المدن بما في ذلك العاصمة طهران، وراح ضحيتها أكثر من 340 شخصاً بينهم رجال الشرطة، واعتقل الآلاف، بينما أُحرقت مئات من المباني الحكومية والبنوك. ومظاهرات 11 كانون الثاني 2020، وشباط وتموز 2020… ماذا حصل بعدها، هل سقط النظام؟

السيناريو المتوقع

السيناريو الأول: إن كنتَ عاجزاً عن تحقيق ما تريد، فأردْ ما يكون.

الرضوخ للأمر الواقع وقبول إيران كدولة نووية، بأن تحافظ تل أبيب على الوضع الحالي دون تغيير أو مغامرة، لكن بزيادة التسليح والمزيد من الاتفاقيات الأمنية مع دول الخليج خاصة. مع الاستمرار بقصف كافة الفصائل أو القواعد التي تدعمها إيران، حسب قولهم طبعاً، من اليمن إلى غزة وسوريا والعراق، وتصعيد لفترة ثم هدوء وهدنة وهكذا.

السيناريو الثاني: حرب شاملة

قاعدة رئيسية: إسرائيل بدون الولايات المتحدة لا يمكنها قصف إيران وتحمّل النتائج

سيناريو  يمكن أن تبدأه إسرائيل، لكنها لن تستطيع إنهاءه. وقد يكون بموافقة الولايات المتحدة وتغطية منها، على أن تتدخل لاحقاً إن تطورت الحرب أكثر. أو يكون بدون موافقة أميركية لإحراج واشنطن وجرّ الجيش الأميركي إلى قصف إيران.  

الخبث الإسرائيلي قد يستطيعُ تحقيق غاياته لكن بالتدريج. ونقول هنا بعض المعلومات في مركز فيريل للدراسات استناداً لما ذُكر في الصحافة الإسرائيلية على لسان قادة الحرب الإسرائيليين؛ تبدأ باغتيال قائد عسكري من حماس في غزة مثل يحيى السنوار  أو محمد الضيف، حسب قناة كان 11. التبرير؛ سقوط صاروخ ما في مستوطنة ومصرع إمرأة وطفل. ثم تقصف غزة. بعدها يأتي قصف من جنوب لبنان، فترد بقصف واسع قد يطال مواقع لحزب الله. بنفس الوقت؛ قصف سوريا دائم ومستمر، طالما ليس هناك رد رادع. تتدحرج الأمور أكثر إلى قصف أوسع في جنوب لبنان وربما اجتياحه وقصف كثيف لسوريا ليصل إلى العراق، كل هذا بانتظار رد فعل إيراني لإجبار الولايات المتحدة على الموافقة والتدخل.
الجنون الإسرائيلي سيكون قصف إيران بدون الولايات المتحدة وبمساعدة دول الخليج العربي

بتاريخ 3 شباط 2022، وقع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس اتفاقية دفاعية مع البحرين، تتعاون فيها المنامة مع تل أبيب في مجال المخابرات وشراء صفقات أسلحة إسرائيلية مع تدريبات عسكرية. هذه خطوة غير مسبوقة مع دول الخليج. موطئ قدم لسلاح الجو الإسرائيلي بات موجوداً على مسافة مئات الكيلومترات من إيران، وبمساعدة الدول الخليجية.

السعودية تدخل على الخط

هل لاحظتم؟ في نفس التوقيت، وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، ونائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، في واشنطن؛ لإجراء محادثات أمنية مع كبار مسؤولي البيت الأبيض والبنتاغون. هل هذه صدفة؟! موقع عبري تحدّث عن تواجد الوفد الأمني السعودي والإسرائيلي في نفس الفندق في الولايات المتحدة. الرياض تسعى لإعادة المياه إلى مجاريها مع واشنطن بعد الجفاء الحاصل مع الإدارة الأميركية الديموقراطية، فهل سيكون الثمن إقناع البنتاغون بقصف المفاعلات النووية الإيرانية، مقابل زيادة إنتاج البترول لإلحاق الضرر بروسيا؟

ماذا لو حصل الأسوأ؟

دعونا نفترض أن الجنون الإسرائيلي امتزج مع الجنون الخليجي، وحصل ما حصل. النتائج ستكون كارثية على الجميع دون استثناء. أن تصمت إيران وتكتفي بمداواة جراحها، أمر مستبعد إلا إذا استطاعت طائرات وصواريخ المشاركين في الهجوم تدمير الجيش الإيراني من الضربة الأولى تدميراً شاملاً، وهذا شبه مستحيل في دولة مساحتها 1,6 مليون كم مربع.

مسؤول إسرائيلي صرّح قبل أيام: (مئات المسيّرات التي تستطيع حمل صواريخ ومتفجرات تزن أكثر من 100 كغ ونقلها 1500 كم على الأقل، باتت بيد مجموعات مسلحة في اليمن والعراق ولبنان وسوريا).

مبدئياً؛ الصواريخ والألغام البحرية الإيرانية ستغلق مضيق هرمز وتضرب محطات وموانئ النفط، وإذا كانت الحرب في أوكرانيا رفعت برميل البترول فوق 100 دولار، فهذا سيرفعه فوق 200 دولار ، وبالتالي ستذهب جهود واشنطن هباءً بالإضرار بالاقتصاد الروسي. هذا عدا عن الغاز المُسال من قطر والذي “تحلم” أوروبا باستبداله والاستغناء عن الغاز الروسي.  

يمكن لطهران قصف كافة المدن والقواعد العسكرية في الخليج وصولاً لتل أبيب، وتحريك عشرات الآلاف من مقاتليها في المنطقة، وإحداث فوضى عارمة ضد الدول التي شاركت أو ساعدت بقصفها. صحيح أنّ ضربة جوية واسعة جداً ستُلحقُ الدمار بإيران، لكن هذا الدمار سيطال كافة الدول دون استثناء.

حتى لو شاركت الولايات المتحدة، فقواعدها في الخليج العربي لن تكون بمنأى عن الصواريخ الإيرانية، وفيها آلاف الجنود الأميركيين والبريطانيين وغيرهم… فهل سترضى واشنطن بالهزيمة؟ إن انتصرت إيران؛ سيطرت على الشرق الأوسط كاملاً بمقدراته وثرواته، وهي الدولة النووية القادمة، فهل تقبل مصر والسعودية وتركيا وإسرائيل بذلك؟

هذا عن الردّ الإيراني باختصار، ماذا عن حزب الله وهل سيقف متفرجاً؟ ماذا عن سوريا وهي ترى حليفتها “المفترضة” تنهار، هل ستحتفظ بحق الردّ إلى الأبد؟ الأمور أوسع وأخطر بكثير مما يتصوره الجالسون وراء الألعاب الإلكترونية.

ختاماً وعذراً على الإطالة

تل أبيب: لا تُريد واشنطن شن هجوم ضد إيران فلتساعدنا على الأقل

هذا ما قالتهُ القناة 13 العبرية، ذاكرةً وصول رئيس القيادة المركزية للجيش الأميركي CENTCOM إيريك كوريلا، إلى تل أبيب للمشاركة في المناورات العسكرية، رغم نفي البنتاغون لأية مشاركة. إيريك هذا شارك في غزو بنما وحرب عاصفة الصحراء وثعلب الصحراء 1990 و1991، ثم بغزو هايتي، ثم قصف صربيا وكوسوفو، ثم غزو أفغانستان 2001 وبعدها غزو العراق 2003… أي أنه اختصاصي “غزو”.

الوارد عن نتائج اجتماع وزير حرب إسرائيل في واشنطن غير سارّة لتل أبيب، فالولايات المتحدة تشعر بالقلق لما يجري في أوكرانيا، كما أنها مشغولة أكثر بمحاصرة الصين وعقد تحالفات عسكرية مع جيرانها، لهذا يزور جو بايدن شرقي آسيا حالياً.  

الإدارة الأميركية لن تسحب الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، وستعزز تحالفها مع دول المنطقة ضد إيران مع تعزيز تدخلها لإثارة الوضع الداخلي فيها، هذا أقصى ما يمكن أن تمضي إليه حالياً لأنها مشغولة بما هوَ أهم، لهذا لا تُخطّطُ لشن هجوم ضد إيران. فهل ستتجرأ تل أبيب وتفعلها لوحدها كي تجر الجيش الأميركي ومعه الخليج العربي إلى حرب غير مضمونة النتائج؟ الدكتور جميل م. شاهين. مركز فيريل للدراسات. 21.05.2022