استنفار غير مسبوق في حلف الناتو وروسيا وأوروبا ترتجف!!

 

هي المرة الأولى التي يحدثُ فيها هذا التوتر المفاجئ على عدة جبهات ودول حول العالم، ويتم استنفار الجيوش خاصة سلاح الطيران والصواريخ، فما الذي يجري؟!




في روسيا يتم اختبار جاهزية القوات الجوية كل عدة أشهر بشكل روتيني، لكنّ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو  Sergej Schoigu فاجأنا هذا الصباح 07 شباط 2017، بأمر مباشر من الرئيس بوتين بتقييم جاهزية القوات الجوية الفضائية، وهذا أمرٌ غير روتيني خاصة عندما يقول شويغو: “حالة الاستنفار المعلنة هذه تشمل نقاط المناوبة ومنظومات الدفاع المضاد للأهداف الجوية والفضائية وقت الحرب والتشكيلات الجوية، ويتضمن التحقق من قدراتها على صدّ أي هجوم قد يشنه عدو مفترض.“. مَن هو هذا العدو المفترض؟

يتزامن هذا الاستنفار مع تأكيد ممثل روسيا الدائم لدى حلف الناتو ألكسندر غروشكو اليوم الثلاثاء أيضاً، أنّ الحلف يواصل تلفيق “التهديد الروسي” لتبرير توسعه في شرق أوروبا. وأيضاً بعد اتهام بريطانيا لروسيا وبشكل وقح بشن غارات في إدلب، واختراق غواصات روسية لمياهها الإقليمية.

من جهة أخرى، وصلت حاملة الطائرات النووية الأميركية “جورج بوش” إلى قاعدة سودا بي في جزيرة كريت اليونانية. وسوف تتوجه بعدها إلى شرقي المتوسط ومعها مجموعة سفن حربية أمريكية ضاربة، تضمّ الطراد الصاروخي فلبين سي، والمدمرتين الصاروخيتين لابون و تراكستون. الهدف حسب الأسطول السادس هو ” ضمان المصالح القومية الأمريكية في أوروبا، ومصالح الحلفاء في الناتو ومصالح الشركاء من البلدان الأفريقية والأوروبية، وكذلك الحلفاء في التحالف المعادي لداعش، وسوف تشارك طائرات الحاملة بقصف مواقع داعش”. ثم ستتوجه المجموعة البحرية الأمريكية هذه وبقيادة “جورج بوش” إلى مياه الخليج العربي، لتنضم إلى الأسطول الخامس الأمريكي. كل هذا الحشد من أجل عيون داعش، وعلينا أن نُصدق!

تترافق هذه الأحداث مع الحديث عن استنفار في القوات الجوية الإيرانية والخليجية، وفي الخليج العربي والبحر الأحمر وباب المندب، واستنفار في دول بحر الصين… فما الذي يجري، وهل هو “يوم الاستنفار العالمي”؟!!

أوروبا ترتجف

بعد قرار الاستنفار الروسي مباشرة، اتصلت السيدة ميركل بالرئيس بوتين لبحث سبل تخفيف هذا التوتر الذي يهدد أوروبا أولاً. وتم الحديث حسب التلفزيون الألماني الرسمي عن تجدد القتال شرقي أوكرانيا، ومصرع 27 جندياً في عمليات عسكرية بمدينة دونيتسك الأوكرانية. كما بدأت مباحثات مستعجلة بين عدة زعماء أوروبيين في دول أوروبا الشرقية خاصة، للتوصل لحل سريع لإزالة التوتر مع روسيا. مما يُرعبُ أوروبا أيضاً وخاصة ألمانيا، هو نشر روسيا في تشرين الماضي، لصواريخ إس 400 وصواريخ اسكندر التي يُعتقد أنها مزودة برؤوس نووية وتطال 7 عواصم أوروبية بما في ذلك برلين.

هل انتهى شهر العسل الروسي الأميركي؟

توجه مركز فيريل للدراسات بسؤال لمسؤول ألماني عن حقيقة ما يجري، وحصلنا على معلومات توضّح إلى حدّ ما حقيقة ما يجري: صمت بوتين عن التعليق على كل ما يخصّ ترامب وتصريحاته ليس دليل رضىً، بما في ذلك ما نشرناه اليوم حول تصريحات الرئيس الأميركي، وأعضاء الكونغرس.

ترامب: بوتين قاتل ولكن… د. جميل م. شاهين

القيصر الروسي يبدو منزعجاً بل غاضباً مما تقوم به الولايات المتحدة وحلف الناتو في شرقي أوروبا ودول البلقان. والحشود العسكرية للناتو في جمهوريات البلطيق الملاصقة لروسيا، فاقت كل احتمال، إذ وصل عدد القوات إلى عشرة أضعاف عددها السابق، فهل هذا كله مجرد إجراء احترازي لدرء خطر روسي مزعوم؟! تتضمن القوات آلاف الجنود المشاة، ومدرعات ثقيلة ودبابات ومدافع وراجمات صواريخ من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا. تكلل هذا الحشد بدخول مفاجئ للمدمرة الصاروخية الأمريكية “USS Hue City/CG-66” البارحة إلى ميناء كلاي بيدا في ليتوانيا، والذي يبعد عن  مقاطعة كالينينغراد الروسية 50 كيلو متراً فقط!!. وعلم مركز فيريل أنّ استنفاراً آخر حدث في القوات المسلحة في رومانيا وأوكرانيا وبولونيا وروسيا البيضاء، كما أنّ سحب روسيا لأسطولها الحربي بقيادة حاملة الطائرات (الأميرال كوزنيتسوف) من قبالة شواطئ سوريا، والطراد بطرس الأكبر، سببه التوتر الخطير في البلطيق وشرقي أوروبا، وليس الهدنة التي توصلت إليها روسيا وسوريا وتركيا وإيران في كانون الأول 2016. هو استنفار غير مسبوق في جيوش 17 دولة بينها 5 دول نووية، بالإضافة للدول التي هي في حالة حرب وجيوشها بطبيعة الحال مستنفرة، فهل ستمر هذه الأزمة بسلام، أم سيزداد اشتعال العالم من بحر البلطيق إلى باب المندب مروراً بسوريا؟؟… د. جميل م. شاهين. مركز فيريل للدراسات ـ برلين. 07.02.2017. Firil Center For Studies FCFS. Berlin