العدوان على دير الزور؛ أخطر ما تقوم به الولايات المتحدة ضدّ سوريا

العدوان على دير الزور؛ أخطر ما تقوم به الولايات المتحدة ضدّ سوريا



 

هجوم غادر شنته أربع طائرات من طراز – F16 وطراز A-10 تابعة لسلاح الجو الأميركي، جاءت من العراق عند الساعة الخامسة مساء اليوم 18.09.2016، وقصفت القوات السورية في دير الزور، مما أدى لاستشهاد 64 جندياً سورياً وجرح أكثر من 110 آخرين. الغارة استمرت أكثر من 40 دقيقة، حيث تمّ استهداف العتاد الثقيل للجيش السوري في جبل ثردة، الواقع غرب مطار دير الزور بأقل من 1 كلم، ثم تابعت الطائرات تمشيط المنطقة  بالرشاشات الثقيلة، وهو تمهيد ناري واضح لإرهابي داعش الذين كانوا جاهزين للهجوم، فشنوا هجوماً على جبل ثردة المشرف على مطار دير الزور، وتمكنوا من احتلاله، وتدور معارك طاحنة هذه اللحظات عند أسوار المطار. وقد تدخلت قوات النخبة للدفاع عن المطار، واسترداد النقاط التي احتلتها داعش بفضل مساندة طيران الولايات المتحدة.

وقد علم مركز فيريل للدراسات أنّ سبب عدم تدخل وسائط الدفاع الروسية، أنّ دير الزور تقع خارج نطاق تغطية صواريخ S 400، وقد وصلنا أنّ الحرس الثوري الإيراني أعلن الاستنفار العام وتجري اتصالات عسكرية لدراسة إمكانية التدخل، في حال تدهورت الأمور أكثر. ولكن… هل كانت ستتدخل روسيا لو كانت الطائرات الأميركية ضمن مجال هذه الصواريخ؟ سؤال لن تجيبنا عليه موسكو…

من جهة أخرى؛ شنت إسرائيل اليوم غارة استهدفت نقطة لقوات الدفاع الوطني / فوج الجولان في القنيطرة، أسفرت عن استشهاد المقاتل محمد حسن السيد و إصابة 5 آخرين بجروح متوسطة. الغارة الإسرائيلية تأتي رداً على اسقاط الدفاعات السورية لطائرتين إسرائيليتين فجر الثلاثاء.

الولايات المتحدة قررت بشكل علني شن الحرب عوضاً عن أذنابها، الذين أثبتوا أنهم عاجزين عن فعل شيء، لهذا كان هذان الهجومين متزامنين؛ واحد من الجنوب وآخر من الشرق، بعد الهدوء “المؤقت” على جبهة حلب.

حسب ما نراه  في مركز فيريل للدراسات: “أوباما وقبل مغادرته البيت الأبيض، سيحاول رفع رصيد حزبه الديموقراطي، ومرشحته المدعوة هيلاري كلينتون، بعمل شيء في سوريا، ومحاولة كسر صمود الدولة، وتوجيه رسالة لموسكو، عسى أن يردّ شيئاً من كرامته التي هُدرت على يد الصين وروسيا، لكن كله على حسابنا. والأمور نحو التصعيد… وسنستبق الأحداث: ستقول واشنطن أن القصف في دير الزور كان خطأ وسيتم تشكيل لجنة تحقيق. خطأ استمر 40 دقيقة!! فهل ستصدق موسكو ذلك؟”.
حسب ما وصلنا في مركز فيريل للدراسات في برلين أثناء كتابة الخبر: “الطيران الروسي والسوري يتدخلان في دير الزور بعدة أسراب من أحدث الطائرات… وقوات النخبة في الجيش السوري، تستعيد كافة النقاط التي احتلتها داعش، وموسكو توجه رسالة تهديد لواشنطن.””.

خبر آخر وردنا الآن لمركز فيريل للدراسات: “انطلقت الطائرات الأميركية من قاعدة الأزرق في الأردن باتجاه العراق، وكانت 14 طائرة حربية، ثم دخلت الأراضي السورية شرقي البوكمال، وقامت 4 طائرات بقصف القوات السورية، ثم تبعتها 3 طائرات أباتشي، لتمشيط المنطقة بالرشاشات الثقيلة، بينما بقيت الطائرات الأخرى للمساندة.”

إنها واشنطن يا سادة؛ ثلاثة في واحد: الغدر والغطرسة، مع النجاسة، فاغسلوا أيديكم…

الكاتب د. جميل م. شاهين. 17.09.2016