جميع المسلمين إرهابيون! Alle Muslime sind Terroristen!

جميع المسلمين إرهابيون!

 

هي حادثةٌ من عشرات الحوادث التي باتت تحدثُ يومياً للمسلمين في الغرب، وربما أبسطها، ولكنها بتحليل بسيط تدلّ على مأساة قادمة قد تشعلُ أوروبا وتتسبب بأنهار دماء، بدأت بعض قطراتٍ من هذه الدماء تسيل بعيداً عن أعين الإعلام الذي يصوّر دائماً ما يحدث على أنّه؛ “حوادث فردية”.

الحادثة: في مطعم Le Cénacle الراقي في مدينة Tremblay-en-France، الواقعة شمالي باريس، رفض البارحة النادل الرئيسي خدمة سيدتين مسلمتين وقام بطردهما أمام الزبائن من المطعم، وهو يصرخ بهما: “كلّ الإرهابيين مسلمون، وجميع المسلمين إرهابيون”. طبعاً قررت إدارة المطعم فصل النادل، وحققت معه الشرطة بتهمة التمييز العنصري، وقال أمام وسائل الإعلام مبرراً تصرفه: “لقد فقدتُ أحد أصدقائي في هجمات الإرهابيين المسلمين الأخيرة في فرنسا”.

ما جرى ربما يكون أمراً فردياً، إذا أصدرنا حكمنا السريع، لكن الغريب أنّ أحداً من الزبائن لم يتدخل لصالح السيدتين، بل لزموا الصمت مع نظرة شكّ بهما، بينما تضامن مع النادل عدة أشخاص طالبين من السيدتين مغادرة المطعم، وهنا بيت القصيد.

لو أنّ هكذا حادثة جرت قبل سنوات، لوجدنا الكثيرين يدافعون عن السيدتين بقوة، الآن انقلبت الصورة بعد هجمات الإرهابيين المتكررة في أوروبا، وكنا قد تحدثنا عن منع “البوركيني” من قبل بلدية واحدة في فرنسا، اليوم هناك 30 بلدية حظرت البوركيني واعتبر لباساً إرهابياً.

الجمعيات الإسلامية الأوروبية لا تفعل شيئاً مفيداً لتحسين صورة المسلمين في أوروبا سوى جمع التبرعات، وإغلاق الشوارع للصلاة على قارعة الطريق، وتوزيع القرآن! أما عن تحسين سلوك المسلمين وتوعيتهم وضرورة اندماجهم في المجتمع، ورفع نسبة التعليم، والاستغناء عن المساعدات الاجتماعية والعمل ودفع الضرائب للدولة التي يقتاتون على موائدها، فهذا رجس من عمل الشيطان والعياذ بالله.

ربما لا يجد المسلمون تمييزاً أو إهانة واضحة من الأوروبيين في المدن الكبرى، والسبب أنهم يعيشون في مجتمع منفتح وضمن كنتونات خاصة بهم، نعم المسلمون بدأوا ينغلقون على أنفسهم أكثر ويتجنبون المرور في أحياء باتت محرّمة عليهم، خاصة في المناطق ذات الأغلبية الأوروبية، وأصبحت المرأة المحجبة مصدر شبهة وملفتة للنظر أكثر. فلتتجنب وسائل الإعلام قول ذلك بصراحة بانتظار الأعظم… لقد ابتدأ الأمر بمنع اللاجئين من دخول الديسكو كما نشرنا سابقاً، ليصل اليوم لحدّ قتل أي شخص يُشكّ بأنه مسلم، من قِبل المتطرفين الأوروبيين.

 

هل أصبح كل مسلم، إرهابياً بنظر الألمان؟

بالتأكيد ليست حوادث فردية، ففي استقصاء لعينة عشوائية من الألمان طرح مركز فيريل للدراسات في برلين السؤال التالي على الألمان: “هل كلّ مسلم، إرهابي؟” كانت النتيجة في الواقع سيئة للغاية؛ 34,8% قالوا نعم!

الملاحظات:

  • العينة عشوائية، اشتملت على أشخاص ألمان فقط، بين عمر 18 و 76 عاماً، وكانوا من سكان مدن كبرى وصغيرة والأرياف.
  • خلال أقل من سنة ارتفعت نسبة الذين أجابوا بنعم 12,9%، وهي نسبة كبيرة، بينما انخفضت نسبة الذين قالوا لا بـ 19,3% وهي أيضاً مرتفعة.
  • الذين رفضوا الإجابة كان دافعهم الريبة والحذر من سؤالنا.
  • الذين قالوا نعم لمركز فيريل للدراسات، قالوها بقوة، ولم ينسبوا الإرهاب للمسلمين فقط، بل ناقشونا بآيات من القرآن تحرّض على القتل، كسورة التوبة، الآية 29 والآية 33، وكان دليلهم قرآن بالألمانية. وقد تأثروا بالحوادث الإرهابية التي جرت في أوروبا خلال الشهور الماضية، وبسلوك اللاجئين المسلمين في ألمانيا تحديداً، كحوداث الاغتصاب في رأس السنة 2016، وحوادث القتل والسرقة وحرق مراكز اللجوء في رمضان، التي ارتفعت نسبتها كثيراً. وللأسف نسبة المسلمين بين هؤلاء المجرمين هي الأعلى والتي وصلت في حوادث الاغتصاب إلى 97%. 
  • أيّد قسمٌ من الذين قالوا نعم، منع الحجاب بشكل كامل، وذهب البعض إلى حدّ طرد المسلمين وحظر المساجد في ألمانيا.
  • كلّ ما تقوم به الجمعيات الاسلامية والهيئات الدولية والمراكز الثقافية الاسلامية في الدول الإسلامية وأوروبا، غير مفيد في تحسين صورة الإسلام بنظر الغرب، وحادثة إرهابية واحدة تكفي لنسف جهود سنة، بسبب عدم خروج هذه الجمعيات عن فكرة أنّ تحسين الصورة يتم بنشر الدين الإسلامي. سلوك المسلمين هو أقوى برهان على الصورة، سيئة أم ايجابية، لهذا يتحمل رجال الدين الإسلامي، وتركيا والسعودية السبب الرئيسي في “كره المسلمين” في الغرب. 

3333333333333333333333

  • Firil Center For Studies FCFS Berlin, Germany 29.08.2016