السعودية قادرة على احتلال إيران خلال 24 ساعة في الحرب القادمة

العنوان صحيح، وهذه ليست دِعاية لفيلم كرتوني أو دُعابة حشاشين، بل فكرة تمّ حشوها في رؤوس حكام السعودية الجدد، فصدّقوها، ضمن مسيرة زيادة التوتر الحالية في المنطقة، واقتراب إيران والسعودية من لحظة الصدام العسكري المباشر.

لم يأتِ ما أوردتهُ صحيفة Financial Times البريطانية من الفراغ، بل هو تحضير للرأي العام لما قد تنزلقُ إليه الأمور لاحقاً، قالت الصحيفة: (الخطوات التصعيدية التي اتخذتها السعودية خلال اليومين الماضيين، تشير إلى أنّ الحرب الباردة بين إيران والسعودية في طريقها للتحول قريباً إلى حرب ساخنة).

السعودية ومعها الناتو صعّدا اللهجة باتهام طهران بالقيام بأعمال حربية بتزويد الحوثيين بالصواريخ، بعد أن استهدف أحدها مطار الملك خالد في الرياض. اليوم أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن بلاده غير راضية عن عدد من بنود خطة العمل الشاملة المشتركة حول الاتفاق مع إيران على برنامجها النووي.

السعودية: فشل وراء فشل، والصراع الآن صراع وجود

السعودية الآن كإسرائيل، بدون حرب، تتلاشى، ومع الحرب، ستنقرض

فشلت دول الخليج وعلى رأسها السعودية والإمارات في سوريا بإسقاط الدولة، وتنصيب أقطاب المعارضة السورية أذناباً لها. فشلت مع دويلة قطر، وفي لبنان، وفي العراق… الفشلُ الأكبر وحسبَ بيتر سالزبري الباحث في المعهد الملكي البريطاني للدراسات الدولية، كان في اليمن: (إنّ أحد أهداف السعودية من الحرب في اليمن كان استعراض قوتها في مقاومة الدور الإيراني في المنطقة، إلا أنّ العكس قد حدث). رجالٌ يحملون بنادق وخناجر تفوقوا على جيش من المرتزقة بأحدث الأسلحة الأميركية…

أمام هذا الفشل العسكري المتتالي، لجأت السعودية إلى العمل السياسي؛ فتواصلت مع الحكومة العراقية، وزار وزيرها السبهان الرقة بتنسيق مع عصابات قسد والأمريكان، وحاولت لعب دور في كافة دول المنطقة، لكن النفوذ الإيراني اكتسح الوضع… كلّ هذه المحاولات لم تنفع في أن تستعيد السعودية جزءاً من مكانتها السابقة، كزعيمة للعالم الإسلامي.

 السعودية الآن أمام صراع وجود مع إيران، فإن خسرت، تفتت وانتهت إلى الأبد، إذاً لابد من القوة العسكرية، فتفاقم  السلوك العدواني داخلياً وخارجياً. لكن مَنْ يقف وراء “حشو ونفش” رأس حكام السعودية؟

بشكل مباشر، هناك شخصان يُخططان لحكام السعودية للفترة القادمة؛ نتنياهو وكوشنر، أي الولايات المتحدة وإسرائيل وهذا يُعطينا فكرةً عن القادم.

جاريد كوشنر صهر ترامب، وقائد عملية السلام “الخفية” بين دول الخليج وإسرائيل، دائم الحركة في رحلات مكوكية بين تل أبيب والرياض، وتحديداً بين مكتبي نتنياهو ومحمد بن سلمان. الثمن الشخصي الذي يريدهُ مع عمّه ترامب؟ إدراج شركة أرامكو السعودية العملاقة للبترول في بورصة نيويورك، تمهيداً للاستيلاء عليها… حسب مصادر مركز فيريل في برلين:

اشتعال حرب شاملة بين دول الخليج وإيران أمرٌ محتمل جداً وغير مستبعد

لكن هل تستطيعُ هذه الدول الصمود بمواجهة الجيش الإيراني؟

السعودية تنفقُ على جيشها 9 أضعاف ما تنفقهُ إيران، وتمتلك ترسانة أسلحة أميركية حديثة، لكن ببساطة وبدون استشاراتٍ عسكرية، خلال ساعاتٍ سيكون الجيش الإيراني في الرياض.

لن تكون طهران البادئة، كما أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إن اعتدت الرياض، فهل ستقف واشنطن على الحياد؟ بالتأكيد لن تسمح بحدوث ذلك، وهذا ما تمّ تأكيدهُ لحكام الخليج وعلى رأسهم ولي عهد السعودية، يضيفُ مصدر مركز فيريل: (إسرائيل والولايات المتحدة تدفعانِ السعودية للاشتباك العسكري المباشر مع إيران، وقد ينجرُّ السعوديون لهذه المهلكة… في جميع الأحوال الرابحان هما واشنطن وتل أبيب، في دمار الدولتين، لكن لن تسمحا بجميع الأحوال أن تنتصر طهران ولو اضطرت جيوشهما للتدخل المباشر)… التدخل المباشر!! كلامٌ خطير.

الجيش السعودي من أقوى الجيوش العالمية

نعم هذا ما يتمّ ترسيخهُ في رؤوس السعوديين  شعباً وحكاماً، وقد حاول أحدهم مناقشتنا به هنا في برلين!! الدليل “السطحي” هو ترتيب الجيوش حسب المقياس الأميركي، اعتماداً على حجم الانفاق العسكري…

في الترتيب العام للجيوش العالمية وحسب وجهة النظر الأميركية، Global Firepower، تقع إيران في المرتبة 21 بينما تحتلُ السعودية المرتبة 24. لكنّ الدليل السطحي الذي تحدثنا عنهُ أنّ ترتيبَ السعودية عالمياً هو الثالثة في الإنفاق العسكري، 52,725 مليار دولار سنوياً، وتأتي بعد الولايات المتحدة والصين. في حين تأتي روسيا في المرتبة السادسة، بينما تحل إيران في المرتبة 33، فالسعودية تنفق على جيشها 9 أضعاف ما تنفقهُ إيران!!

السعودية ومعها عدة دول لم تستطع التغلّب على الجيش اليمني الذي يقبعُ في المركز 64 عالمياً، علماً أن إنفاق السعودية العسكري يساوي 40 ضعفاً!! فكيف سيواجهُ الصواريخ الإيرانية؟

جاءنا الجواب السعودي في برلين: (سوف تدعمنا جيوش الناتو وسوف نحتلُّ إيران خلال 24 ساعة… وسوف ترى). سوف وسوف، يبدو الأمر مضحكاً، لكن ماذا لو أنّهُ يتمّ العمل عليه؟

مراهقان همجيان بيدهما قرار الحرب، أحدهما في واشنطن والآخر في الرياض، وكل شيء جائز بعد ثاني كأس وابتسامةٍ إغراءٍ من الغانية الشقراء.

القادم على المنطقة

  • بعد الفراغ السياسي، تصعيدٌ أمني خطيرٌ في كامل لبنان، وضدّ حزب الله خاصّة، ونرى أنّ اغتيالات لشخصيات سياسية و… دينية، مرشحة وبقوة…
  • تصعيدٌ عسكريٌّ في سوريا بعدة مناطق، ضدّ الجيش السوري وحلفائه والمدنيين، وهناك موجة من التفجيرات وقذائف الهاون، بتوجيه سعودي أميركي.
  • زيادة اشتعال الحرب ضدّ اليمن، وتعاظم الهجمات الجوية.
  • رفع سقف الضغط السياسي على سوريا وإيران ولبنان، فيما يخصّ: الملف الكيماوي، الملف النووي، حزب الله.
  • تتلوها تحرشات عسكرية من السعودية بإيران…

نعم، يمكن أن يحتل الجيش السعودي إيران خلال أربع وعشرين ساعة، في رؤوس حكام الخليج فقط، هذا على فرض أنّ في السعودية شيء اسمهُ جيش. بجميع الأحوال، المنطقة كاملةً مُقبلةٌ على اشتعال نيران فوضى عارمة أكثر، لأنّ هذا ما يريدهُ المُخطّطون. مركز فيريل للدراسات. 09.11.2017