رياضة المشي في سوريا. فريق مسارات. فيديو. إدارة التحرير في مركز فيريل للدراسات. فيريل الثقافية

رياضة المشي في سوريا. إدارة التحرير في مركز فيريل للدراسات. خاصّ فيريل الثقافية. 28.03.2023. شاهدوا الفيديو. المشي رياضة قديمة، تختلفُ عن الجري بأنّ قدماً واحدة تكون ملامسة للأرض دائماً أثناء أدائها، بالإضافة لفوارق أخرى كالسرعة التي تكون 1,4 م/ثا حوالي 5 كم/سا في المشي، وتصل لدى أبطال هذه الرياضة من 14 إلى 20 كم/سا.

فوائد رياضة المشي الصحية

يبدأ الإنسان أول خطواته بعمر 11 شهراً بين نجاح وسقوط. تتحسّنُ  مشيته تدريجياً فتتحسن معها ثقتهُ بنفسه، إلى أن يُصبحَ المشي ليس فقط أداء وظيفة إنما أيضاً تمريناً رياضياً منتظماً.

يزيدُ المشي السريع والمنتظم من الثقة بالنفس، ويرفعُ قدرة الجسم على التحمّل، وله فوائد نفسية  أخرى كالتخلّص من التوتر  والشدة وزيادة مهارات الذاكرة والتركيز والتعلّم والإبداع. بالإضافة لفوائد إنقاص الوزن وتنظيم عمل الجهازين الرئوي والدموي، وتقليل أخطار الإصابة بالأمراض القلبية والدماغية والسكري وارتفاع ضغط الدم وسرطان الأمعاء وهشاشة العظام. يجب أن يكون المشي يومياً بين 30 إلى 60 دقيقة، ويمكن أخذ يوم أسبوعياً كاستراحة.

فوائدُ طبيّة كثيرة أخرى معظمها جاء بعد أبحاث علمية مستفيضة، مثل رفع متوسط العمر الذي لُوحظَ لدى ممارسي هذه الرياضة، كذلك خفض نسبة الإصابة بالسرطانات والسكري والكوليسترول، وأمراض القلب وتحسين القدرة العضلية والعظمية، كما انخفضت نسبة الإصابة لدى كبار السن بالخرف وألزهايمر بنسبة 27%.

دخول المشي كرياضة إلى سوريا

مع تأسيس الحركة الكشفية في سوريا عام 1912 بدأ النشاط، متوقفاً لأربع سنوات خلال الحرب العالمية الأولى بين 1914 و1918، فتشكّلت عام 1919 فرق كشفية متعددة في دمشق وحلب وبيروت. هنا تمّ اعتمادها بشكل رسمي عام 1922 في المدارس وبشكل عالمي بعد عامين فقط، ليتم تسميتها عالمياً “الكشّافة السورية” لتنتشر الحركة الكشفية بشكل واسع بين جيل الشباب. الحركة لم تكن محصورة بالنشاطات الرياضية أو الترفيهية، بل شملت نشاطات ثقافية فتّحت العقول ونشرت الوعي، هنا خشيَت سلطات الاحتلال الفرنسي من انتشار الفكر القومي التحرري، فقررت عام 1935 حظرها. مع اعتراض الهيئات الكشفية بدعم من رجال الدين المسيحي والإسلامي والذي وصل باريس قبل أن يصل المفوض السامي، رضخت السلطات ورفعت الحظر بعد عام 1936، لتعود الحركة ناشطة في كافة المحافظات، ويتم تنظيمها بمرسوم جمهوري يحمل الرقم 46 لعام 1948، وتُسجّل عالمياً، وتستقبلُ سوريا أول مؤتمر كشفي عربي عام 1954. 

عاد حظر الحركة الكشفية من جديد عام 1982 لصالح منظمات طلائع البعث واتحاد شبيبة الثورة، لكنّ النشاط استمر بشكل محدود ومُقيّد، وكنّا نُشاهد عروضَ الكشافة الخارجية خاصة في فترات أعياد الميلاد والقيامة في المدن الرئيسية.  استمر الحظر حتى عام 2006 حيث أُعيد بمرسوم جمهوري.

الرحالة السوري بسام حدّاد

أعلام في رياضة المشي في سوريا

بالتزامن مع الحركة الكشفية، ترسخّت رياضة المشي كنشاط اجتماعي ورياضي وأخلاقي، الدكتور  المرحوم نزار عبد الله، الحاصل على شهادة دكتوراه في الاقتصاد السياسي والدراسات الاستشارية من جامعات ألمانيا، من مواليد 9 شباط 1936 بانياس، عاد لسوريا في أوائل السبعينات من القرن الماضي، ومعه بالإضافة لعلمه الواسع، عشقٌ لرياضة المشي، فأسس مجموعات رياضية كان يقودها بنفسه لعشرات الكيلومترات، كان آخرها في أيار 2021 وهو ابن 85 عاماً بفريق أسماهُ (سوريا سيراً).

نذكرُ أيضاً الأب Frans van der Lugt فرانس فندر لاخت، من مواليد أمستردام 10 نيسان 1938، راهب يسوعي هولندي عُيّن رئيساً لدير الرهبان اليسوعيين في سوريا. نشطَ في محافظة حمص في رياضة المشي والمخيمات الروحية لأصحاب كافة الديانات دون تمييز. بالإضافة لتأسيسه “مشروع الأرض الزراعي” الذي يُخصص نتاجهُ المادي للعناية بأصحاب الإعاقة في القرى المتجاورة، أسس عدة فرق من الشبان تهتم بالمخيمات ورياضة المشي طافت القرى والمناطق حتى أثناء الحرب، تعبيراً عن الحياة المشتركة والتآلف والمحبة بين الجميع بعيداً عن انتماءاتهم، إلى أن اغتيل في 07 نيسان 2014 في حمص، بعد 50 عاماً من النشاط الإنساني.

فريق مسارات يتابع المسير

ضمن لقاءاته وبرامجه المتنوعة، حرص مركز فيريل للدراسات على استضافة إحدى الفرق الرياضية في سوريا. فكان لنا لقاء غني مع أعضاء الفريق والمشاركين في نشاطاته المتنوعة. المهندس وهيب السعيد أعطانا معلوماتٍ عن تلك النشاطات نوجرها بالتالي: فريق مسارات هو امتداد لفريق رواد الطبيعة الذي تأسس في كانون الثاني 2002 وتغيّر اسمه إلى الروّاد. استمرينا بالشاط حتى 2011 وتوقفنا بسبب ظروف الحرب. ثم عاودنا النشاط في نيسان 2019 تحت اسم “مسارات” حتى يومنا هذا، وبجعبتنا 246 نشاطاً مختلفاً بينها 70 مخيم.  النشاطات القادمة كثيرة. روحنا المعنوية مرتفعة. همتنا عالية والبدايات مُبشّرة. الشكر للمهندس وهيب السعيد ولأعضاء فريق مسارات ولفريق العمل في مركز فيريل للدراسات. قسم فيريل الثقافية. وإلى المزيد من النجاحات. 28.03.2023