مَن أرسل الطائرات لقصف حميميم؟

في هجوم فاشل بالطائرات المسيرة على مطار حميميم جنوبي اللاذقية، مساء البارحة الثلاثاء 24 نيسان، والذي كان يستهدف القاعدة الجوية الروسية، قامت الدفاعات الروسية بإسقاط 3 طائرات على الأقل، كانت تحمل صواريخ، حسب ما أكدته وزارة الدفاع الروسية.

الطائرات أسقطت قبل وصولها للمطار بـ 5 كلم، ومن المؤكد أنها ليست صناعة محلية، فمن أين جاءت هذه الطائرات؟

مَن وراء هذه الطائرات؟

بتحليل بسيط لبيان الدفاع الروسية، ومن خلال بعض المعلومات التي وردت مركز فيريل للدراسات، نجد أنّ الطائرات جاءت من الجهة الشرقية  مع زاوية شمالية شرقية لتفادي كشفها في سهل الغاب الغربي. وقد أعلم مركز فيريل أحد أبناء المنطقة بالحادثة لحظة وقوعها، وكنا نشرنا ذلك على صفحتنا على الفيس بوك. مما علمناهُ أيضاً أنّ الطائرات أقلعت من منطقة تقع بين قلعة المضيق وكفر بنودة حيث يحدها من الجنوب قرية كرناز، وهي تابعة للريف الشمالي الغربي لمحافظة حماة. 

المنطقة تلك تتقاسم السيطرة عليها عدة فصائل مسلحة أهمها (جيش النصر) وهو فصيل عسكري ضمن ما يُسمى الجيش الحر، تأسس في آب 2015 باندماج عدة مجموعات إرهابية، وتحالفت معهُ لاحقاً فصائل أخرى مثل جيش العزة وإرهابيو داريا. وتربطهُ علاقة وطيدة بجيش الإسلام الذي كان يسيطر على دوما.

من المفروض أن هذه المنطقة ستشهد مصالحة برعاية روسية، وتشملُ  قلعة المضيق إلى قرية الحويز  وكفرنبودة شرقاً وعدة قرى في جبل شحشبو، وذلك بناءً على اتفاق الأستانة… لكنّ الإرهابيين رفضوا المصالحة، نزولاً عند أوامر من أطرافٍ خارجية أهمها… أنقرة. 

إذاً تركيا دخلت ضمن الشكوك، لكن ليست لوحدها، فتسليح الإرهابيين في تلك المنطقة مصدرهُ… الولايات المتحدة، والمعلومات المؤكدة أنّ واشنطن زوّدت عن طريق المخابرات العسكرية التركية، إرهابيي جيش العزة بصواريخ مضادة للدبابات، بما في ذلك صواريخ 9كا111 فاغوت و BGM-71 TOW أي صواريخ تاو… فهل يصعبُ تزويده بطائراتٍ بدون طيار؟!!

في منتصف آذار الماضي شن الإرهابيون من جيش العزة هجوماً كبيراً ضد الجيش السوري عند حاجز الحماميات، تم صد الهجوم وقام الطيران الروسي بشن غارات عنيفة على مواقع وتحركات الإرهابيين في كفر زيتا واللطامنة وصولاً إلى كفر نبودة، وقتل عدداً كبيراً منهم. الهجوم الإرهابي جاء للتخفيف على إرهابيي دوما من ضربات الجيش السوري والروسي.

هل يُعقلُ أن يستطيعَ إرهابيّ أميٌّ بصناعة طائرات بدون طيار ومحملة بصواريخ، ويقوم بتوجيهها الكترونياً لمسافة تزيد عن 50 كلم!

طائرات بدون طيّار محملة بصواريخ، قطعت أكثر من 40 كلم، لا يمكن لإرهابيين صنعها. مركز فيريل للدراسات

بالعودة لهذه المعطيات ولكون الطائرات قطعت 42 كلم، شاهد الصورة، وهي محملة وحسب الدفاع الروسية بصواريخ، أي هي طائرات حديثة ولا يمكن أن يقوم بصناعتها إرهابيون أميّون، الذي يقف وراء الهجوم باتَ واضحاً. مركز فيريل للدراسات. 25.04.2018 هل ستردُ روسيا أم تلتزم الصمت؟ لا نتوقعُ أن يكون الردّ أبعد من قصف المنطقة التي أطلقت منها الطائرات، بانتظار الاستحقاقات الكبيرة القادمة… بعد فترة الهدوء “المؤقت” الحالية…