أكبر حرب للمخابرات في القرن تدور في سوريا. مركز فيريل للدراسات ـ برلين FIRIL CENTER FOR STUDIES FCFS – BERLIN GERMANY  





أكبر حرب للمخابرات في القرن تدور في سوريا. 29 حزيران 2016 مركز فيريل للدراسات ـ برلين. عدد القراءات 1398362

FIRIL CENTER FOR STUDIES FCFS – BERLIN GERMANY

 

يلعبُ جهاز المخابرات عبر التاريخ دوراً حاسماً في الانتصار بأي حرب، وقد ابتدأ عملها مبكراً جداً، حيث تعتبرُ عملية ضابط الاستخبارات الفرعوني “توت” سنة 3590 قبل الميلاد، أولى العمليات الاستخباراتية، حيث أرسل 200 جندي ضمن أكياس القمح إلى يافا، تمكنوا من السيطرة على ميناء المدينة وتسليمه للجيش المصري المرابط حول يافا.

لا توجد دولة في العالم لا ينشط على أراضيها، في حالة السلم أو الحرب، أكثر من جهاز معاد وصديق، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية نفسها. 

في سـوريا؛ كغيرها من الدول، نشطت أجهزة استخبارات عدة دول صديقة وعدوّة فوق الأراضي السورية، في فترة ما قبل 2011، وكان هذا الأمر تحضيرياً لما حصل لاحقاً، ومنذ 2011 بدأت المخابرات العالمية نشاطاً غير مسبوق، فوصل عددها إلى 16 جهــاز استخبارات عالميـــة يعملــون علـى الأراضي السـورية. بعضها شكل خطراً حقيقياً، ودعم المعارضة بشقيها السياسي والمسلح، وأمدهم بمعلومات عسكرية هامة، وبالسلاح والخطط العسكرية، ولعب دوراً إعلامياً تحريضياً، والبعض الآخر ساعد الدولة والجيش السوري، بينما تغلغلت أجهزة أخرى في مناطق عديدة، ووصل عملاؤها إلى بعض المفاصل الحساسة.

    • تعمل كافة أجهزة المخابرات الصديقة والمعادية لسوريا ضدّ بعضها، أو تنسّق فيما بينها، تبعاً لتضارب أو تقارب المصالح، وكمثال: تعمل المخابرات الأميركية ضدّ الروسية، لكنهما قد تنسقان العمل فيما بينهما في قضية ما، ضد المخابرات الفرنسية.

    • هناك 11 جهــاز مخابـرات عمِــل ومازال ضــدّ المخـابــرات السـورية هـي:CIA (AI) & (NSA), BND(MAD), BRGE, MI6 (DIS), Mossad, DMGJ, DGSE, DMGS, Millî İstihbarat Teşkilâtı (MİT), QSS,UEI. المخابرات الأمريكية، الفرنسية، الألمانية، الإنكليزية، التركية، السعودية، الإسـرائيلية، القطرية، اللبنانية، الأردنية، الإماراتية. بعض هذه الأجهزة بدأ يُنسّق سراً أو علانية مع المخابرات السورية، فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب.

    • و 5 أجهــزة استخباراتية تعمــل، غالباً، بالتنسـيق مـع المخابــرات الســورية هــي: الروســية، الإيرانية، العراقية، استخبارات حزب الله، وهنـاك حضور خفـي للاستخبارات الصينية.    VEVAK, MAA, FSB, Zhong Chan Er Bu.

    • وجــود غيـر دائم لاسـتخبارات دول أخـرى مثـل: البلجيكية، الكندية، الكورية، المصرية، الباكستانية. وغيرها. لكن المخابرات الكورية تلعبُ دوراً خفياً هاماً، فيما يخصّ الأسلحة غير التقليدية.

    • في أوائـل خريف 2013، لوحـظ بدايـة تقــرّب من اسـتخبارات فرنسا، ألمانيـا، بريطانيـا باتجـاه دمشــق. الأخيرة رفضت عرضاً جاءها في بداية تشرين الأول 2013.  مع بداية تشرين الثاني 2013، وافقت المخابرات السورية لكن بشـــروط، على إعطاء معلومات حول (متمـردين) أوروبييــن قـُـتِـلوا في ســوريا. كان هذا التعاون مؤقت وانتهى آنذاك.

    • خــلال شــهر تشرين الثاني 2013، تمت تصفيــة عــدد من قـادة المجموعات المسلحة، وذلك قـربَ الحـدود التركيـة، وعلـى يـد مجموعــة مدربــة بشـكل كبيـر على الاغتيالات. الشــكوك تدور حول فرقــة خاصة بريطانية دخلت عن طريق تركيــا وبمعرفـة وتغطية من الاسـتخبارات التركيــة. التصفيات هذه مستمرة لكن بوتيرة أخف حسب المتطلبات الميدانية والسياسية ودرجة الولاء.

    • الاستخبارات الأردنية: جهاز غير مستقل، يعتبر تابعاً بشكل كبير للمخابرات البريطانية والأميركية، تنشط بشكل خاصّ في جنوب سوريا ودمشق وفي غرفة “موك” (سيتم الحديث عنها بشكل أوسع)، وقد قامت وبإيعـاز من الأمريكيين، بالتقارب مع الاستخبارات السورية وقدمت بعض المعلومات عن قياديين عسكريين معارضين، وحــدثت عدة اغتيالات غامضة لقـادة في الجيش الحر بالقرب من مدينـة درعـا السورية، خلال عام 2013. تاجر عدد من ضباط المخابرات الأردنية بالسلاح الذي قدمته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والسعودية للفصائل المسلحة، وباعته عبر وسطاء حتى وصل ليد داعش. حسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز. هذا السلاح قُتل به أمريكيان وضابط أردني في عمّان في تشرين الثاني 2015.

    • الاستخبارات اللبنانيــة: غيـر متوازنـة في تعاملها مع السـوريين بعـد عـام 2005، فقـدّمتْ معلومات أحيانـاً، وأخفـت معلوماتٍ أحياناً أخـرى. لكنهـا باتت مع أواخر 2013 مضطرة للتعامـل مـع السـوريين بعـد دخـول منظمـة القاعـدة منطقـة الجبـال الشرقية ومدينتي طرابلس وبيروت. ثم أعقبها دخول داعش وجبهة النصرة. ولكنها تصنّف كمخابرات معادية لسوريا، وتنسق لدرجة الارتباط مع مخابرات الدول المعادية، فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والسعودية.   

    • المخابرات السعودية: جهاز ذو تمويل كبير لكنه يفتقد للخبرة والعقول المخططة، واعتمادهُ الأول على المال لتحقيق أهدافه، بينما تأتيه الخطط من أجهزة مخابراتية أخرى. حسب مركز فيريل للدراسات في برلين: تدخلت المخابرات السعودية في سوريا قبل 2011، لتنفيذ خطة “احتلال سوريا دينياً” ونجحت، بفضل الدعم المادي الكبير لتمويل بناء المساجد والمعاهد الدينية وفق المذهب الوهابي، خاصة في الجنوب السوري، وسط تسهيلات غير مدروسة من المسؤولين السوريين أو مقصودة أحياناً. هذه الخطة وضعتها المخابرات الأمريكية، واستطاع السعوديون اختراق بعض المسؤولين السوريين مادياً ونفذوا ما يريدون. تنسق المخابرات السعودية عملها مع كافة الأجهزة المعادية لسوريا، بما في ذلك الموساد الإسرائيلي، وتنسيقهم واتصالاتهم مؤكدة خاصة في عمليات الاغتيال التي جرت في دمشق. كما تؤمن هذه المخابرات وصول المجاهدين الإسلاميين من كافة الدول، وتقدم لهم الدعم المادي واللوجستي والسلاح من مخازن الجيش السعودي، أو عبر صفقات أسلحة من كرواتيا عبر الأردن وتركيا. وتعتبر السعودية أكبر ممول للجماعات المسلحة المعارضة في سوريا، وقد وصل ما دفعته إلى 18 مليار دولار حسب مركز فيريل للدراسات.

    • حتى إعداد هذا التقرير في 29 حزيران 2016؛ مازالت الاستخبارات التركية، السـعودية، الإماراتيـة، القطريـة، والإسـرائيلية تعمــل ضــد الاستخبارات السـورية، وهنـاك تنسـيق بيـن الأجهـزة الخمسة لكـن كل على حدة، وذلك عندما يتم التعامل مع الموســاد الإسـرائيلي، وحسب مركز فيريل للدراسات؛ تتعامل مخابرات الدول العربية الثلاث مع الموساد الإسرائيلي بخصوص سوريا بشكل مؤكد. ضمت هذه المجموعة المخابرات الفرنسية، لكنها انسحبت مع نهاية 2013، وعادت مع بداية 2016 لتنضم لهذه المجموعة.

    • المخابرات الأمريكيـة: تلعب دور قائد للأجهزة المعادية لسوريا، تجمع المعلومات وتزوّد بها بعض الدول، قامت السفارة الأمريكية بدمشق بدور تجسسي وتحريضي حتى إغلاقها في شباط 2012. لا توجد اتصالات مباشرة بين المخابرات الأمريكية والسورية، سُجّلت بعض الرسائل عبر وسيط ثالث هو موسكو أو برلين، وكانت بخصوص تبادل معلومات حول إرهابيين دخلوا الأراضي السورية وعادوا إلى الولايات المتحدة.

    • الاستخبارات الإسرائيلية: من أنشط أجهزة المخابرات العالمية في سوريا، رغم ذلك فشلت في وقف نقل الصواريخ إلى حزب الله من سوريا، رغم عدة ضربات جوية نفذها سلاح الطيران الإسرائيلي داخل الأراضي السورية. وحسب مركز فيريل للدراسات؛ يقدر خبراء أمن ألمان أنّ لدى حزب الله ما يقارب 135 ألف صاروخ قادرة على إصابة كافة المدن الإسرائيلية. ويعتقد الخبراء أنّ نصف الضربات الجوية الإسرائيلية كانت ضد أهداف وهمية، قامت الاستخبارات العسكرية السورية بالتعاون مع استخبارات حزب الله بإيهام الاستخبارات الإسرائيلية أنها حقيقية.

    • حسب مركز فيريل للدراسات ونقلاً عن خبراء أمن ألمـان في برلين؛ الهجوم الكبير الذي قام به سلاح الطيران والبحرية الإسرائيلي بتاريخ 05.05.2013، استخدم فيه صواريخ نوع Hellfire Tomahawk الأمريكية، أطلقت من سفينة حربية إسرائيلية في المتوسط، هذه الصواريخ كانت مزودة باليورانيوم المنضّب، وهي مخصصة لقصف التحصينات العميقة حتى 40 متراً، والتي استخدمت في حرب الخليج وضد ليبيا. يضيف مركز فيريل: “هذا ليس الهجوم الوحيد الذي تستخدم فيه إسرائيل سلاحاً نووياً في هجومها، ففي تاريخ 1 آب 2013، استخدمت إسرائيل هذا السلاح في هجومها على حمص. وقد بلغت قوة الانفجار 5 ك. ط. أي ما يعادل 1000 طن من مادة تي إن تي TNT. ويدل شكل الانفجار الفطري على ذلك.”. هذا ما أكدهُ الباحث والكاتب الأميركي في الشؤون العسكرية John Kettler، ونشرته صحيفة نيويوركر الأميركية، وصحيفة شبيغل الألمانية Spiegelonline. الهجوم على شمال دمشق الذي كان ضد الحرس الجمهوري ومركز أبحاث عسكرية في جمرايا، وحسب الخبراء الألمان: “أنّ خسائر الجيش السوري كانت أقل من المتوقع، والسبب أنّ السوريين علموا قبل دقائق كافية بحدوث الهجوم، وتمكنوا من أخذ الاحتياطات اللازمة وإخلاء المنطقة، والمرجح أنّ موسكو وراء هذا الإنذار. ويمكننا القول: فشل الهجوم الإسرائيلي. وكانت المجموعات المسلحة والخلايا النائمة في برزة والقابون ووادي بردى، على أهبة الاستعداد للهجوم على المناطق التي تم قصفها، واحتلال معسكرات الحرس الجمهوري والوصول إلى جبل قاسيون،”

    • حسب مركز فيريل للدراسات في برلين ونقلاً عن خبراء عسكريين ألمان في برلين، المعلومات الاستخباراتية تقول: “ما دمرته إسرائيل في أيلول 2007 في محافظة دير الزور “مجمع الكبر”، واعتقدت أنها قضت على البرنامج النووي السوري إلى الأبد، كان وهماً كبيراً استمر سنوات حتى جاءت الحرب في سوريا 2011، لتكتشف أنّ السوريين أخفوا أسلحة نووية في ثلاثة مناطق /نذكر ذلك بصورة مفصّلة لاحقاً/، وبإمكان الرئيس الأسد صنع 5 قنابل نووية عام 2018،” وهذا ما أكدتهُ بتاريخ January 09, 2015 صحيفة INTERNATIONAL Spiegelonline الألمانية، ومعهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن.

    • سبب توقف التدخل العسكري البري الذي كان من المخطط له أن يتم من الجنوب السوري في آذار 2016، بقيادة السعودية ويضم قوات سعودية وإماراتية وعربية أخرى من الأردن والسودان، والهدف المُعلن هو محاربة تنظيم داعش، هو تقارير من الاستخبارات العسكرية الأمريكية حول ردود الفعل السورية المحتملة على التدخل العسكري السعودي في سوريا، والتي أكدت أنّ الجيش السوري سيقصف هذه القوات فور عبورها الحدود، لهذا جاء تقرير فينسنت ستيوارت، مدير الاستخبارات العسكرية الأمريكية، عن عدم كفاءة القوات السعودية والإماراتية على خوض معارك إضافية في سوريا. هذا التدخل تمّ خلق البديل له بإعادة هيكلة الفصائل المسلحة في الجنوب السوري، لكن الضربات التي يقوم بها سلاح الجو السوري والروسي، وكان آخرها جنوب منطقة التنف، يعرقل الجهود الأميركية، للمزيد: https://firil.de/?p=2170

      أول اشتباك جوي بين الطائرات الروسية والأميركية فوق سوريا. مركز فيريل للدراسات ـ برلين

    • فشلت كافة تقديرات أجهزة الاستخبارات العالمية حول موعد سقوط الحكم في سوريا، بما في ذلك تقديرات الموساد الإسرائيلي. وحسب صحيفة «هآرتس»، نقلاً عن الاستخبارات الإسرائيلية: “غرقت أجهزة الاستخبارات العربية بتقارير وفرضيات بشأن السقوط الوشيك للرئيس السوري بشار الاسد، إلا ان الاستخبارات الاسرائيلية تتعامل مع هذه الفرضيات بحذر، وترى أن مصير المعركة في سوريا لم يحسم بعد”. كان هذا في أيار 2015. لكن الاستخبارات العسكرية الألمانية ردت عليها في 15 شباط 2016 بالقول: “انتصار الأسد أمر لا مفر منه.”.

    • المخابرات الفرنســية كان دورها ضعيفاً ولم تسجل لها عمليات لافتة، تنسّق عملها بشكل كبير مع المخابرات التركية، تلقت باريس بعض المعلومات من المخابرات السورية حول إرهابيين فرنسيين شاركوا بالقتال مع المجموعات المسلحة الإرهابية. مع تحرّك الانفصاليين الأكراد عسكرياً في الشمال السوري 2016، عادت المخابرات العسكرية الفرنسية للنشاط، وتقوم مع المخابرات الأميركية ببناء مركز لها في منطقة عين العرب، يُعتقد أن يكون قاعدة تجسس وتوجيه عسكرية، بينما تشارك قوات عسكرية فرنسية بجانب قوات أمريكية وألمانية في العمليات العسكرية في محافظتي الرقة وحلب بشكل علني.

    • اســتطاعت المخابـرات الســورية اختـراق عــدد مــن زعماء المجموعــات المسـلحة وجعلتهـم يعملـون لصالحهـا، ويزودونها بمعلومات هامة، لـم يقتصـر هـذا الاختراق علـى منطقـة أو منظمة محــددة، فقـد لوحــظ الاختـراق في ريـف دمـشق ودرعـا وإدلب وحلب ودير الزور وحالياً الرقة، حيث قـام عــدد مـن قادة المتمردين بإعطــــاء نقاط تمركز المسلحين وأعدادهم وخططهم، ليقوم الطيران الحربي الســـوري بقصفهم بدقــــة.




    • نجحت الاختراقات والتشويش العسكري الذي قامت بها الاستخبارات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية، ضد الجيش السوري. فحصلت على معلومات بعد تجسسها على اتصالات الجيش، زودت بها المسلحين، مما عطّل عدة مرات الطيران الحربي السوري عن أداء مهمته بشكل كامل، وأوقع الجيش السوري على الأرض بكمائن. اعتباراً من خريف 2015 وبفضل أجهزة روسية متطورة، استطاع السوريون التخلص من هذا التشويش.

    • من أخطر أساليب المخابرات الأميركية، هي معلومات شبه مؤكدة عن استخدام الطقس لتعطيل مهمة الجيش السوري، عبر برنامج “هارب”، ولقد نشر مركز فيريل للدراسات بحثاً مطولاً عن ذلك، بعنوان “هارب بين موسكو وواشنطن” https://firil.de/?p=674 لفتّ الانتبـاه إلى اضطراب المنخفضات وصعوبة التنبؤ بها خلال السنتين الأخيرتين، بالإضافة للعواصف الترابية المصطنعة، هذا الاضطراب كان “مُفتعـلاً” أحياناً وبأيدٍ بشرية وتكنولوجيا عالية الدقة. وجاء التدخل العسكري الروسي عقب العاصفة الرملية الغريبة التي ضربت سوريا في أيلول 2015. ولفتَ مركز فيريل للدراسات النظر إلى تبدد الغيوم قبل أي هجوم جوي روسي.

    • للمزيد في حرب المناخ: 

      هارب؛ بين موسكو وواشنطن. بحث من مركز فيريل للدراسات ـ الجزء الأول. الدكتور جميل م. شاهين

    • الانشقاقات التي حدثت في صفـــوف الجيش السوري لم تكن ذات أهمية كبيرة، ورغم أن عدد الضباط المنشقين كبير، وبرتب وصلت إلى لواء، لكنه لا يوجد ضابط ذو أهميةحاسمة، أو كان يحتل مركزاً مهماً وحساساً. ولم تحدث انشقاقات كاملة في لواء عسكري بكامل سلاحه، وكافة المعلومات التي نقلها الضبــاط المنشقون كانت معروفة حتى لوسائل الإعلام. وحسب مركز فيريل للدراسات ونقلاً عن خبراء عسكريين ألمان في برلين: “نعتقد أن المخابرات السورية هي التي ســهلتْ انشقاق بعض الضباط السوريين، وربما تمّ تجنيدهم ضمن صفوف المجموعات المسلحة، أو إرسال معارضين سياسيين يعملون ضد الدولة السورية في الظاهر، لكنهم في حقيقة الأمر؛ يسربون أسرار المعارضين السوريين في الخارج.”.

    • المعارضون السوريون المسلحون والسياسيون دون استثناء، مخترقون أو يتعاملون بشكل علني أو سري وبرواتب شهرية، من كافة أجهزة المخابرات الـ 16. وضمن الفصيل الواحــد أو ضمن الهيئة المعارضة السياسية الواحدة، يتبعون لأكثر من جهــة مخابراتية، وكذلك رموز المعارضة السورية في الدول الأوروبية والولايات المتحدة. وقد رصدَ مركز فيريل للدراسات اجتماع عدد من المعارضين السوريين في برلين بعملاء لأجهزة استخبارات عالمية.

    • titel firil
    • سُجّلَ فرار 370 من زعماء المقاتلين حتى نهاية عام 2015، إلى أوروبا ودول خليجية بعد انتشار موجة اغتيالات من مجموعات سرية. حاملين معهم مئات الملايين من الدولارات التي منحتهم إياها الدول الخليجية، كرواتب للمسلحين أو لشراء السلاح .

    • حسب مركز فيريل للدراسات في برلين ونقلاً عن خبراء عسكريين ألمان:المخابرات الروسية والأميركية توافقتا من حيث المبدأ، على ضرورة إسقاط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو توجيه تحذير له بطريقة ما، حصل هذا في لقاء جرى في أوائل كانون الأول 2015، السبب من وجهة نظر موسكو: دعمه لمجاهدي القوقاز لخمس سنوات حتى عام 2000، دعمه مع ابنه بلال لتنظيم داعش وجبهة النصرة الإرهابيين، عسكرياً واقتصادياً، ثم إسقاط الطائرة السوخوي الروسية في تشرين الثاني 2015 متعمداً، لجر الناتو لحرب مع روسيا حسب اعتقاده. وجهة النظر الأمريكية: تحدّي أردوغان للولايات المتحدة وعدم تنفيذه لأوامرها، كما أنّ مواقفه من الأكراد والمرأة جعلت منه شخصاً منبوذاً شعبياً داخل الولايات المتحدة وأوروبا، ويشكل عبئاً على حلف الناتو لوجود زعيم ديكتاتوري يده ملوثة بدماء الأكراد، ويعتبر المرأة دون الرجل.”. تقفُ المخابرات الأميركية CIA وراء خسارته للانتخابات البرلمانية، فلجأ أردوغان لتزوير الانتخابات في أيلول الماضي. كما أنّ قرار البرلمان الألماني بتسمية مجازر الأتراك بحق السريان والآشوريين والأرمن، عملية إبادة جماعية، ثم إهانة الرئيس التركي أثناء جنازة الملاكم محمد علي كلاي، تأتي ضمن عملية الضغط عليه للتنحي طواعية. مع انتصاف حزيران 2016، عاد الخلاف بين الجهازين بخصوص أردوغان، ويتم استغلاله حالياً ضد روسيا، بعد إعطائه الضوء الأخضر من المخابرات الأميركية، لعودة نشاطه العلني بدعم المجموعات المسلحة في حلب تحديداً.

    • عاد اللعب بورقة أردوغان واستخدامهِ من قبل واشنطن وموسكو، وانقاذ تركيا من الانهيار التام، الذي لا تريده روسيا أو الولايات المتحدة، فجاء هجوم مطار أتاتورك 28.06.2016، “عملية إسعافية” ستترتب عليها نتائج هامة تنعكس على الوضع في سوريا والمنطقة، حيث وجدت تركيا نفسها الخاسر الأكبر مما يجري.

    • حلب أكثر المدن السورية التي يسيل لها لعاب المخابرات العالمية، وأولها الأميركية، ويبدو أن خلافاً بين العسكريين الأمريكان والمخابرات الأميركية بشأن المسلحين في حلب. فالعسكريون الأمريكيون يرفضون دعم هؤلاء المسلحين لأنهم إسلاميون يحملون فكر داعش، بينما تؤكد المخابرات الأمريكية أنهم تحت سيطرتها بناء على التنسيق مع المخابرات التركية والسعودية.

    • مركز فيريل للدراسات: “سوف تعيق المخابرات الأمريكية الجيش السوري من تحرير الرقة بأي طريقة، كي لا يُسجل له انتصارٌ تاريخي بسحق داعش في سوريا، وتشارك المخابرات الفرنسية والتركية والألمانية في هذا العمل.” أما المخابرات الإسرائيلية فقد قالت هذا علانية: “لن نسمح للجيش السوري بالقضاء على داعش.”.

    • علم مركز فيريل للدراسات أنّ: “القطع البحرية العسكرية لروسيا والصين والموجودة تحت سطح البحر المتوسط قبالة الشواطئ السورية، منذ عام 2012، توازي عدد ما هو موجود فوق المياه.”. الذي يحصل الآن حزيران 2016 هو العكس: تعزّزُ الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو وجودهما العسكري والبحري تحديداً قبالة الشواطئ السورية، بحيث سيصبحُ ثلاثة أضعاف الوجود الروسي، بوصول حاملتي الطائرات “هاري ترومان” و”دوايت إيزنهاور”. ونقلاً عن موقع فيريل للدراسات في برلين: “”علم مركز فيريل للدراسات في برلين أنّ نحو 180 جندياً وضابطاً ألمانيا في قوات الكوماندوس بجانب قوات أميركية وفرنسية، يشاركون في القتال ضد داعش بمنطقة منبج بمحافظة حلب، وحسب المصدر، ينحصر دور القوات الألمانية في التوجيه والقيادة والتزويد بالمعلومات، وهذه ليست المرة الأولى التي يتواجد فيها جيش ألماني فوق الأراضي السورية، ويعود وجود عشرات من الخبراء العسكريين الألمان إلى شهر كانون الثاني الماضي 2016.””.

    • أحبط جهاز المخابرات السورية بالتعاون مع مخابرات حزب الله، عشرات العمليات الانتحارية والاغتيالات التي خططت لها أجهزة استخبارات معادية. والتي كانت تستهدف شخصيات سياسية وعسكرية سورية. بالمقابل نجحت المخابرات المعادية بعدة اغتيالات وتنفيذ انفجارات في مناطق حساسة ولشخصيات هامة سورية ومن حزب الله وإيران.

    • لعبة الأكراد، من أخطر ألاعيب المخابرات الروسية والأميركية. الجهازان يدعمان الأكراد لغايات تتفق وتختلف بآن واحد، واشنطن تريد محاربة داعش بيد الأكراد، وعدم نسب الانتصار للجيش السوري، وبنفس الوقت تقسيم سوريا، بينما موسكو تريد ارباك أردوغان وجعلهُ يشعر بأنّ دولة كردية ستكون على حدودهِ الجنوبية. لكن المخابرات الأميركية والروسية تخطئان بالظنّ أنّ أردوغان وجهاز مخابراته بهذه السهولة.

    • نقلاً عن خبراء تاريخ وآثار ألمان، وحسب مركز فيريل للدراسات في برلين:عملية محو هوية الشمال والجزيرة السورية، الدينية والتاريخية والعرقية، تتم تحت أعين كافة الدول، وبمشاركة فاعلة من بعضها. ويُعتبر ما قامت به داعش من تفجير للآثار وسرقتها وبيعها، يدخلُ ضمن هذا الإطار، وتتلقى داعش توجيهاتها من المخابرات التركية مباشرة. كما يتماشى سلوك داعش مع سلوك الأكراد، فما عجزت عنه يكمله الانفصاليون الأكراد. وتشارك في عملية تهجير الآشوريين والسريان من الجزيرة السورية، بطريقة أو بأخرى الدول التالية: تركيا، السعودية، الولايات المتحدة، إسرائيل، كندا، السويد، فرنسا، بريطانيا، وأستراليا، وفي تغيير وطمس الحضارات بمنطقة الرافدين والجزيرة السورية، يمكننا اعتبار الأكراد يُرهبون ويهجّرون السريان والآشوريين من مناطقهم، ويسرقون ممتلكاتهم ويوطنون عائلات كردية في منازلهم، بتوجيهات من استخبارات هذه الدول، داعش تتولى تفجير وسرقة الآثار بتوجيهات من استخبارات تركيا والسعودية، والدول الأخرى تستقبل السريان والآشوريين، وتدعم داعش والأكراد سياسياً وعسكرياً. وفي النهاية المقصود إقامة دولة كردية في المنطقة.”

    • أخطأت المخابرات الأميركية بتقدير قوة التدخل الروسي في سوريا. وحسب ما قاله بوتين ساخراً من واشنطن: “الاستخبارات الأميركية لا تعرف كلّ شيء، ولا يجب أن تعرف كلّ شيء.”. نتيجة ذلك، استجوب الكونغرس الأميركي الاستخبارات العسكرية الأميركية بسبب فشلها في معرفة تحركات القوات العسكرية الروسية بدقة، وحجم ونوع الأسلحة التي ستزود بها الجيش السوري. استطاعت المخابرات الروسية خداع الأمريكان بأن هدفها فقط حماية قاعدة طرطوس.

    • نجحت المخابرات الأميركية في توظيف الإعلام العربي والعالمي ضد الدولة السورية وضد التدخل العسكري الروسي. بالمقابل فشلت المخابرات السورية والمتحالفين معها في مواجهة الإعلام المعادي.

    • تخلّت الولايات المتحدة عن اسقاط الحكم في سوريا بعد حادثة أيلول 2013: وحسب مركز فيريل للدراسات في برلين ونقلاً عن خبراء عسكريين ألمان، الذي حدث هو التالي: “”أطلقت الولايات المتحدة من القاعدة العسكرية روتا في اسبانيا، بتاريخ 03 أيلول 2013 صاروخين بالستيين باتجاه شرقي المتوسط، ولم يتم إخبار أية دولة أخرى بذلك وهذا مخالف للاتفاقيات العسكرية الدولية، اتجاه الصاروخين كان نحو اللاذقية، بعد وصولهما جنوب غرب قبرص، انحرفا باتجاه دمشق، فاعترضهما صاروخان انطلقا من تحت مياه المتوسط غربي مدينة طرطوس، وتمّ اسقاطهما بنجاح قبل أن يصلا فوق اليابسة. وزارة الدفاع الروسية ذكرت يومها التالي: “سجلت أجهزة الإنذار المبكر الروسية إطلاق صاروخين بالستيين من غربي المتوسط باتجاه شرقه.” إسرائيل تصدت للخبر لكنها ضاعت بطريقة صياغته، فقالت وسائل إعلامها بما في ذلك صحيفة يديعوت أحرنوت: هو صاروخ واحد، في اليوم التالي قالت: صاروخان، وتجربة مشتركة مع الولايات المتحدة، ثم صاروخ ﻣﻦ ﻃﺮﺍﺯ ﺃﻧﻜﻮﺭ، ﻭﺗﻢ ﺗﻌﻘﺒﻪ ﺑﻨﺠﺎﺡ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺮﺍﺩﺍﺭ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ، أي لا علم لواشنطن بالتجربة. أما ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ فقالت: ﺍﻟﺼﻮﺍﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺎﻟﺴﺘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻃﻠﻘﺖ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻟﺼﻮﺍﺭﻳﺦ ﺑﺎﻟﺴﺘﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺣﺮﺑﻴﺔ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ. نشر موقع ألماني مختص يدعى Der Honigmann، أنّ الصاروخين الباليستيين تم اعتراضهم بمنظومة صواريخ إس 400 الروسية. أما الخطة فكانت ضرب مكان ما في غربي دمشق بسلاح بيولوجي، لتقوم بعدها الطائرات الإسرائيلية بضرب إيران، فترد إيران وتجرّ معها موسكو وبكين إلى البدء بالحرب العالمية الثالثة. بعد إسقاط الصاروخين، حدث اجتماع بين القادة العسكريين في الصين وروسيا وإيران، جاء وصفهُ من قبل الناتو بأنه: “كانوا يستعدون لمعركة فاصلة”، وذكرت نوفوستي، أنّ روسيا قادرة على استدعاء 1.5 مليون جندي للاحتياط في غضون ساعات، إذا نشبت حرب كبرى.”” للمزيد: https://firil.de/?p=1657

    • المتنورون يؤجلون الحرب العالمية الثالثة الدكتور جميل م. شاهين Illuminaten verzögern den dritten Weltkrieg

    • نجحت المخابرات السورية في اعتقال عدد من الجواسيس وعناصر من المخابرات المعادية، تمت عملية مقايضة بعضهم بصفقات سابقة، ويعتقد أنّ لدى المخابرات السورية حالياً عناصر من المخابرات التركية والسعودية. بالمقابل فشلت المخابرات السورية بكشف الكثير من الجواسيس والخلايا التجسسية النائمة. لكن بشكل عام يمكننا القول: “المخابرات السورية تواجه أصعب حرب منذ تأسيسها.”.

    • 33
    • حسب مركز فيريل للدراسات: حصلت المخابرات الألمانيـة على معلومات زودتها بها المخابرات السُورية، عن إرهابيين قاتلوا في سـوريا، وهم الآن في ألمانيـا، وتم تشكيل قائمة تضـم أسماء 447 شخصاً يعتبرون خطرين ومهاجمين إرهابيين محتملين، معظمهم موجودون في مدن: برلين، هامبورغ، وبريمن.




  • غرفة موك: مركز عمليات استخباراتية عسكرية سرية مقره الرئيسي الأردن، في عمّان العاصمة، وله مركز مساعد في مدينة أضنة التركية، يعمل به ضباط عسكريون غربيون وعرب، دور هذه الغرفة الرئيسي هو قيادة تحركات المجموعات المسلحة التي تقاتل الجيش السوري على الجبهة الجنوبية في سوريا، وتزويدهم بالمعلومات التكتيكية لمهاجمة أهداف عسكرية. الدول الفاعلة في هذه الغرفة: الولايات المتحدة، إسرائيل، بريطانيا، فرنسا، تركيا، السعودية، الإمارات، والأردن. ابتدأت عملها في أوائل عام 2013، بدعم لوجستي للجيش الحر الذي وقع على ميثاق هذه الغرفة، وكان لكل فصيل مندوب بغرفة الموك يتلقى التعليمات بشكل يومي. قسّمت الغرفة سوريا إلى خمس جبهات (الشمال، الشرق، الجنوب، الوسطى، الساحل). استطاعت المخابرات السورية التقاط وتسجيل بعض الاتصالات بين المسلحين وضباط في الغرفة، وعلمتْ بخططهم العسكرية. وبعد انتشار معلومات عنها في وسائل الإعلام، سارع المسؤولون في الأردن لنفي هذا الخبر، فقال مصدر مسؤول أردني: “نرفض هكذا ادعاءات، فالأردن ليس مجموعة أو حتى جزء من تكتلات ضد سوريا، فمصلحة الاردن رؤية سوريا آمنة مستقرة، قادرة على إبقاء مشاكلها داخل حدودها”. ألقت المخابرات السورية العسكرية القبض على عدة زعماء مجموعات اعترفوا بهذه الغرفة ودورها، وقالوا أنّ مهمة المخابرات الأردنية هو مساعدة الجماعات المسلحة على التخطيط للمهمات والحصول على الذخائر والمقاتلين عبر الحدود، حيث أمنت جسراً برياً من الأسلحة من الأردن إلى محافظة درعا، تم كشفهُ لاحقاً. بعد فشل الجيش الحرّ بمهمة السيطرة الكاملة على الجنوب السوري، قررت غرفة موك التخلص منه، فسربت معلومات عن طريق المخابرات الأردنية للمخابرات السورية، وتمت تصفية عدد كبير من زعمائه. لكن الذي حدث في 21 حزيران 2016، أنّ السيارة التي فجرها الانتحاري بالجيش الأردني، كانت المخابرات الأردنية قد أعطتها، عن طريق غرفة موك، للمسلحين الذين يقاتلون الجيش السوري. وبالتحديد لفصيل “أسود الشرقية”، هذا الفصيل باع السيارة لداعش… أما المخابرات السعودية فقد كانت تؤمن تدريب المسلحين في معسكرات شمال السعودية، وتقدّم الدعم المادي وتسهل مرور مقاتلين من عدة دول إلى سوريا، بما في ذلك مقاتلين سعوديين. بعد تقلص دور الجيش الحر وتحجيمه، انبرت كافة الفصائل المسلحة في محافظتي درعا والقنيطرة لتقدم نفسها بديلاً عنهُ، وتباين ولاء الفصائل هذه، فالأكثر ولاء لإسرائيل وأوامر غرفة الموك، مثل “جبهة ثوار سوريا” وتضم مسلحين من الناصرية والرفيد وصيدا. وضعَ على الحدود مع الجولان لحماية الجيش الإسرائيلي من تسلل عناصر من حزب الله أو الفصائل الفلسطينية المتحالفة مع الجيش السوري،

تنبعُ أهمية غرفة موك، بالإضافة لما ورد، من قربها من إسرائيل، لهذا كان تدخل الموساد الإسرائيلي المباشر وتنسيقه العمل مع المخابرات الإماراتية والسعودية والقطرية، فيما يخصّ المسلحين القريبين من حدود إسرائيل، وحدد نوعية المقاتلين وجنسياتهم وربط كافة نشاطاتهم بضباط عسكريين إسرائيليين بشكل مباشر، دون العودة لغرفة موك. فأصبح زعماء؛ جبهة ثوار سوريا، لواء الناصر صلاح، لواء سرايا المرابطين، وحتى ألوية العمري البعيدة عن الحدود والواقعة في اللجاة، يتلقون الأوامر من المخابرات العسكرية الإسرائيلية مباشرة. تراجع العمل في غرفة موك مع نهاية صيف 2015، بسبب فشل الهدف الرئيسي لهذه الغرفة وهو السيطرة الكاملة على محافظة درعا والسويداء، ثم الزحف نحو دمشق. وكذلك بسبب ما أشيع عن زيارة اللواء علي المملوك ولقائه بمحمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي، فتم تجميد العمل في هذه الغرفة مؤقتاً، بانتظار حل سياسي ما، لم يحصل. حتى أيار 2016: فجأة عاد العمل في غرفة موك لكن بعد تجديدها، والتعامل مع زعماء جدد للفصائل، خاصة وأنّ زعماء الفصائل المسلحة السابقين قد أثبتوا أنّ هدفهم الرئيسي هو المال، حيث أثبتت المخابرات أنهم يبيعون الأسلحة حتى لداعش، مقابل حصولهم على الأموال، ثم يفرون بها، أي لم تستطع غرفة موك ايجاد زعماء أو مسلحين يمكن الوثوق بهم. فقامت المخابرات الأمريكية بالاتصال مباشرة مع زعماء الفصائل التي تراها معتدلة، ودربت مئات المسلحين على يد ضباط أردنيين، في معسكرات داخل الأردن وسوريا، فجاء القصف الروسي لمعسكر التنف بتاريخ 18 حزيران 2016بمثابة تحذير شديد اللهجة.

بجميع الأحوال، الرابح الأكبر من غرفة موك، هو المخابرات الإسرائيلية التي أمنت مجموعات مسلحة تحمي حدودها الشمالية الغربية مجاناً.  

  • غرفة أنطاكيا: هي غرفة عمليات عسكرية استخباراتية تدير معارك المسلحين في الشمال السوري، وتقع في لواء اسكندرون السوري بمدينة أنطاكيا، تتبع للغرفة فصائل مسلحة بعضها تبايع القاعدة كلياً أو جزئياً، كجبهة النصرة، لواء الفرقان، أحرار الشام، أحرار سوريا، لواء صقور التركمان، كتائب نور الدين الزنكي، لواء السلطان محمد الفاتح، ألوية التركمان، لواء السلطان مراد، كتائب الشيشان، أجناد القوقاز…

تعمل في الغرفة عدة أجهزة استخباراتية، تحت قيادة مشتركة تركية أميركية، بمشاركة من السعودية، قطر، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، إسرائيل.

نشطت الغرفة بشكل كبير، فانعكس ذلك  ميدانيا على الأرض بخسارة الجيش السوري لكامل محافظة ادلب، بعد معارك طاحنة قدمت خلالها تركيا كافة المعلومات الاستخباراتية والعسكرية و اللوجستية والدعم العسكري المباشر. لوحظ أعلى نشاط لغرفة أنطاكيا في شهر حزيران 2014، عندما اجتمع قادة في أجهزة الاستخبارات من الدول المذكورة، وكان أحد أهداف هذا الاجتماع؛ خلق منطقة حظر طيران،

قادت هذه الغرفة بتوجيه مباشر من المخابرات التركية، وبالتعاون مع القطرية والسعودية، عملية احتلال كسب، وجسر الشغور، كما كان لهذه الغرفة دوراً محورياً في اتفاق هدنة الزبداني والفوعة.

في 6 نيسان 2015، زار  ولي العهد السعودي  محمد بن نايف أنقرة، ومعه 18 ضابط استخبارات سعودي،  واجتمع بضباط مخابرات أتراك وقطريين وأمريكيين، خلاف كبير حدث بين أجهزة الاستخبارات الأربعة؛ التركية والسعودية والقطرية تريد الاستمرار بدعم جبهة النصرة لمحاربة الجيش السوري وداعش، لأنها تملك عقيدة جهادية إسلامية، الأمريكيون يرفضون ذلك، ويريدون دعم فصائل مسلحة، حسب رأيهم معتدلة، وتدريبها. وافق البنتاغون على ذلك، شرط أن تلغي جبهة النصرة بيعتها للقاعدة، لكن تحذيرات من السعودية وقطر بأنّ ذلك يعني انشقاق نصف مقاتلي النصرة، وانضمامهم لداعش، نجحت بإقناع البنتاغون. انتصر معسكر السعودية، تركيا، قطر، فاستقال قائد العمليات الخاصّة في الاستخبارات العسكرية الأميركية الجنرال Michael K. Nagata، من عملهِ في غرفة انطاكية، احتجاجاً على موافقة البنتاغون. يمكننا التأكيد على أنّ: “جبهة النصرة والعديد من الفصائل المسلحة في محافظات الرقة، حلب، إدلب، اللاذقية، هي الذراع العسكرية للحكومة التركية، والقصد فصل مناطق من هذه المحافظات في حكم ذاتي، تمهيداً لضمها لتركيا، تماماً كما حصل في لواء اسكندرون.


  • حسب مركز فيريل للدراسات: “نؤكد أنّ العمل في غرفتي موك وأنطاكيا، لم يتوقف كما يُشاع، وهو الآن ناشط بشكل لافت.” لكنه جرى استحداث غرف عمليات أخرى مثل غرفة عمليات عين عرب، وغرفة عمليات إعزاز.

  • الدراسة خاصّة بمركز فيريل للدراسات ـ برلين   Firil Center For Studie FCFS Berlin Germany صدرت بتاريخ 29.06.2016 في برلين ودمشق.

  • يعتذر مركز فيريل للدراسات عن إخفاء بعض المعلومات الاستخباراتية التي لم يُسمح له بنشرها. ونتوجه بالشكر لكل العاملين في المركز في برلين ودمشق، على جهدهم الكبير في هذا البحث.  بإشراف مدير مركز فيريل للدراسات في برلين الدكتور جميل م. شاهين.