“إن صافحت مسؤولاً أميركياً، فاغسل يديك.”… د. جميل م. شاهين ـ





ويسـتمر الاندهاش والغبـاء الأوروبي؛ يا للهول، الــ NSA تلصصت علينا! وتمّ اسـتدعاء السـفير الأميركي في تشرين الأول عام 2013، والتهديد بعدم أكل الهامبرغر أسـبوعاً كاملاً، وتجنب ارتداء الجينــز في عطلة نهاية الأسبوع. أوروبا دولتان: بريطانيا وألمانيا والباقي أتباع، الأولى خرجت وبقيت ألمانيا السيدة الأولى، لهذا بين كافة المواقف يعوّلُ فقـط على الألمـان الـذين قالوها سابقاً: ميركل أبلغت أوبامــا، وبشكل واضح، بأنه: “إذا ما ثبتت صحة مزاعم التنصت على هاتفها، فإن ذلك “أمــر مرفوض على الإطـلاق”، وحذّرت من أن مثل هذه الممارسات قد تؤدي إلى “فقــدان الثقة”، و “يجب وقفها على الفور.”!!

هـذا أقصى ما يمكن للأوروبيين، بمــن فيهــم ميركل، فعله ظاهريـاً، والسبب هو الإحراج أمام الشــعب، أمـا الحقيقــة، فتعالـوا نغوص قليـلاً فيهـا:

    • الولايـات المتحدة الأمريكية بدأتْ تتلصص على كافة هواتف العالـم منـذ 4 تشرين الثاني 1954. وعلــى كــلّ مَــن يزورهــا، مــن الزعمـاء. نجحت بعض الدول منذ فترة في التخلص من التجسس الأميركي، مثل الصين وروسيا وغيرها وإلى حد ما إيران.
    • الرئيس حـافظ الأسـد، لـم يطـأ أرض الولايـات المتحـدة الأمريكية، رغـم الدعـوات التـي وجـهتْ لـه، هـل عرفتـم الآن لمـاذا؟ ببسـاطة: “الأميركـي لا يـُـؤتمــنْ”.
    • الأميركي لا يؤتمن، ولنا في الخوازيق التي يتمطط فوقها الانفصاليون في الشمال السوري ومحاولة الانقلاب في تركيا، مثالين لم يمضِ عليهما شهر بعد. “إن صافحت مسؤولاً أميركياً، فاغسل يديك.”
    • اغسل يديك لا تنطبق على أيادي زعماء الــدول العربية “النظيفة”، والتي لا داعي أصلاً للتلصص عليهم، كي لا يفقـد هؤلاء الزعماء وظيفتهم، ولكـن لابأس مـن بعـض الفيديوهـات الخاصـة جـداً لزائـري البيت الأبيض من لابســي الشــواليخ، فقـد تحتـاج المخابرات المركزية الأميركية يومـاً لاسـتخدامهـا! ولنتسلى ببعض اللقطات المضحكة والمقرفــة بآن واحــد، فكــل دائــرة قطرهــا 80 كلــم تحيــط بقاعـدة لنــا، نساؤها حـلالنــا… والباقي مفهـــوم؟




  • نساؤهم حلالنا … والباقي مفهـــوم، مقولة يعرفها معظم الزعمـاء الأوروبيين، ومن ورائهـــم أجهـــزة مخابراتهم، ويعرفـون بـل “متأكـدون” أيضاً أنّ الأمريكان يتلصصون على غرف نومهم، لكنهم صامتون، صامتون بالإكراه، طالمـا أنّ العصـا الأمريكية فوق رؤوسـهم، عليهم أن يخرســوا، نعـم “يخرســوا”.
  • يخرسوا، خرسوا طويلاً، الآن، انكشفت مؤخرة أوروبا ومقدمتها، فقبول اللاجئين بأوامر واشنطن سيطيح برأس ميركل ورؤوس زعماء “الاعتدال” الأوروبي لصالح عشاق هتلر، وما حدث هـــام جـداً؛ أن يـُفتضــحَ أمــر الأميركـي غير المحبوب هنـا في ألمانيــا تحديداً، والذي يُطالب كثيــــرون بالتخلص من القواعــد العسكرية الأمريكية، التي عملت جاسوساً على هواتفهم، وزينت شوارعهم بآلاف الإرهابيين قاطعي الرؤوس في سوريا والعراق، هـذا من الكبـائر الألمانيــة. ربمـا كـانتْ ميركـل تـدري، أقول ربمـا، لكـن بالتأكيــد مَــن هـم حولهـا، في الجنوب الألماني… كانـــوا يتركونها تفعل، كـي ينتقل الخبر إلى فورت ميادي بولاية ماريلاند الأمريكية. ونقول بصراحة من مركز فيريل: “ما حصل في أوروبا كان فخـاً من واشنطن و… موسكو.”. أكل الأوروبيون الطعم وعلقوا بصنّارة الإرهاب، مبروك هذا الغباء…
  • يحـقّ للألمـان الآن العمـل بسـرية ولوحدهـم: “لـن نـُخبـر ميرلاند بكل ما يجري في كواليس برليــن: الشـتاء قــادم؛ خطة بناء حلب أصبحت جاهزة، ونهـر بــردى ستمشي فيه ميــاه ثلــوج القلمـون والصيـــد ثميـــن مــع الأسـود… حصتنــا من بوشـهر سـتصلنا لوحدنـا. غـازبروم أصبــحتْ شـقيقتنا. ومبنــى Chengdu شــيغندو New Century Global Center مقصدنـا، لِـم لا وهــو الـذي يتســع لثلاثــة “بنتاغـون” دفعـة واحـدة. بقـي علينا أن نشــتري تمثـال رودس. ولسان حالهم يقول: “يجـب ألا تســقط العنقــاءُ دفعــةً واحـدة، وإلا قتــلت الملاييـن مـن المتعلقين بمخالبهـا، لا أحـد يسـمح بذلك، ســنتركها تتهـاوى ببـطء، بينمـا نـُحصـّنُ أنفسـنا. نحـن الأسـياد الحقيقيـّون وهـم الطارئـون…”
  • نحـن الأسـياد الحقيقيـّون وهـم الطارئـون، واشـنطن تعرف ذلك، لهذا ســتحاول التغطيــة على انكشـاف العـورة بانفجـار كبيــر، إرهـاب في مكـان ما، أو كـشف عــورة خليجيــــة، وما أوســع عــورات الخليج!!… المهـم أن تكــون العـــورة الجديــدة أعلـــى “صوتــاً”…
  • جعجعـــوا ما شــئتم أيهـا الأمريكــان… لكــم الجعجعــة أمــا الطحين… فلبرليـــن…
  • الكاتب: د. جميل م. شاهين ـ برلين 10.09.2016 مركز فيريل للدراسات ـ برلين.