الجيش السوري يُصحّحُ أحاديث إسلامية آمن بها الملايين!!

عدد القراءات 46309قالوا وهددوا وتوعدوا في منابرهم، ومنذ أكثر من 7 سنوات يُكرّرون ويُبشرون ويكذبون، بينما عشرات الملايين تُصدقهم وتتبعهم دون تفكير. ورد ذلك في كتبهم، صدحت به حناجر شيوخ النفاق والدجل والنكاح… الغوطة ستكون مقبرة الغزاة.

دليلهم الحديث الذي وصفوهُ مراتٍ بـ “الصحيح”:

“فُسْطَاط المُسْلِمِينَ يَوْمَ المَلْحَمَةِ بالْغُوطَةِ إلَى جَانِبِ مَدِينَةِ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشّامِ”

الحديثُ صحيح؛ هذا ما ورد في المواقع الإسلامية الوهابية في عدة دول إسلامية وعربية، وعلى لسان كبار علماء ودعاة المسلمين الذين يُحلّقون في النصر المنتظر من الغوطة:

(في آخر الزمان ستكون لغوطة دمشق مكانة كبيرة في قلوب المسلمين، حيث يلوذ بها المسلمون يومئذ، وقد روى أبو داود عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “فُسْطَاط المُسْلِمِينَ يَوْمَ المَلْحَمَةِ بالْغُوطَةِ إلَى جَانِبِ مَدِينَةِ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشّامِ” ،  وقال الحاكم : صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وأقره المنذري، قال الألباني في “فضائل الشام ودمشق”: وهو كما قالوا.).

يمكنكم ببساطة مشاهدة مدى استغلال الحديث للتحريض على قتال الجيش السوري وذلك على اليوتيوب والمواقع الإسلامية.

 

تتبعنا الحديثَ كي لا نأخذ عن أحد، فوجدناهُ في مركز فيريل للدراسات في (أبو داود : الملاحم (4298)، وأحمد (5/197). كما قرأنا كم نُقلَ هذا الحديث مِنْ وعَن: رُوي هذا الحديث من حديث أبي الدرداء وعوف بن مالك ومعاذ بن جبل ورجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وله شاهد ببعض معناه من حديث أبي هريرة ومن مرسل أبي الزاهرية.

حديث أبي الدرداء: رواه ابن حنبل وأبو داود ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ وأبو زرعة الدمشقي في الفوائد المعللة والبزار والطبراني، في (مسند الشاميين) و (المعجم الأوسط) عن جماعة عن يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن زيد بن أرطاة عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “فُسْطَاط المُسْلِمِينَ يَوْمَ المَلْحَمَةِ بالْغُوطَةِ إلَى جَانِبِ مَدِينَةِ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشّامِ”. زيادة على ذلك هناك المصادر التالية: “هي من خير مدائن الشام”. رواه الطبراني في مسند الشاميين وابنُ عساكر من طريقين عن صدقة بن خالد عن خالد بن دهقان عن زيد بن أرطاة به نحوه.

الحديث رواه أيضاً ابن حنبل في “فضائل الصحابة” عن أبي سعيد مولى بني هاشم عن محمد بن راشد المكحولي عن مكحول عن جبير بن نفير، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “فسطاط المؤمنين في الملحمة الغوطة، مدينة يقال لها دمشق، هي خير مدائن الشام”.

رواه أبو داود، ومن طريقه ابن عساكر عن موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن برد أبي العلاء عن مكحول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

إن توسعنا في الحديث تبدو هذه الرواية مركبة من حديثين:

 

  1. الأول: ما رواه البخاري وابن ماجه وابن حبان والطبراني، في مسند الشاميين والحاكم والبيهقي من طرق عن الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء بن زبر عن بسر بن عبيد الله أنه سمع أبا إدريس قال: سمعت عوف بن مالك قال: (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم، فقال: “اعددْ ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يُعطى الرجل مئة دينار فيظل ساخطاً، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا”). رواه الطبراني في مسند الشاميين من طريق عبد الله بن محيريز عن عبد الله بن العلاء بن زبر به نحوه. وهو مروي من طريق ضمرة بن حبيب وعبد الله بن الديلمي ومحمد بن أبي محمد والشعبي وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد وهشام بن يوسف كلهم عن عوف بن مالك به نحوه.

  2. الثاني: ما رواه ابن حنبل وغيره من طريق زيد بن أرطاة عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “فسطاط المسلمين يوم الملحمة الغوطة، إلى جانب مدينة يقال لها دمشق”. رواه ابن حنبل في فضائل الصحابة من طريق مكحول عن جبير بن نفير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلا. وهذا الحديث تقدم في حديث أبي الدرداء.

 

خلاصة القول ومن أصحاب الشأن لما سبق: 

الحديثُ كان مُرسلاً، والطريق الموصول معلول بعلّة الإرسال. أي الحديث ضعيف، رغم ذلك يتم تدريسه وإبقاؤهُ في المناهج والكتب وتحريضُ الرُعاع لحمل السلاح ابتغاءً لجنة الحور، بما في ذلك المناهج والكتب السورية.

بعد الذي جرى في الغوطة، هل لدى عاقل شكّ بأنّ هذا الحديث ليس فقط ضعيفاً، بل غير صحيح البتة؟

وحدهُ الجيش السوري أثبتَ عدم صحة هذه الأحاديث نهائياً دون مواربة ولو نقلها العشرات، ووردت في “أمهات” الكتب، وأكدها شيوخ وعلماء لا يعرفون سوى خداع القطيع… ما جرى في الغوطة الشرقية يؤكدُ أن الجندي السوري هو صحيح الصحاح ومنه تأتي الأخبار الموثوقة التي لا لبس فيها. وعلى القائمين على تلك الكتب تغيير المناهج تبعاً لما يُحققهُ الجيش السوري من انتصارات… مركز فيريل للدراسات. 26.03.2018

شيوخ الدجل والنكاح انتقلوا حالياً لحديث آخر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق أو بدابِقَ، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم…”. 

شيوخ يدّعون أنّ جيش أردوغان هم الروم… شيوخ الإخوان يقولون إنه الجيش الروسي وربما الأميركي… راقبوا تطوّر الحديث لاحقاً، وكل يُفسّرُ على هواه، والقطيع يصغي ويصغي، ويتبعُ كالبُغاث بأرض النسور…