المخابرات الألمانية: انتصار الأسد أمر مؤكد.

 

عنونت الصحافـة الألمانية صدر صفحاتهـا  بعناويـن مختلفة كان الأبرز منها ما كُتِبَ عن سـوريا، فمن “بوتين يثبتُ الحقائق على الأرض”، إلى “فشـلٌ ذريع للناتـو في سـوريا”، وأخيراً “انتصـار الأسـد أمـر لا مفـر منـهُ”.

في حين كان زعمـاء الناتـو يُسـارعون لكسب ودّ الروس في ميونيخ، كان الجيش السوري والطيران الروسي يزلزلون الأرض في حلب وريفهـا، ففي غارة قام بها الطيران الروسي، تمكن من قتل 12 عشر مسلحاً، عندما قصف مبنى داخل مدينة حلب، فسـوّى بناءً من خمس طبقات بالأرض.

يتبعُ الروس طريقـة جديدة، فبعد قصف المكان المحدد، تعـود لتقصفهُ مرة أخرى بعد دقائق، فتحقق إصابات أكثر، حتى بات المسعفون يتأخرون بالوصول تحاشياً لموت مؤكد.

أمام الجيش السوري وسلاح الجو الروسي أسبوعاً لوقف إطلاق النار الذي اتفقوا عليه في ميونيخ، لهذا يسارعون الخطى في عملياتهم العسكرية دون هوادة، لكن هذا لا يشملُ جبهة النصرة وداعش، ولا توجد بشائر تؤكد أنّ وقف إطلاق النار سيستمر طويلاً.

لعل جون ماكين هو أكثر الأشخاص انزعاجاً مما يجري في سـوريا، فقد قال: “أسبوع كامل يتيح للروس قتل المزيد من المعارضة المسلحة، يجب أن يتم وقف إطلاق النّـار فوراً… إن استمرت الأمور كذلك فإنّ الأسـد سيبقى.”

من جهـة أخرى أكد خبراء عسكريون في جهاز الأمن الألماني أنّ انتصارات الجيش السوري لا يمكن وقفها، وبات بحكم المؤكـد انتصـار الأسـد وعلينا قبول ذلك، والتنسيق سياسياً وأمنياً معه. وحسب ماركوس فينر، مراسل صحيفة فرانكفورتر ألغيماينه: “المعارضة السورية المسلحة تتقهقر وتنهار إلى غير رجعة، والأسـد سيعيد سيطرتهُ على حلب خلال فترة قصيرة، والتدخل العسكري المباشر من قِبل تركيـا والسعودية غير مرجـح.”

إن بقيت الأمور كذلك فسيتم القضاء على المسلحين خلال أقل من سـنة، ولن نرى سوى عمليات عسكرية بسيطة ضد الجيش السوري، تقوم بها بقايا المعارضة السورية المسلحة هنا وهناك دون فاعلية تذكر. روسـيا جاءت ومعها استراتيجية البقـاء الطويل في سـوريا، وسوف تكون لها قاعدة عسكرية ثانية، فقد رفعت عدد طائراتها المقاتلة من 40 إلى 120 طائرة من أحدث الأنواع في العالم، وما يقوم به الروس هو نوع من التدريب العملي على الحروب القادمة التي قد تخوضها روسيا في المستقبل.

د. جميل م. شاهين 14.02.2016