هل وقعت تركيا وواشنطن في الفخ؟ مركز فيريل للدراسات الدكتور جميل م. شاهين

 

المعركة بين الاحتلال العثماني وإرهابيي درع الفرات، ضد العصابات الانفصالية، ابتدأت وإن بوتيرة تصاعدية. فماذا ستحصدُ سوريا من وراء ذلك؟ سوف نناقش معكم من مركز فيريل كافة الاحتمالات حول تطور التوتر بين الاحتلال التركي والانفصاليين: الدكتور جميل م. شاهين. إدارة التحرير في مركز فيريل للدراسات. الأستاذ: زيد م. هاشم. 20.01.2018

  • تطور المعارك أكثر سيشكل استنزافاً عسكرياً للطرفين في آن واحد، والنتيجة المبدئية لمعارك عفرين إن تطورت أكثر، ستكون إضعافاً أيضاً لعصابات الانفصاليين في الرقة ودير الزور والحسكة، وهم كلاب حراسة الوجود الأميركي في الشمال السوري. الأمر يمتدُ لأبعد من ذلك، وسينتجُ عنهُ ضرب أساس الاحتلال الأمريكي في الجزيرة، تحت غطاء “عصابات قسد” وريثة داعش الصفراء، بحجة محاربة الإرهاب… هنا دمشق هي الرابحة…

  • المؤكد لنا في مركز فيريل أنّ واشنطن تخلّت عن عصابات عفرين، وكما قلنا مراراً ستكتفي بالإدانة، والإدانة بدأت سريعاً منذ البارحة، ورغم نفي زعماء هذه العصابات للطلب من دمشق أن تتدخل، فهناك وساطات علمنا عنها هنا في برلين، تجري لتسليم الجيش السوري مدينة عفرين. ومعها منبج أيضاً. إن حدث التسليم للجيش السوري ستكون دمشق هي الرابحة. وإن رفض الانفصاليون، سيخسرون عفرين. 

  • لنفترض أنّ الانفصاليين “ركبوا رؤوسهم” كالمعتاد، سيواجهون جيشاً تركياً قوياً يطحنهم، ولكن هل ستمر الأمور هكذا؟ لا، على الأكراد نقل المواجهات العسكرية إلى داخل تركيا، ولا نظنّهم يفعلون أكثر من التهديد والوعيد ثم الفرار. إذا فعلوها فرضاً، الاقتصاد التركي مهلهل؟ ووعلى أنقرة الرد بقوة على الأكراد، هنا ستثور أوروبا على أنقرة وتتحرك الشوارع في العواصم الأوروبية بين مؤيد ومعارض، بينما سيُجنّ جنون واشنطن وهي ترى “كلاب حراستها” يتساقطون، وعلى يد واحد من أهم جيوش الناتو… ماذا ستكون دمشقُ هنا؟ الرابحة طبعاً.

  • لنفترض أنّ أردوغان تراجع عن ضرب الانفصاليين، ورضي بالأمر الواقع، القوميون الأتراك وجنرالات الجيش ومعظم الشارع التركي، سيرفض ولن يبقى أردوغان على كرسيه. لهذا ليس أمامه سوى تنفيذ تهديداته في عفرين على الأقل، لكن ماذا عن مشروعه العثماني لاحتلال إدلب وإقامة حزام عازل من أتباعه؟ سيضطر لسحب إرهابييه من إدلب لحماية تركيا من هجمات العصابات الانفصالية. الحقيقة وحسب ما قالهُ لمركز فيريل أحد الخبراء الألمان:

(تركيا بسياستها الحالية، تتورط أكثر فأكثر. فيما بعد ستقعُ في أكبر فخّ منذ الحرب العالمية الأولى).

السيناريو الأقرب حالياً بين تركيا والأكراد

حسب ما يجري على الأرض والمعلومات المتوفرة، نرى أن الاحتمال الأقرب حسب مركز فيريل هو تنفيذُ تركيا لتهديداتها وضرب عفرين، وغالباً ستحتلها لاحقاً. ويبدو أنها بدأت أثناء كتابة هذا التقرير الخاص. ببساطة ليس أمام أردوغان سوى هذا الحل، وسينتظرُ ردة فعل الدول، فإن لاقى نجاحاً وصمتاً من أصدقائه وحلفائه، استمر ليتابع في منبج وتل أبيض والمالكية وغيرها.

قصف عنيف تركي للمسلحين الانفصاليين في محيط عفرين (الصورة قبل أقل من ساعة)

روسيا: سوف تتفرّجُ في البداية، وكم يحقّ لها أن تتفرج على “الغدار” التركي والمتذبذب الانفصالي… طبعاً مع بعض التلميحات بأن واشنطن هي السبب وقليل من “القلق”، بعدها ستتدخلُ لتهدئة الأوضاع، لماذا؟ لأنّ الأكراد سيهرولون إليها طالبين الحماية من أردوغان، والتوسط لدى دمشق لدخول الجيش السوري.

الولايات المتحدة ستتفرّجُ أيضاً، وهي أيضاً بين نارين: أن تُساعد الأكراد وتخسر تركيا للأبد، وقد تنجر لحرب كبيرة مع الجيش التركي، أو تترك الأكراد يواجهون مصيرهم الأسود وهو الاحتمال المرجح، لكنها ستمنع تركيا من الاستمرار في حرب كبيرة ضدهم…

أوروبا ستثور ضد أردوغان، خاصة ألمانيا، وهنا في برلين يُفيدكم مركز فيريل بأن التوتر سيد الموقف بين الأكراد والأتراك، وقد تشتعل المظاهرات في أية لحظة، والأخطر ما سيتلوها من اشتباكات بين الطرفين، ثم… تدفق جديد للاجئين الأكراد إليها، وعودة الهدوء وهكذا.

أخيراً سوريا، عليها أن تنظر قليلاً قبل أي تحرّك، والاستمرار في معركة إدلب. فالانفصاليون يجب أن يفهموا أنّ مصيرهم بيد دمشق، وفقط دمشق هي التي تحميهم إن تخلّوا عن أوهامهم. على دمشق أن تتفرج لفترة أطول من موســكو. 

الأمور حالياً، تجري لصالح دمشق، فتركيا ومعها واشنطن وأتباعهما من انفصاليين وإرهابيين يتصارعون. والأفضل أن تكون القوتان متساويتان. لكن على دمشق وموسكو ألا تتفرجان طويلاً، فهذا ليس وقت الاستمتاع، فالأرض أرض سورية وهذا يجب ألا ينساه أحد. الدكتور جميل م. شاهين. إدارة التحرير في مركز فيريل للدراسات. زيد م. هاشم. 20.01.2018 ورد مركز فيريل هذه اللحظات أن القصف التركي العنيف لمنطقة عفرين، أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف مسلحي المنطقة من الأكراد. شاهدوا الصورة.