توضيح حول قرار وزارة التربية بخصوص مدارس الكنائس في الحسكة

كتبَ الأستاذ نضال رهّاوي حول موضوع قرار وزارة التربية بإجبار المدارس الخاصة التابعة للكنائس، أن “تفتح” يوم الأحد حصرياً. الموضوع أخذ ضجةً على صفحات التواصل الاجتماعي بين مؤكدٍ ومُكذّبٍ. تواصلَ مركز فيريل للدراسات مع الأستاذ رهاوي وعدد من مدراء المدارس حول حقيقة القرار، وتوصلنا للحقيقة التي تجنّبَ البوحَ بها علناً معظم مَن تواصلنا معهم، وهذا أمرٌ لم يكن مفاجئاً.

الحقائق التالية نعرضها على السيد وزير التربية عماد موفق العزب، والذي سنتفاءلُ به أكثر من سابقهِ الوز له المغفرة…

  • معظم القرارات والتوجيهات وبرامج الامتحانات التي تصل لمدارس محافظة الحسكة، تكونُ شفهية، الحجة هي تأخر البريد! لهذا لم نجد أيّ نصّ مكتوب للقرار، وتمّ تبليغ مدراء المدارس شفهياً. هذه الطريقة بهذه الحجة “الساذجة” تفتحُ الباب واسعاً أمام الاجتهادات والإشاعات، والأخطر أمام مسؤولين في مديرية التربية لفرض توجهاتهم الفردية على المدارس. المطلوب يا سيادة الوزير إرسال جميع ما ورد إما بريدياً أو على الأقل عبر الإيميل الخاص.

  • بالنسبة لامتحان 24 كانون الأول المصادف ليلة الميلاد المجيد، تأكدنا في مركز فيريل أنهُ “كان” إلزامياً أن يتم الامتحان ذلك اليوم. البارحة أخبرنا مدراء المدارس المسيحية أنه أصبح “فجأة” اختيارياً ويمكنُ نقلهُ ليوم آخر. حيثُ اتصل بهم مسؤول الامتحانات “إكس” في مديرية التربية بالحسكة وأخبرهم بذلك، هل تصرّفَ المسؤول “إكس” من تلقاء ذاتهِ أم أنّ أوامر وصلتهُ سابقاً ولاحقاً بذلك؟

  • امتحان يوم الأحد 16 كانون الأول مازال بموعدهِ، علماً أنّ منهاج مادة الاجتماعيات الجديد لم يصل بعد إلى المدارس، ولا يعلم الطلاب هل سيُمتحنون بالمنهاج القديم أم الحديث.

  • ليوم الأحد كما للجمعة خصوصيتهُ لدى المسيحيين، واختيار يوم آخر للإجراء الامتحان ممكن، خاصة أنّ في الأسبوع خمسة أيام أخرى… بالأخص عندما يأتي يوم الأحد في فترة الأعياد. المطلوب مراعاة ذلك درءاً للتأويلات.

  • إنّ قرار “سحب” العطلة الانتصافية ودمجها بعطلة عيد الميلاد، لم يكن صائباً، وهي لم تعد عطلة انتصافية… فإذا كان لديكم آلة حاسبة، اجمعوا عدد الأيام الدراسية قبلها وبعدها، لتجدوا أن الفارقَ كبير. إذا كانت عطلة عيد الميلاد “مزعجة” لبعض التوجهات “المشموسة”، يمكنكم إلغاؤها دون عملية “السحب” هذه، للإبقاء على التوازن بين الفصلين الدراسيين، على فرض أنّ مصلحة الطلاب مهمة.

  • لمن لا يعلم أو يعلم و “يطنش”، المدارس المسيحية الخاصّة في الجزيرة السورية “المُحتلة”، هي الأكثر مقاومةً بوجه عملية التكريد التي تجري تحت مرأى الجميع. المدارس المسيحية الخاصّة هي التي وقفت بوجه العصابات التابعة للمحتل الأميركي ورفضت تغيير مناهجها الدراسية الرسمية، رغم ذلك صدر قرارٌ “شفهي” بمنع الصلاة الربانية الصباحية، وعدم تعليق الصليب فيها، وهذا تقليدٌ قديم متعارف عليه في كافة المدارس الخاصة حول العالم. علماً أنّ الالتزام بهذا القرار لم يكن كبيراً. المدارس الخاصة هذه بحاجة للدعم لا للطعن… فلا تكونوا مع المحتل والخونة ضدها…

 

نتأملُ أن تكون قرارات وزارة التربية بالكادر الجديد أكثرُ اتزاناً ودراسةً من الكادر القديم الذي كان مرتبطاً بوزارة أخرى، يتلقى منها التوجيهات، بل الأوامر… لنا وقفة لاحقة مع المناهج الحديثة والمستحدثة، نلحقها بما جادَ بهِ علينا “الفتح العثماني المبارك”… مع تقديرنا واحترامنا لكل مسؤول يعملُ لصالح سوريا أولاً وثانياً. مركز فيريل للدراسات. برلين. 12.12.2018