خطة واشنطن القذرة في سوريا والعراق ما بعد داعش. خاصّ بمركز فيريل للدراسات

ما من شك أنّ تنظيم داعش الإرهابي هو حاضنة وفكر إسلامي متطرف، وصناعة أمريكية تالية واضحة المعالم، أهدافاً ونتائج، فكل ما قام به هذا التنظيم يصبّ بمصلحة واشنطن وتل أبيب.

الخطة المُنجزة لداعش أميركياً

من المفترض وحسب الخطة الأميركية التي نشرها مركز فيريل سابقاً، أن تحتل داعش جزءاً كبيراً من سوريا والعراق، وتقيمَ دولتها الخرافية، ليأتي الرامبو الأميركي “المُنقذ” فيحررهما ويبقى فيهما. الخطة نجحتْ جزئياً، وهذا لم تأتِ بالنتائج المرجوة، لهذا أتت الخطة البديلة الجاهزة دوماً.

الخطة البديلة في العراق

سيطرت داعش على الأنبار والموصل وتكريت وأجزاء من كركوك وديالى، فتم إنشاء الحشد الشعبي من مكوّن موالٍ لطهران عقائدياً ومنهجياً، وبوضوح: (الحشد الشعبي العراقي هو المحرر الرئيسي للعراق من داعش). هناك بعض الصحوات القبلية والعشائرية التي تتبع هذا الحشد، من مكونات هذه المحافظات، لكن لم يتمّ تسليحها وتمويلها بطريقة كبيرة وقوية كما حدث مع الحشد، وهذا مقصود لأنه يدخل ضمن الخطة الأمريكية من أجل المرحلة القادمة…

أشرفت القوات الأميركية في العراق على تحرير الأنبار، وأوقفت العمليات في تكريت أسبوعين لوضع شروطها مع حكومة المنطقة الخضراء. أيضاً واشنطن أشرفت على معارك الموصل، فسمحت بمشاركة ميليشيات البيشمركا والقوات العراقية في تحرير الموصول، فأعطي الحشد الريف الجنوبي الشرقي وطريق بغداد. نلاحظ هنا تصريح العامري أن العبادي لم يسمح بتحرير تلعفر وغيرها رضوخا للمطالب الأمريكية التركية!

مما ورد نجد أنّ هناك خطة أميركية لدخول الحشد الشعبي لمناطق ليس له فيها أيّة حاضنة شعبية… هنا دعمت واشنطن جماعاتٍ مسلحة كثيرة تعادي إيران وتنظر للحشد أنه يمثلها، مثل الجيش الاسلامي وكتائب ثورة العشرين وجيش النقشبنديين وجيش المجاهدين، وغيرها من تنظيمات اختفت فجأة بعد ظهور داعش وقياداتهم البعثية فرع الدوري، وإخوان مسلمين تابعين لأنقرة والدوحة، كل هؤلاء لديهم رابط كشترك هو معاداة إيران.

الآن في العراق؛ هناك مناصفة بين هذه التنظيمات في الولاء بين الرياض والدوحة، لكن… إيران بدأت تربطها علاقات ما بالإخوان المسلمين! كيف هذا؟

ركائز الخطة الأميركية في العراق

  • توريط طهران والحشد الشعبي في المحافظات المعادية لها في الأنبار والموصل؛ أي بوضوح في المحافظات السنيّة، لإعادة العراق لنقطة الصفر أمنياً وجرّ طهران لمستنقع جديد. حرب داخلية ستكون بين حلفاء السعودية وإيران، بعد أن تنجحَ واشنطن بتوريط الأخيرة مع الإخوان المسلمين، لهذا سنشهد إعادة بلورة للمكونات الأساسية المعادية لطهران في هذه المحافظات العراقية، وقد بدأت فعلياً بضخ إعلامي سيتصاعد تدريجياً، مع ظهور جماعات مسلحة للأحزاب والهيئات التابعة لأمريكا وحلفائها، هذه الجماعات ستثير القلاقل بشحن طائفي، يمتد لحوادث أمنية، ليطلبوا بعدها تدخل الولايات المتحدة، أيضاً “المنقذ” لهم من إيران.
  • التخطيط لصدام دموي كبير بين الأكراد الانفصاليين في الشمال، والحكومة المركزية في بغداد. فعصابات البيشمركا أكدت أنها لن تنسحب من المناطق التي حررتها من داعش، رغم عدم وجود كردي واحد فيها، أي احتلال صهيوني وقح!.
  • الخليج سيكون ساحة صدام أخرى بالإضافة لحرب الوكالة في العراق، رأس الحربة ستكون السعودية ومعها أتباعها: الإمارات والكويت ومصر والأردن، ليكون على الطرف الآخر إيران وتركيا وقطر.

ركائز الخطة الأميركية في سوريا

ينسحبُ الأمر على سوريا إلى حد ما بشكل مشابه للعراق، فالمحافظات التي احتلها داعش جزئياً أو كلياً في الحسكة والرقة ودير الزور وشمال شرقي حلب، كلما انسحبت داعش أمام قوات غير الجيش السوري، حلّ محلها مكوّن مشابهٌ لداعش!! كيف؟ الأكراد مثلاً؛ تنقلوا بين حضن وحضن ليستقروا أخيراً بحضن ترامب، انسحبت داعش من الرقة، فحلّت محلها عصابات قسد الانفصالية التي تتبرعُ بالأراضي السورية للأميركيين وكأنها ملك أبيها، كذلك الحال في أجزاء من الحسكة، وريف حلب (منبج). تركيا تشترك في اللعبة فسارعت عن طريق إرهابيي درع الفرات واحتلت مدينة الباب وجرابلس، إضافة لإعزاز ومارع، كافة هذه الميليشيات والعصابات موالية لواشنطن رغم تناحرها، سواء كانوا إخوان مسلمين أو أكراد انفصاليين.

تحرير تدمر يلوح في الأفق، لكن… ماذا عن دير الزور والرقة؟! خاصّ بمركز فيريل للدراسات. د. جميل م. شاهين

هل الوضع سيء لهذه الدرجة؟

صحيح أنّ واشنطن تملك خططاً وخططاً بديلة، لكن دائماً هناك نقاط ضعف ومفاجآت على الأرض، تقوم بها القيادة السورية وحلفاؤها، لهذا نقول من مركز فيريل: (الوضع خطير لكن تفكيك هذه الخطط مؤكد، وهناك ثغراتٌ كبيرة لا يفهمها سوى أصحاب القرار في سوريا). التالي هو نقاط هامة تجعل خطط واشنطن تترنح أو تنجح:

  • لا يملكُ الأكراد قدرة عسكرية أو بشرية تجعلهم أهلاً للاستقلال بدولة يحيط بها “بحر” هائجٌ من الأعداء. كما أنّ ارتباط واشنطن بهم رهين “عبوديتهم” ومقدار تحقيقهم لمصالحها، لهذا ستتخلى عنهم في أول جلسة مفاوضات حقيقية مع تركيا أو روسيا، والأهم مع سوريا. وتصريح السفير الأميركي السابق بدمشق فورد: (واشنطن ستتخلى الأكراد وحلفاء سوريا لن يبقوا أمريكا في شرق سوريا)، تصريح لم يأتِ من فراغ.
  • كافة الأطراف التي تحاول لملمتها واشنطن، متحاربة عقائدياً وقومياً وحتى دينياً، لهذا هي تجمع حلفاً إن تركته ساعات، قام بقتل بعضه.
  • قيام الجيش السوري بتحرير شرقي حلب وشرقي حمص وشرقي السويداء وتدمر، ثم البادية حتى الحدود العراقية، أي شظى المناطق المتصلة التي كانت تعوّل عليها واشنطن، لقيام دولة سنية متصلة مع العراق، تتبع للسعودية.
  • الجيش السوري جيش عقائدي وطني لا يحمل أجندة دينية، وليس لديه خلفية طائفية أو مذهبية، والعملية السياسية السورية لا توجد فيها أحزاب سياسية أو دينية، أي أنّ التقسيم الطائفي في سوريا غير موجود كما سيحدث في العراق.
  • العامل المهم أيضاً هو الوجود الروسي الذي يمثل القوة العلمانية الكبرى، ذات الثقل العالمي المنافس لأمريكا، والتي ترفض أيّ صراع طائفي، وقد لاحظنا أنه عقب الدخول الروسي، خفّت حدة الهجمة الإعلامية التضليلية بوصف ما يجري في سوريا بالطائفية، ومع الدخول الصين المتوقع، سيكون أي كلام عن مذهبية أو طائفية في سوريا، كلاماً لا يستحق التفكير به.
  • هناك نقطتان ضعيفتان في الجيب السوري؛ أولاً: الغدر التركي حيث سيطرت قواتها وإرهابيوها على شمال حلب من الباب الى جرابلس وإعزاز ومارع، من خلال عملائها من الإخوان المسلمين، وتخطط لدخول إدلب والسيطرة عليها أيضاً، لحماية الإخوان وزجهم بالعملية السياسية القادمة في سوريا، كجهة محاربة للإرهاب الداعشي والقاعدي معترف بها أمريكيا وغربياً. بالمقابل: دمشق وموسكو لهم بالمرصاد، وتحرير هذه المناطق قادم لا محالة. ثانياً: الجيب الإسرائيلي الأردني، حيث تخطط إسرائيل لاقتطاع وادي اليرموك بحجة محاربة داعش هناك، وبمساعدة أردنية سعودية، بينما يخطط الأردن للدخول شرقي السويداء حتى التنف بحجة دعم المسلحين المعتدلين، بحماية أميركية. هنا قالت موسكو: (إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء باعتداءاتها على الجيش السوري) في إشارة لما تنوي إسرائيل فعلهُ.

لا خوف من الأكراد الانفصاليين

يمكنم زيارة صفحة مركز فيريل للدراسات على الرابط

https://www.facebook.com/Firil-Center-For-Studies-FCFS-369658720062314/

حرب تركيا ضد الأكراد ستندلع في أية لحظة، وسيكون الأكراد الحالمون كبش فداء كما حذرنا مرات. بينما ستلعبُ دمشق وقتها دور الوساطة وسيأتي إليها الانفصاليون راكعين مستنجدين.

كما أنّ العشائر العربية في الجزيرة السورية، باتت تدينُ بالولاء التام للقيادة السورية، ومستعدة للانخراط في أيّ عملية عسكرية، بعد أن جربت حكم داعش الإرهابي، هذه العشائر ترفض رفضاً قاطعاً أيّة عملية انفصالية في الشمال السوري… والكلام واضح هنا.  زيد م. هاشم. مركز فيريل للدراسات

أخيراً: الأمور صعبة ومعقدة للغاية، وكلما انتهت مرحلة تبدأ أخرى، لكن الخط الثابت هو انتصار تلو انتصار للجيش السوري، وهو الوحيد الباقي فوق التراب السوري.

إدارة التحرير مركز فيريل للدراسات 01.07.2017