قطر؛ انقلاب أم غزو سعودي؟

إدارة التحرير في مركز فيريل للدراسات. زيد م. هاشم. لا يختلفُ عاقلان بأنّ الأزمة الخليجية الحالية، هي أزمة مصطنعة أُجّجت لخدمة المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة. هذان العاقلان لا يختلفان أيضاً في أنّ الأسر الحاكمة في الخليج، هي محميات من التُبَع أوجدت لترعى مصالح الغرب، وعندما تنتهي “فترة صلاحية” إحداها، يتمّ استبدالها بأخرى، هو تغيير في أسماء القبائل الحاكمة ليس أكثر، فهل انتهت فترة صلاحية أسرة تميم بن حمد؟

جاءت الأزمة الخليجية عقبَ زيارة ترامب للرياض، والتي تم على أساسها تأسيسُ ناتو إسلامي بقيادة أكثر أسر تدفعُ بالدولار، وهي أسرة آل سعود دون منازع. إذاً، الأزمة هي ضرورة أمريكية مُلحة، وليست حالة خلاف بين أنظمة العمالة، لأنه ليس من حقهم أن يختلفوا أو يتصالحوا إلا بإشارة من والد إيفانكا ومن وراءهُ.

أهداف الأزمة الخليجية

  • خلق طرفي صراع في الخليج لابتزازهما مالياً. السعودية وباقي دويلات الخليج غارقة بدعم الإرهاب منذ نشوئها، استطاعت الدول التهرّب من دعم الإخوان المسلمين في السنوات الأخيرة، باستثناء قطر التي كانت أشد غباءً بإظهار دعمها للإخوان. كل فترة تظهرُ تقارير أمريكية يُقال عنها “المسربة”! تكشف عن دور السعودية وقطر في دعم الإرهاب الإسلامي، الغرض منها “دفعةٌ على الحساب” لتعويض خسائر واشنطن المالية، واتخام جيوب الساسة في الغرب.
  • خلق فوضى “مأسورة” يمكن لواشنطن إيقافها بأية لحظة، يتم من خلالها زرع الخلاف بين أتباعها، فيصبحُ حكام الخليج كأولاد “الحارة”، في لحظة تأمرهم الولايات المتحدة بأن (يتهاوشوا)، فيتهاوشون ويهشمون رؤوس بعضهم… بعد قليل تأمرهم واشنطن أن يتصالحوا، فيُقبّلون “شنبات” بعضهم البعض. هنا تجني مكاسبَ سياسية أيضاً وتوسّعُ ساحة المواجهة لتشمل دولاً من خارج هذه المنظومة الخليجية، وهذا ما شهدناهُ في محاولة جرّ مصر وإيران وتركيا لهذه الساحة، إيران بقيت، حسبَ ظنّها، تتعامل بدهاءٍ سياسي، لكنها أظهرت مساندتها لقطر، شاهد الفقرة التالية، وهو ما حذرنا منه مراراً في مركز فيريل. مصر وتركيا غرقتا بغباءٍ سياسي في هذه المعركة، فانضمت مصر إلى حلف السعودية وبالتالي الناتو الإسلامي، بينما تركيا إلى حلف قطر. طبعاً باقي الدول الإسلامية التي لا قيمة لها، انخرطت ببلاهة في الأحلاف.
  • في النهاية يكون القصد من وراء ذلك، إيران. للأسف وكما قلنا في مركز فيريل، تُحاول إيران “أن تُماهي” الإخوان المسلمين، هذا انعكس سلباً عليها، فمساندتها لحماس الإخوانية، ومحاولات إعادتها لحضن دمشق، زاد من النقاط التي تُؤخذ عليها. كما أنّ نجاح الإعلام السعودي في تأجيج الشعوب “السنية” على طهران، زاد من عزلتها إسلامياً. النقطة الذكية التي قام بها سياسيو إيران هي استمالة تركيا “السنية” لهم، وهذه خطوة تُسمّى “دهاء سياسياً”.
  • بعد ذلك، سيتم فرز حكام الخليج بين صديقٍ وعدو لطهران. صديقُ طهران سيتمُ ابتزازهُ بل “حلبهُ” حتى آخر نقطة، ثم سيؤتى ببديل عنهُ. عدو طهران، سيتم فقط “حلبهُ”.

 

القادم على قطر أحمرٌ وأسود

  1. السيناريو الأول: المُرجحُ لدينا أن يقوم الإخوان المسلمين، بإيعاز أو تسهيلات من واشنطن، بعملية إرهابية ما، قديمة أو قادمة، تفجيرٌ أو اغتيال لمسؤول كبير، حسب الحاجة. فيكونوا، ومعهم الدوحة وطهران، الشماعةَ التي تُعلّقُ عليها جرائمُ الإرهاب في العالم، هنا وبكل دقة يتم كشفُ تفاصيل الجريمة خلال ساعات، لتأتي عبارة “أيام النظام القطري باتت معدودة”. نظام الدوحة سيطلبُ حماية أنقرة وطهران، الأولى أرسلت وسترسلُ جنودها، وقد تُحرّكُ إيران قطعاً بحرية، لحماية نظام تميم بن حمد. فتُقابلُ السعودية وحلفها ذلك بالتحرّك، وقد تحدثُ المواجهة العسكرية، بينما واشنطن والغربُ يتفرّج ساخراً. وحقّهُ أن يسخر…
  2. السيناريو الثاني: انقلابٌ داخلي وفوضى تؤدي لحرب داخلية بين المتنافسين على زعامة دويلة قطر، وهذه قبيلة قحطان بلعت الطعم وسوف تكون “الواجهة”. أيضاً ستتدخلُ تركيا وإيران وحلف السعودية وتقعُ المواجهة بشكل مباشر أو غير مباشر.

يمكن أن يحدثَ مزج بين الطريقتين، والأمور يتمّ التحضير لها منذ الصيف الماضي، لهذا ذكرنا قبل شهرين في مركز فيريل أنّ عناصر من شركة بلاك ووتر وصلت إلى الإمارات المتحدة لهدفين: الأول حماية حكام السعودية الجدد، والثاني خطوة أمنية ما في قطر.

عسكرياً؛ نؤكدُ من مركز فيريل وصول قوات عسكرية من الجيش المصري إلى السعودية، وتتموضع الآن على مسافة ليست بعيدة من الحدود القطرية، بانتظار انسحاب البحرين من معاهدة ترسيم الحدود مع قطر!! كما أنّ السعودية طلبتْ وبشكل غير رسمي، “استئجار” طيارينَ حربيين من الباكستان ودول أخرى، لعجزها وعدم وجود طيارين سعوديين يملكون أية كفاءة قتالية.

قاعدة العديد الأميركية البريطانية الأكبر في المنطقة، ومركز قيادة المنطقة الوسطى، سيكون لها كلمة الفصل في بقاء أو “طيران” تميم، وفي الحسم العسكري. وهي التي ستأمر القاهرة والرياض بأن يدخلوا أو يبقوا خارج الحدود.

على نفسها جنت الدوحة

صعّدت الدوحة من خلال استضافة الحوثيين على قناتها الإرهابية، وروّجت إعلامياً لتهديداتهم باستهداف السعودية والإمارات، بعد فشل مساعي أمير الكويت الذي زار واشنطن، وقام قبلها بجولة خليجية لم تثمر إلا بزيادة التصعيد، ليُقرّر وزير خارجية ترامب، تيلرسون: (لا حل قريب في الخليج).

عقدت الدوحة عدة صفقات أسلحة مع الولايات المتحدة، والأصح: (تبرّعت قطر بالمليارات عسى أن يبقى تميم على الكرسي).

لا فائدة من كل ذلك، فهذا ما جنتهُ على نفسها الدوحة، دعمها للإرهاب في العالم لن يمرّ دون حساب، ودماءُ مئات الألوف من الضحايا في ليبيا والعراق وسوريا ومصر… ستسيل في شوارعها أنهاراً. حسب مركز فيريل للدراسات؛ قدّمت قطر للإرهابيين في سوريا 19 مليار دولار حتى نهاية تموز 2017، هذه المليارات دفعتْ وسوف تدفع عشرات أضعافها كي يُحافظ تميم على كرسيهِ، ولن يُحافظ… ورقة تميم باتت صفراء وقربَ سقوطها…

البديل جهزتهُ الرياض سواء كان علي آل ثاني أم آل ثالث، هي مُجرّد أسماء يتمّ تغييرها كلّ فترة،  وتنصيبُ الأصنام على عروش الخليج بيد حكام واشنطن، الدور اليوم على قطر، وغداً على السعودية والإمارات وهكذا دواليك. الصنمُ الذي يؤدي دورهُ، يبقى مدة أطول، لكنه سيرحل في النهاية، وهذا ما لا يستطيعُ استيعابهُ رأس حاكم خليجي وغير… خليجي.

الصنمُ الأكبر الآن هو محمد بن سلمان، لأنه أفضلُ خادم لإسرائيل والولايات المتحدة، والأكثر تبذيراً لأموال “كدَّ وعمل” مع آبائه في جمعها من عرق زنوده!! بن سلمان الأكثر “طحشاً” بين الأصنام، وستتم “الفلاحة” عليهِ إلى آخر لحظة.

أيام تميم ستكون أسرعُ من أيام الحمدين والهزّاز، فهل ستكون أسرع من أيام سلمان نفسه؟ هل سيقومُ بهذه الخطوة محمد بن سلمان، أم سينتظرُ حتى إزاحة والدهِ عن العرش، فيقوم بهذا “الانتصار العظيم” وهو ملك السعودية؟ إدارة التحرير في مركز فيريل للدراسات. زيد م. هاشم. 19.11.2017