الصحافة الألمانية: (الأسد أملُ السوريين، وميركل أضرّت بالشعب السوري مرتين.) مركز فيريل للدراسات.

لماذا الرئيس الأسد هو الأمل؟ وكيف أضرت المستشارة ميركل بالشعبَ السوري مرتين، ولعبت الحكومة الألمانية دوراً كارثياً في سوريا؟ هل لدينا كألمان وسائل إعلام نزيهة؟ ما دور الدعاية الإعلامية الكاذبة في تأجيج الوضع في سوريا؟ أخيراً: لماذا لا يمكننا اعتبار الكثير من اللاجئين السوريين… غيرَ لاجئين؟.

بهذه الأسئلة ابتدأت الكاتبة والصحفية الألمانية /InesLaufer. /Firil البارحة 30 نيسان 2017، مقالة عن الوضع في سوريا من وجهة نظر ألمانية مُحايدة، حسب ما قالته لمركز فيريل للدراسات. فقد نشرت صحيفة Rubikon، وهي مختصّة بالمواضيع الحساسة المُحرجة للحكومة الألمانية، لقاءً مع مصمم الأزياء Marco Glowatzki في مدينة هامبورغ، الذي عاد من زيارة لسوريا عاين الأوضاع بنفسهِ ولم يستند في معلوماته لأية وسيلة إعلام. يقول  Marco Glowatzki: (سافرتُ إلى سوريا للتعرّف عن كثب على حقيقة ما يجري هناك، وما شاهدتهُ مُغاير تماماً لما نسمعهُ في وسائل إعلامنا).

غالبية السوريين يقفون وراء الرئيس الأسد

يقول Glowatzki: (الذي وجدتهُ أنّ غالبية السوريين يتعاطفون ويدعمون الرئيس الأسد، وما سمعناه عن مظاهرات حاشدة في عام 2011، كان على وسائل الإعلام فقط، والسلطات الأمنية لم تُطلق النار على المتظاهرين، إلا عندما حمل الإسلاميون السلاح وشاركوا في المظاهرات، فاضطر الأمن السوري للدفاع عن نفسهِ. لقد دخل الجهاديون ضمن صفوف هؤلاء المتظاهرين، وراحوا يطلقون الرصاص على الشرطة، وكانت Herald Tribune  قد نشرت للمرة الأولى عكس هذا الكلام).

“المتمردون” و “المعارضة السورية” لا يريدون الإصلاحات الديموقراطية بل يسعون نحو ديكتاتورية إسلامية، هذه حقيقة واضحة، لهذا الضامن لبقاء العلمانية والحرية الدينية في سوريا هو الرئيس الأسد وحكومته. كذبة أخرى قدمتها لنا وسائل الإعلام وكأنها قانون ثابتٌ: (غالبية السوريين يفرّون من الأسد).  الذي وجدته أنّ الناس في سوريا تهربُ من المعارضين الإسلاميين المتطرفين، الذين نسميهم “الثوار المعتدلين” إلى المناطق الذي يسيطر عليها الجيش السوري.

يتابع  /Firil/Marco Glowatzki:  في سوريا أكثر من 7 ملايين لاجئ نتيجة الحرب، غادر هؤلاء قراهم ومدنهم فارّين من عصابات المرتزقة الإسلاميين، إلى مناطق أكثر أمناً والواقعة تحت حماية الحكومة السورية. لهذا وجدتُ أنّ:

فرّ السوريون ليس من الأسد، بل فروا إلى الأسد.

كيف أضرّت المستشارة ميركل وحكومتنا بالشعب السوري؟

ألمانيا كعضو في مجموعة “أصدقاء سوريا” التي تضم دولاً غربية وعربية، زوّدت الإسلاميين والمرتزقة بالأسلحة والمعدات العسكرية وهذا أضرّ بسير الحرب في سوريا، لقد زعم الساسة الألمان بعدم مشاركتهم في تقديم الأسلحة، ولكن تم العثور على بنادق وصواريخ الألمانية على جميع جبهات الحرب، وبأيادي الإسلاميين. وصلت هذه الأسلحة عن طريق السعودية ودول الخليج الأخرى، كما شاركت طائرات التورنادو والأواكس ضد الجيش السوري.

في هذا الخصوص قال البرفسور الألماني Prof. Günter Meyer، مدير مركز Zentrum für Forschung zur arabischen Welt، في جامعة Mainz: (السيدة ميركل مسؤولة عن تصعيد وتيرة الحرب في سوريا…  لقد أدت سياسة ميركل إلى نزيف اقتصادي يعاني منهُ الشعب السوري، ودعمت الجماعات الإرهابية الإسلامية بآن واحد، ليس هذا فقط، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير؛ لسنوات عديدة، اتخذت ميركل عقوباتٍ ضد الحكومة السورية، لكن هذه العقوبات في الواقع ضد الشعب السوري مما شكّل تهديداً لحياة السوريين.).

كان البرفسور Günter Meyer قد نشر مقالة هامة، سينشرها مركز فيريل، بعنوان: (لماذا كان هجوم الغاز الكيماوي، خدعة ضد الرئيس الأسد؟).

إنّ سبب حالة الطوارئ في سوريا أساساً هو العقوبات الغربية، والتي كان لها تأثير كبير على الناحية الاقتصادية بأكملها في سوريا، ويمكننا القول: هناك كارثة حقيقية بالنسبة للسوريين، وكمثال صارخ: دمّر الجهاديون عدداً من محطات المياه والطاقة وخطوط الكهرباء، ولإصلاحها يلزم قطع غيار. العقوبات المفروضة تمنعُ الحكومة السورية من شرائها من الغرب، بالفعل هذا أمر سخيف.

مثال آخر: كانت سوريا أكبر مورد للقمح لإيطاليا، لصناعة المعكرونة الإيطالية الشهيرة، الآن لا توجد صادرات سورية لإيطاليا. الأمر نفسهُ بالنسبة للقطن السوري، لهذا كله قلصت العقوبات والحرب دخل الموظف السوري من 500 يورو شهرياً، إلى أقل من 100 يورو.

ليس كلّ السوريين يستحقون اللجوء في ألمانيا

في عام 2016 دخل ألمانيا مئات الآلاف من السوريين، قبِلَ منهم 300 ألف طلب لجوء حسب BAMF، حسب القانون (§3 Asylges.) أو القانون (4 Asylges.). تُقدّمُ الحكومة الألمانية لهم الرعاية الكاملة الشاملة والخدمات الاجتماعية والإسكان والرعاية الطبية، كل هذا يتم تمويلهُ من دافعي الضرائب الألمان…  

قد يُزعجُ كلامي هذا بعضَ اللاجئين، لكنني سأقول الحقيقة: (هناك بالتأكيد لاجئين فقراء يستحقون ما نُقدم لهم، لكن في كثير من الأحيان جاءنا لاجئون من شمال أفريقيا والبلدان العربية بهويات مزورة على أنهم سوريون، وهم ليسوا بحاجة مادية أو أمنية لأية حماية منّا.).  

 

النتيجة

  • عزّزت الحكومة الألمانية مع المستشارة ميركل الحرب في سوريا، وجعلتها تستمرُ فترةً أطول، بدعمها لأكاذيب وسائل الإعلام التي اختلقت عدواً وهمياً أسمتهُ “العدو الأسد”، لإضفاء الشرعية على التلويح بالحرب ضده. في حين أنّ الرئيس الأسد، بعد النظر في جميع الوقائع على الأرض، هو عامل الأمان الأهم والضامن للسلام في سوريا، وهو مدعوم بشكل رئيسي من قبل الشعب السوري.
  • العقوبات التي تفرضها حكومة ميركل، هي ضدّ الشعب السوري وتُسبب تفاقم الأوضاع وتزيد من معاناة المواطن السوري.
  • الثابت لدينا أنّ ما قامت به السيدة ميركل، باستقبالها مئات الآلاف من اللاجئين عام 2015، قد أدخل إلينا الآلاف من الإرهابيين الإسلاميين، أو المتعاطفين مع تلك الجماعات الإرهابية الإسلامية، بالإضافة لارتفاع نسبة الجريمة في ألمانيا.
  • غاية الحرب في سوريا هي قلب النظام العلماني، وإقامة دكتاتورية الشريعة الإسلامية، وهذا أيضا يُشكل خطراً على مجتمعنا. مركز فيريل للدراسات. 01.05.2017. برلين.