الخطة الأميركية في سوريا لعام 2020. Syrien 2020

الخطة الأميركية في سوريا لعام 2020. Firil Center For Studies.FCFS Berlin Dr. Jameel M. Saheen. Berlin. Germany. Syrien 2020 إدارة التحرير في مركز فيريل للدراسات. الدكتور جميل م. شاهين. الأستاذ زيد م. هاشم.

لم تستطع الولايات المتحدة أن تُحقّقَ هدفها الرئيسي كاملاً في سوريا خلال السنوات السابقة من الحرب، والمتمثل بسيطرة التنظيمات الإرهابية الإخوانية واستيلائها على السلطة، وتعيين قيادة موالية لها. لهذا وكما نذكرُ دائماً؛ لكل خطة هناك خطة بديلة على الأقل في حال فشلها. انتقلت لمرحلة أخرى ابتدأ تنفيذها منذ شهور وستكتملُ في العام القادم 2020. التالي ما تُخطّط له واشنطن في سوريا، هل ستنجح أم تفشل؟ بعد عام كامل يمكننا الحكم وليس سلفاً.

بنود الخطة الأميركية القادمة

ما نوردهُ هو تحليل مركز فيريل للدراسات مع حصولنا على بعض المعلومات الخاصة، وما نؤكدهُ هنا أنّ إنسحاب الولايات المتحدة من سوريا يعني إقراراً بالهزيمة، وهذا ما لا يمكن أن تقبل به واشنطن، لهذا قلنا “لن يخرج الجيش الأميركي من سوريا إلا بالتوابيت“:

سلخ شرقي الفرات والجزيرة السورية

واشنطن انسحبت في المكان وأعادت إنتشار جيشها حول منابع البترول والغاز، بنت وتبني قواعد عسكرية بالتواطؤ مع الخونة من الإنفصاليين. تسرق مع “لصوص قسد” خيرات وثروات شرقي الفرات والجزيرة، وتدعم مشروع الإدارة الذاتية وهو خطوة على طريق الإنفصال عن سوريا وسلخ جزء كبير منها، ليكون نسخة عن شمالي العراق. ستقوم بتطوير المنطقة وتحسين المستوى المعيشي “ظاهرياً” لزيادة تأييد السكان هناك لها وللإنفصاليين، نتوقع تصاعد هذه الخطوة في العام القادم وتعنتاً وشروطاً أشد من قِبل هؤلاء الإنفصاليين في التفاوض مع دمشق. الحل؟ سنورده في الختام.

ضغط إقتصادي وسياسي كبير على سوريا

لو كان بمقدور الولايات المتحدة قلبَ نظام الحكم عسكرياً، لما ترددت لحظة. لكنّ نتائج هكذا خطوة لم تكن مضمونة وستنعكس سلباً عليها وعلى إسرائيل. شنّت عدة مرات هجوماً جوياً على قواعد عسكرية للجيش السوري لم تأتِ بنتيجة. العقوبات الإقتصادية السابقة أثرت سلباً على سوريا دون شك، المزيد قادم مع تطبيق قانون سيزر، راجعوا المقالة السابقة على موقع مركز فيريل. تطبيق هذا القانون مع إنتشار غير مسبوق للفساد الذي يضربُ مفاصل الدولة وسوء التخطيط، سيُفاقمُ الأزمة الإقتصادية ويستنزف ما تبقى من قدرات سوريا، وتردي الوضع المعيشي للمواطن السوري أكثر فيسهل اختراقه لأنه (من رحم الفقر تُولَد الفتن). باختصار؛ تدفع واشنطن بالوضع في سوريا كي يصبح كالعراق، تريد حدوث فوضى شاملة.

ستسمعون بأسماء مرشحين لمنصب الرئاسة (غير متوقعين) خلال الشهور القادمة نتجنّبُ ذكرهم

ستعرقل واشنطن أي توافق سياسي سوري لا يتماشى مع مصالحها بما في ذلك الدستور الجديد

التغاضي عما تفعلهُ تركيا في الشمال السوري

العلاقات التركية الأميركية ليست بخير، لكننا لم نسمع سوى إدانة خجولة لما تقوم به أنقرة من احتلال وتتريك وتغيير ديموغرافي للشمال السوري. الخطوة “العثمانية” مباركة من الإدارة الأميركية شرط ألا تتجاوز الحدود شرقاً. تركيا ستستغلُ هذا الضوء الأخضر لتمضي أبعد في طمعها وستدعم المناطق التي تحتلها إقتصادياً أيضاً بحيث يكون الفارق المعيشي واضحاً بين تلك المناطق ونظيرتها التي حرّرها الجيش السوري. ملفُ إدلب سيبقى بين أخذ ورد وتهديد باستخدام ذريعة الكيماوي من قبل واشنطن ومعارضة أنقرة لتحرير المحافظة، بجميع الأحوال تبقى الكلمة الفصل للجيش السوري والدعم الروسي، بوضوح أكثر: عندما تقرر روسيا دعم سوريا لتحرير إدلب كاملة لن تستطيع منعها الولايات المتحدة، فهل سيتخذ بوتين هذا القرار عام 2020 أو قبل نهاية هذا العام؟

تحريك الخلايا النائمة في سوريا

إذا كان البعض يتخيّل أنّ الآلاف ممن أجروا المصالحة، عادوا فجأة أناساً وطنيين، فهو حالم لأن مَن خان مرة يخون كلّ مرة. هؤلاء عبارة عن خلايا نائمة سيتم تحريكها في مدن وأرياف دمشق وحمص وحماة وحلب والقنيطرة، أيضاً راجعوا بحثاً نشرناه عن درعا التي لم تهدأ فيها الاغتيالات والعمليات الإرهابية. البيئة الحاضنة موجودة وبقوة. سيتم توجيههم ودعمهم من جديد لتحريك الوضع تحت ذريعة “الوضع الإقتصادي السيء”. هنا نعود وبقوة إلى حرب الإقتصاد بعد إنتهاء الحرب العسكرية.

زيادة الضغط على روسيا وإيران

المطلوب من روسيا أن تلتزم بحدودها، وهي البقاء في قاعدتي حميميم وطرطوس وعدم التوسع نحو الجزيرة السورية. لهذا سيزداد الضغط على موسكو ومنع محاولاتها بدعم سوريا حتى إقتصادياً، عِلماً أنّ هذا النوع من الدعم الروسي محدود. إيران التي تعاني أصلاً؛ سيزداد الحصار علىيها ومنع وصول أية مساعدات لدمشق وإضعاف خط إقتصادي يخفف من العبء السوري. المطلوب من طهران سحب كافة قواتها ووقف دعمها لسوريا.

دعم الفساد في سوريا

أدانت واشنطن كلّ ما تقوم به الدولة السورية، حسب وجهة نظرها، سواء في مجال حقوق الإنسان وعمليات الجيش السوري… لكن هل سمعتم إدانة صريحة للفساد في سوريا؟! كيفَ تُدينُ أهم عامل مساعد لها في تحقيق أهدافها؟ هل سمعتم يوماً إدانة أميركية لفشل المسؤولين السوريين في إدارة الأزمة الإقتصادية تحديداً؟ فشل إدارة الأزمة السورية هو أكبر خدمة يُقدمها المسؤول السوري لواشنطن. عندما كان قسم كبير من الأراضي السورية تحت سيطرة الإرهابيين، هل كان الوضع الإقتصادي سيئاً لهذه الدرجة؟ اليوم؛ تمّ تحرير أجزاء واسعة. تحسّن الوضع العسكري والميداني. فُتحت المعابر مع لبنان والأردن والعراق. استعاد الجيش حقول الغاز والبترول باستثناء شرقي الفرات والجزيرة، والبارحة تمّ تشغيل بئرين بطاقة تتجاوز مليون متر مكعب يومياً… بعد كل هذا هل تحسّن الوضع الإقتصادي؟ على العكس؛ تراجع سعر الليرة السورية ووصلنا لوضع أسوأ. لماذا… ما هو السبب؟
تجار الأزمة ومعهم كبار المسؤولين السوريين الذين يتحكمون بمفاصل الإقتصاد السوري، قاموا بتهريب عشرات المليارات من الدولارات وبنوك لبنان تشهد. بما أنّ أثرياء الحرب يدّعون الوطنية و “الشرف”، كما ظهر في مسرحية تبادل الصور في لقاء البنك المركزي بهم بفندق الشيراتون في أيلول الماضي، لو أنّ هذه المليارات وضعت في البنوك السورية هل كان وضع الليرة السورية سيئاً؟ أيّ نقد لهم تكونُ التهمة جاهزة “وهن عزيمة الأمة”! وهل ما يفعلهُ المسؤول السوري فيه رفعٌ لشأن الأمة؟ ليست هناك أية محاربة للفساد، وما يُنشرُ مجرد “إبر تخدير”. نسبة الفقر 80% والسخط شعبي يتفاقم والخلايا النائمة جاهزة للفوضى، وأول الهاربين من البلد هم “الحرامية”.  

الحلّ الإسعافي


الوضع لم يعد يحتملُ وضع خطط وتشكيل لجان تتفرّع عنها لجان “إتلاف الكباب” تعرفون المقصود بلجان إتلاف الكباب؟ على القيادة السورية اتخاذ إجراءات إسعافية. Firil Center For Studies.FCFS Berlin

تشكيل مقاومة شعبية في المناطق المحتلة، الأمر لا يحتاج لميزانية كبيرة، فثريّ واحد من الذين يدّعون الوطنية قادر على دعم هذه المقاومة، ما يتقاضاه الإنفصالي شهرياً وحسب معلومات مركز فيريل بين 200 و300 دولار، ماذا لو حصل بضعة مئات فقط على 400 دولار؟ هذا على فرض أنّ هؤلاء الأشخاص لا يمتلكُون حسّاً وطنياً. هناك الآلاف من أبناء دير الزور والرقة وريف حلب مستعدون للإنخراط في المقاومة الشعبية، وهم بحاجة لدعم عسكري أولاً… فماذا تنتظرون؟

محاربة الفساد… عسى ولعل أن نرى خطوةً حقيقية، وليس تعيين أكبر الفاسدين لمحاربة صغار الفاسدين!

تحسين المستوى المعيشي هامٌ جداً، وهذا أمرٌ ممكن إن تم إنجاز نصف الخطوة السابقة.

الإسراع بتشغيل آبار البترول والغاز المحررة، ودعم للقطاع الزراعي والصناعي خاصة صغار الصناعيين.

إقالة الحكومة وأتباعها، وتشكيل حكومة من أصحاب الكفاءات، وهم بالمئات… فتشوا بين أساتذة الجامعات إن كنتم لا تعلمون… حتى لو كان تصنيفهم لدى أصحاب المعالي “غير مصفقين”. الذي يُصفقُ كثيراً أخطر من الإرهابي الذي يُفجّرُ نفسه. الإرهابي يقتل عشرة وربما مائة، والمسؤول الفاسد يقتل شعباً

ختاماً

 وردتنا عدة رسائل تسأل إن كنّا نُلمّحُ لاحتمال تدهور الوضع في سوريا ليصبح كالعراق؟ كلامنا واضح في مركز فيريل، نعم نحذّرُ ولا نُلمح، والمؤشرات كثيرة لمن يريد أن يرى… سوريا ليست بخير

إن كانت العصافير تُزقزق على الفضائيات السورية، فأخبروهم أنّ العمليات الإرهابية عادت وبقوة إلى محافظة درعا. عمليات إرهابية محدودة في ريف دمشق وحمص. مظاهرات في درعا وريف دمشق وكتابة شعارات مناوئة على الجدران. معظم المظاهرات التي جرت في الرقة ودير الزور كانت ضد قسد وضد الجيش السوري أيضاً. أخبروا الفضائيات السورية عن ساعات تقنين الكهرباء الطويلة وعن أزمة الغاز في بلد الغاز. عن المعارك أمام صالات بيع المواد الغذائية. عن المواطن السوري الذي يحلم أن يعود لأطفاله يوما بـ “أوقية” لحم. أخبروهم عن عدد المتسولين في الشوارع إن كانوا لايرون من نوافذ الفيميه.

أشعل جورج بوش بنسختيه ومعهما أوباما الشرق الأوسط. الفوضى الخلاقة نراها الآن. تاجر العقارات ترامب جاء، ومن خلال خبرته، بحرب الإقتصاد، وهم ناجحون إلى حدّ بعيد حتى الآن… كلّ ما حدث ويحدث ويطلعُ علينا مُحلل جهبذ ليقول: “تمت هزيمة المخطط الأميركي”!!. يا لذكائك يا جهبذ! إذا كان قتلُ الملايين وتشريد الملايين وهدم الملايين، هو هزيمة، فكيف يكون انتصارُ المخطط الأميركي إذاً؟ كفاكم شعارات وأكاذيب. إن ظهرتم على فضائية يتمنى الشعبُ كسر الشاشة، فمتى تشعرون؟

هذا آخر تحذير وإنذار يطلقهُ مركز فيريل للدراسات، وقد أُعذِرَ مَن أنذر، بناءً على تحليلاتنا وبعض المعلومات المؤكدة حول القادم على سوريا والمنطقة، وهنا نُخاطب السوريين الحقيقيين من أصحاب القرار: “الإملاقُ انتشر والفسادُ طغى. الجَلَل قادم، وسوريا تنادي”… مركز فيريل للدراسات. الدكتور جميل م. شاهين. الأستاذ زيد م. هاشم. 14.12.2019