تركيا ستشارك بأية ضربة ضد سوريا. تمثيلية الكيماوي حقيقية! مركز فيريل للدراسات

بعيداً عن تاريخ تركيا الدموي الإرهابي الطويل، ومشاركتها باستباحة الدم السوري خلال السنوات الماضية، فإنّ موقف أنقرة الإجرامي مستمر مهما ظهرت من تفاهمات واتفاقيات مع موسكو وطهران، مقابل خلافات مزعومة مع واشنطن، لا يمكن لنا في مركز فيريل إلا أن نصف خلافاتها مع الولايات المتحدة بأكثر من خدعة إعلامية.

على فرض أنّ تركيا على خلاف مع الولايات المتحدة، فتأييدها ومشاركتها بضربة أميركية ضد الجيش السوري، سيُخفف عنها الضغط وتحظى برضى سيدها.

بمراجعة لتصريحات الأيام الماضية من وزارتي الدفاع والخارجية الروسية، حول عدوان ثلاثي ضد الجيش السوري، وتصريح الجنرال Igor Konaschenkow المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الذي قال: ( نقل إرهابيو “هيئة تحرير الشام” 8 حاويات مليئة بغاز الكلور إلى مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب، لتنظيم مسرحية “الهجوم الكيميائي” المزعوم).

ثم تصريحات وأخبار من ريف حماة الشمالي وإدلب، بأنّ الحزب الاسلامي التركستاني فرّغ بلدة كفر زيتا من المدنيين، وسكّنَ فيها عائلات إيغورية، وأنّ هذا الحزب “التركي” هو الذي سيقوم بالتمثيلية، بينما الروس يقولون أنّ التمثيلية ستتم في جسر الشغور أي محافظة إدلب، أي من قِبل جبهة النصرة، وحديثٌ عن قرية “حلّوز” المسيحية!.

بجميع الأحوال

أينما كانت التمثيلية “الحقيقية” فهي من تدبير المخابرات التركية أولاً

  • الإرهابيون في كافة المحافظات السورية، ومهما كان مُسمى تنظيمهم، تابعون إما للسعودية أو لتركيا. سيطرة السعودية على تنظيمات إدلب ضعيفة، والسيطرة شبه الكاملة عسكريا ومخابراتياً هي لأنقرة بينما التمويل يأتي من الدوحة والأسلحة عبر الناتو. هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها.

  • في تمثيليات الكيماوي السابقة في الشمال الغربي السوري، دخلت الغازات السامة، على فرض أنها كانت موجودة، عبر الحدود التركية، كذلك هو تصريح الدفاع الروسية بدخول 8 حاويات إلى جسر الشغور جاء عبر حدود لواء اسكندرون السليب، أي بتغطية ومساعدة من تركيا.
  • أردوغان كصديقه ترامب، بحاجة لحدث خارجي يُغطي على فضائحه الداخلية، وهل هناك أسهل من تحريك الوضع السوري بضربة أميركية؟!

  • ملاحظة: دخلت يوم الإثنين العقوبات ضد روسيا المرتبطة بالسلاح الكيميائي، حيّز التنفيذ!

تمثيلية الضربة الكيميائية قد تكون حقيقية!

جبهة النصرة بدون شك لديها أسلحة كيميائية حتى قبل إدخال الحاويات الثمان إلى جسر الشغور، والأمر ينطبقُ على معظم التنظيمات الإرهابية عند الحدود التركية، بما في ذلك الحزب الاسلامي التركستاني الأيغوري الذي يرتبطُ زعيماه أبو رضا التركستاني وإبراهيم منصور، مباشرة بجهاز جهاز الاستخبارات الوطنية بقيادة هاكان فيدان.

التمثيليات الكيميائية السابقة كانت فاشلة، والذي لديه معلومات طبية بسيطة يكتشفُ انحطاط التمثيل وسوء الإخراج، فلماذا لا تكون التمثيلية هذه المرة حقيقية؟!

بمراجعتنا لبعض الأخبار من أهالي إدلب وما توفّر لدينا في مركز فيريل للدراسات من معلومات، توصلنا لتقدير ماذا يمكن أن يجري.

استدعاء عدد كبير من أصحاب الخوذ البيضاء، والأصح؛ جعل عدد كبير من الأشخاص ذوي الخبرة الطبية كالممرضين يرتدون زي الخوذ البيضاء وفي عدة أماكن من إدلب، وهذا يؤكد أنّهم يستعدون لهجوم الجيش السوري، وبنفس الوقت سيشاركون بهذه التمثيلية عن خبرة.

  • في نبأ خاص بمركز فيريل للدراسات، عاد من مدينة عينتاب عدد من الممرضين السوريين والأطباء إلى إدلب منذ ثلاثة أيام.

  • لا يمكن تحديد مكان حصول الضربة المرتقبة من قبل الإرهابيين. طُرحت أسماء قرى ومدن، وهذا سيجعل الإرهابيين يُغيّرون مكانها، لكن ستتم التمثيلية في منطقة معزولة يُمنعُ دخولها.

  • الضربة الكيميائية قد تكون حقيقية، أي ستقوم المجموعات الإرهابية باستخدام سلاح كيميائي حقيقي وعلى أشخاص أحياء، ويُرجحُ مركز فيريل أن تتم على الأسرى والمخطوفين والأشخاص الذين تم اعتقالهم مؤخراً بتهمة التعاون مع السلطات السورية، أي قد يكون هناك ضحايا حقيقيين وبأعداد كبيرة.

  • في حال تمّ ما ذكرناهُ سابقاً، سيكون التصوير والإخراج أكثر حرفية ونتائج التحقيق إن حصلت، ستؤكد وجود مواد كيميائية.

 

النتيجة

دول الناتو حشدت قواتها لضرب الجيش السوري سواء في المتوسط أو في الخليج والدول المجاورة، وبتواطئ و تمويل عربي خليجي وعلى رأسهم… قطر هذه المرة.




تركيا ستشارك في الضربة إن حصلت، بشكل مباشر أو غير مباشر كما ورد، وستحاول أن تُحافظ على وجودها العسكري الدائم في إدلب وغربي حلب تمهيداً لنزع هذا الجزء من سوريا.

روسيا بالتأكيد حذرة من الغدر التركي، لكنها لن تُشارك في الدفاع علناً، لكنها ستدعم الجيش السوري وتستخدم أجهزة التشويش الالكتروني كما سبق واستخدمتها في ضربات أميركية سابقة، المشاركة الروسية تبقى مرهونة بحجم الضربة.

التطورات والتصريحات ولقاءات وزراء الدفاع في المنطقة تدلُ على جدية الموقف، فهل ستكون حشود الأساطيل الأميركية ترهيباً لا أكثر؟

كثيرون راهنوا على أنّ الولايات المتحدة تستخدم أساليب الترهيب والوعيد ولا تقوم بشيء… لكنها فعلتها عدة مرات وقصفت سوريا، إن كانوا لا يذكرون.  

الهدف الأساسي تدمير القوة المهاجمة “النخبة” في الجيش السوري ومنع تقدمه لتحرير إدلب، وافساح المجال للإرهابيين لبسط سيطرتهم على مناطق جديدة، تمهيداً لتحسين شروط التفاوض في جنيف، وهو ما ذهب إليه وزير حرب الولايات المتحدة. وكما في مقالة سابقة، قد يتم قصف مراكز حيوية سورية أوسع حتى في دمشق. مركز فيريل للدراسات. 28.08.2018