هل أعلنت حكومة ميركل الحرب ضد السوريين في ألمانيا

هل أعلنت الحكومة الألمانية الحرب ضد السوريين في ألمانيا

أكثر من 510 آلاف سوري على المساعدات الإجتماعية في ألمانيا

ما الذي يجري تحديداً في ألمانيا؟ ما هذا الإنقلاب المفاجئ في موقف الحكومة من اللاجئين السوريين!!

بعد أن كان اللاجئون السوريون محطّ ترحيب من قِبِل السلطات الألمانية، لدرجة أزعجت باقي اللاجئين من الجنسيات الأخرى وأثارت غيرتهم، وسببت احتجاجات ومظاهرات في مراكز اللجوء، وبعد أن كانت وسائل الإعلام تتحاشى الإساءة للسوريين وتنشر فقط عن الكفاءات والنجاحات التي يحققها بعضهم، وبعد أن كانت ميركل لا تستطيعُ النوم قبل التقاط صورة سيلفي مع لاجئ سوري!! فجــأةً… انقلبت الآية…

اللاجئون السوريون الأكثر إجراماً في ألمانيا. تقرير 2017 مركز فيريل للدراسات

انقلبت الآيــة تماماً مع قرار محكمةOVG Münster: Kein Flüchtlingsstatus für Syrer، “لا لجوء للسوريين”، ثم ظهر تقرير الجنائية الألمانية الذي نشرناه قبل أيام في مركز فيريل، حيثُ صنّف اللاجئين السوريين الأكثر ارتكاباً للجرائم، لتطلعَ علينا وسائل الإعلام الألمانية أخيراً وعبر أهم صحفها BILD، بتقرير من مكتب العمل والمساعدة الإجتماعية بعنوان:

(510 ألف لاجئ سوري يتلقون المساعدات الإجتماعية Hartz-IV) أيار 2017.

يقول التقرير:

(إنّ أكبر جالية أجنبية تحصل على المساعدات Hartz-IV هم اللاجئون السوريون، ويزيد عدد الذين يحصلون على هذه المساعدات عن 510 آلاف سوري، بزيادة مقدارها 173% عن العام الماضي، وبين كل خمسة أجانب يتقاضون المساعدة، واحد سوري. كما أنّ أعلى نسبة للبطالة بين الأجانب هي بين السوريين 93%، ويعمل منهم 7% فقط.)

يتابع التقرير وكأنه اكتشف الوضعَ قبل ساعاتٍ:

(رغم مرور أكثر من سنتين على وجود اللاجئين السوريين في ألمانيا؛ فإنّ أكبر مشكلة يواجهها مكتب العمل معهم هي العثور على وظيفة لهم، لعدم وجود مهارات معينة وعدم اتقانهم للغة الألمانية، وكي يتمّ دمجهم في سوق العمل، نحتاجُ لسنوات طويلة. وقد لوحظ بطؤهم بتعلّم اللغة الألمانية، ولا يتقنون حتى اللغة الإنكليزية، مع نقص في الخبرات والتدريب…).

يخلص التقرير إلى:

(نتيجة نظام الرعاية الإجتماعية الألماني المميز، تدفق على ألمانيا مئات الآلاف من اللاجئين بزيادة دراماتيكية، ويعيشُ اليوم 1,9 مليون أجنبي على المساعدات، بينهم 510 آلاف سوري.).

وقد طرحت وسائل الإعلام تساؤلات ترقى للاتهامات ضدّ حكومة ميركل:

(ما الذي جنتهُ ميركل من فتح أبواب ألمانيا للاجئين خاصة السوريين؟)

وضربت مثالاً عن لاجئ سوري دخل ألمانيا مع زوجاته الأربع و23 طفلاً. يُكلّفُ هذا اللاجئ مع عائلاته الحكومة الألمانية 30 ألف يورو شهرياً! فماذا يفيد هكذا إنسان ألمانيا؟!

قارنت بين العائلة السورية وعائلة Schwedhelm الألمانية النادرة وهي من أكبر العائلات، 9 أطفال، الأب يعمل سائق شاحنة ولا يتلقى أية مساعدة اجتماعية، بينما تُكلّفُ العائلة السورية تلك ألمانيا 360 ألف يورو سنوياً، وعلى 30 عاملاً ألمانياً أن يعملوا ويدفعوا ضرائبهم كي تصرفها الحكومة على هذا اللاجئ اللاجئين.

وتتساءل الصحافة: تحتاج الدول الصناعية المتقدمة مثل اليابان والولايات المتحدة وألمانيا في أسواق العمل، لعمال ولموظفين مؤهلين ذي كفاءات، وليس للاجئ معه أربع نساء و 23 طفلاً!

عائلة Schwedhelm لا تتقاضى معونات اجتماعية رغم أنها ألمانية وعلى الوالدين العمل!!

تختم الصحيفة بالقول: (هذه عواقب فتح السيدة ميركل للحدود؛ تكدّس في سوق البطالة وارتفاع أعداد الذين يتلقون مساعدات اجتماعية وزيادة الجرائم. لقد استقبلت ميركل هجرات جماعية من أفقر البلدان ومن جميع الأنظمة الإجتماعية، وهذا سيكون بداية إعلان الإفلاس في هذه السياسة غير المدروسة).

ناقوس الخطر يُدقُّ في ألمانيا

توجهنا إلى أحد موظفي الهجرة الألمانية، وبعد سؤال مركز فيريل للدراسات عن مغزى ما يُثار في الإعلام الألماني حالياً من هجــوم ضد اللاجئين السوريين، والذي كان شبهَ محظور سابقاً، استشهد لنا بأخطر كلام ورد على لسان Reiner Haselo رئيس وزراء ولاية Sachsen-Anhalt وهو من حزب ميركل الذي قال:

(يجب اتخاذ اجراءات إسعافية سريعة تجاه اللاجئين السوريين العاطلين عن العمل، الذين تسببوا برفع نسبة البطالة في ألمانيا 6%).

وحسب إدارة الهجرة علم مركز فيريل أنّ إجراءات لمّ الشمل باتت أكثرُ صعوبة، وتحتاجُ لفترات أطول. أمّا بالنسبة لسوق العمل والبطالة، فسوف يتم:

إجبار السوريين العاطلين عن العمل على القيام بأعمال تُدعى  Ein Euro Job – Hartz IV، أي يتلقى العامل يورو واحد لكل ساعة، مقابل أن تستمر المساعدة الإجتماعية، وهو قانون قديم مُطبّق في ألمانيا، يتضمن العمل حتى 8 ساعات يومياً. وتكون هذه الأعمال ضمن البلديات والهيئات غير الربحية وتشمل: التنظيفات في الشوارع والحدائق والمرافق العامة، وأعمال الصيانة غير الاختصاصية وكذلك تنظيف المراكز الصحية الحكومية ودور العجزة.

حسب مكتب العمل هناك 4.2 مليون ألماني عاطل عن العمل، وفوقهم 1.9 مليون لاجئ عاطل عن العمل وفق إحصاء شباط 2017، أي أنّ 31,14% من العاطلين عن العمل هم لاجئون… مركز فيريل للدراسات 07.06.2017

للأسف تأتي المصائبُ مجتمعة فوق رؤوس اللاجئين السوريين!!

فلم تمضِ أيام على ارتكاب مجرم داعشي وهو لاجئ سوري، 02 حزيران الحالي، لعملية قتل للاجئ سوري آخر لأنه غير صائم في مدينة أولدين بورغ، حتى قام لاجئ سوري آخر 27 عاماً، بقتل موظف استشاري ألماني في الصليب الأحمر، طعناً بالسكين البارحة الأربعاء في مكتبه، بمدينة ساربروكن غربي ألمانيا.

هنا يصبح تقييم اللاجئ السوري الجيد بمستوى اللاجئ السيء، واللاجئ السوري النشيط الذي جاء ليعمل أو ليتابع دراستهُ، بنفس مرتبة اللاجئ الكسول المجرم الذي جاء لممارسة “مهنة الشحاذة”… 

الانتخابات الألمانية على الأبواب وعلى حزب ميركل أن يُقدّم “أضحية” للشعب الألماني، كي يرضى عنهُ ويفوز في هذه الانتخابات، وهل هناك أفضل من التضحية باللاجئين السوريين!!

يختم الموظف الألماني حديثه لنا بنصيحة حازمة:

(على اللاجئ أن يختار بين أن يعمل في ألمانيا ويتوقف عن تلقي المساعدات الإجتماعية، أو يعود إلى بلاده.).

اقرأ أيضاً

لاجئ سوري يقتل لاجئاً آخر طعنا بالسكين في ألمانيا، بسبب رمضان!!