هل سيشتعل الجنوب السوري؟

 

خاصّ بمركز فيريل للدراسات ـ برلين، ألمانيا Firil Center For Studies FCFS, Berlin, Germany

مع تقدم الجيش السوري الساحق في حلب والشمال، ومع توتر علاقات أنقرة مع دول الناتو وواشنطن بشكل خاص، عقب الانقلاب الفاشل، وتوجّه حكومة أردوغان نحو موسكو ومعها نحو التهدئة في حلب. هنا وجدت دول التحالف أن تُشعل الجبهة الجنوبية في سوريا.

باتت قاعدة في الحرب على سوريا: “كلما اقتربت مفاوضات جنيف، كلما ازدادت التفجيرات وقذائف الهاون.” لكن هذه المرة، يتم حرف الأنظار عما يجري في الجنوب السوري من تحضيرات واستعدادات، وتغيير في قواعد اللعبة. صحيح أنّ وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر أكد أنّ التحالف بقيادة الولايات المتحدة، سيبحث فرص مهاجمة تنظيم داعش في الجنوب السوري، من أجل أمن أصدقائه الأردنيين ولفصل تنظيم داعش في سوريا عن العراق، لكنّ هذا التصريح لا يعدو كونه صورة لامعة للتسويق الإغلامي لما يجري الاستعداد له في الأردن.

سبق ونشر مركز فيريل دراسة واسعة عن غرفة موك في بحث: أكبر حرب للمخابرات في القرن تدور في سوريا. مركز فيريل للدراسات ـ برلين FIRIL CENTER FOR STUDIES FCFS – BERLIN GERMANY، يمكن مشاهدته على الرابط:

أكبر حرب للمخابرات في القرن تدور في سوريا. مركز فيريل للدراسات ـ برلين FIRIL CENTER FOR STUDIES FCFS – BERLIN GERMANY  

وقد ذكر مركز فيريل للدراسات أنّ غرفة موك عادت منذ أيار 2016 فجأة للعمل، لكن القصف الروسي لمعسكر التنف بتاريخ 18 حزيران 2016، جاء بمثابة تحذير شديد اللهجة لهذه الغرفة وللأمريكيين.

اليوم 28.07.2016، ينفرد مركز فيريل للدراسات في برلين بنشر المعلومات التالية على مسؤوليته الخاصة:

  • غرفة موك في أوج نشاطها في العاصمة الأردنية عمّان، وهناك لقاءات استخباراتية عالية المستوى. الغرفة كانت تضم استخبارات عسكرية من: الولايات المتحدة، إسرائيل، بريطانيا، فرنسا، تركيا، السعودية، الإمارات، والأردن. الآن تمّ الاستغناء عن المخابرات التركية بسبب موقف أردوغان المتذبذب بين واشنطن وموسكو، بينما دخلت المخابرات القطرية الغرفة.
  • الزيارة التي قام بها ضابط المخابرات السعودي السابق اللواء أنور عشقي، ولقاؤه مع “دوري غولد” المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، و أعضاء في الكنيست الإسرائيلي، مع الوفد السعودي رفيع المستوى، الذي ضم أكاديميين ورجال أعمال. و الحديث عن أنّ الوفد السعودي ناقش مع الإسرائيليين سبل دفع عملية التسوية في الشرق الأوسط، على أساس المبادرة العربية للسلام. والحديث أيضاً عن كون عشقي هو “سمسار العلاقة بين إسرائيل والسعودية”… إلخ كل هذا الكلام صحيح لكنه ناقص. وسائل الإعلام سلطت الضوء على زيارة عشقي العلنية، بينما كانت تجري لقاءات سرية في تل أبيب بين ضباط مخابرات إسرائيليين وسعوديين، وقد علم مركز فيريل للدراسات في برلين أنّ الفريق أول ركن يوسف بن علي بن يوسف الإدريسي، نائب الفريق خالد بن علي بن عبدالله الحميدان، رئيس الاستخبارات السعودية كان يرأس وفد السعودية في هذه اللقاءات. المعروف أن الإدريسي قد خلف الأمير بندر بن عبد العزيز من نيسان 2014، وهو من أصل مصري صعيدي.
  • الذي دار بين المخابرات السعودية والإسرائيلية كان حول الخطة القادمة في الجنوب السوري. وزيادة التنسيق بين الجيش الإسرائيلي والسعودي في حالة تطور الأحداث العسكرية.
  • إنّ فك ارتباط “جبهة النصرة” في هذا التوقيت وتغيير اسمها، جاء بتوجيهات من غرفة موك، وذلك لرفع اسم هذه المنظمة الإرهابية من قائمة التصنيف الإرهابي الدولي، تمهيداً لمشاركتها فيما يتم التحضير له، وكي تشارك في المعارك ضد داعش ظاهرياً، وضد الجيش السوري لاحقاً. وتجري الآن مصالحات بين جبهة النصرة وفصائل مسلحة في محافظة درعا، كتبادل الأسرى، تقودها السعودية والأردن.
  • هناك محاولات لإيصال العتاد العسكري للمسلحين في غوطة دمشق، ومدينة دوما تحديداً، عبر البادية السورية، لكن سلاح الطيران السوري أحبط هذه المحاولات ودمر قافلتي إمداد قبل وصولهما، قاطعاً الطريق خاصة عند استعادة الجيش السوري لبلدة حوش الفارة.
  • يتواجد عند الحدود الأردنية السورية، من 7 إلى 9 آلاف مقاتل، تم تدريبهم في معسكرات في الأردن. سيدخلون الأراضي السورية فور صدور الأوامر.
  • يؤكد مركز فيريل للدراسات وجود نشاط غير مسبوق في قاعدة الأزرق الأردنية، في حركة الطائرات الحربية الأميركية والبريطانية والفرنسية والسعودية والإماراتية.
  • تتكفل السعودية بتمويل تنفيذ الخطة كاملة. وسيكون نصيب الأردن كبيراً بسبب موافقته دون شروط.

المعلومات الخاصّة التي حصل عليها مركز فيريل للدراسات:

  1. سوف تزداد عمليات التفجيرات وقذائف الهاون والاغتيالات في مناطق متفرقة من دمشق. ويبدو أن سلاح الطيران السوري قد قصف مواقع كثيرة للهاون الذي أطلقهُ المسلحون على دمشق في الآونة الأخيرة، لكنّ هذا لم يقضِ على كافة المنصات.
  2. لابد من حدوث تفجير إرهابي مفتعل في الأردن، يُنسبُ إلى داعش، لتبرير السلوك الأردني لاحقاً.
  3. هناك تصعيد قادم في محافظتي درعا والسويداء، تقوم به داعش، لتبرير تدخل التحالف ضد داعش. حيث ستهاجم داعش المجموعات المسلحة والمدنيين، وتخلق هذا التبرير أمام ضربات سيقوم بها التحالف.
  4. تصعيد في القلمون السوري ومحافظة القنيطرة وعلى حدود الجولان.
  5. في حال تدخل الجيش السوري ضد الطيران المعادي، سيقوم التحالف بقصفه.
  6. يتم تجميع الفصائل المسلحة تحت قيادة واحدة، لاحتلال درعا والتوجه نحو السويداء. بينما تتوجه فصائل أخرى باتجاه دمشق.
  7. الاستخبارات السورية والروسية في نشاط دائم، وتراقب الوضع بدقة. لهذا يقوم سلاحا الطيران خاصة السوري، بضربات استباقية لمراكز تواجد تنظيم داعش شرقي محافظة السويداء، وضربات أخرى لباقي الفصائل في الغوطة ومحافظة درعا.
  8. قد تكون هذه آخر محاولة للسعودية قبل إعلان فشلها في إسقاط الدولة السورية، لهذا ستضع كلّ ثقلها لإنجاح مخططها، حتى الخريف القادم.

FIRIL CENTER FOR STUDIES FCFS – BERLIN GERMANY د. جميل م. شاهين. مركز فيريل للدراسات ـ برلين 28.07.2016